مراحل الحب وما هو الوقوع في الحب وغير ذلك نقدمه هنا في الموضوع.
محتويات المقال
تعريف الحب ومراحله
- هو مجموعة متنوعة من المشاعر الإيجابيَّة والحالات العاطفية والعقلية قوية التأثير، تتراوح هذه المشاعر من أسمى الأخلاق الفاضلة إلى أبسط العادات اليوميَّة الجيدة، المثال على اختلاف وتنوُّع هذه المشاعر أنَّ حب الأم يختلف عن حب الزوج ويختلف عن حب الطعام، ولكن بشكل عام يشير الحب إلى شعور الانجذاب القوي والتعلُّق العاطفي.
- أحياناً يُعبِّر الحب عن الفضائل الإنسانيَّة التي تتمثَّل بالتعامل الحسن ومشاعر الإيثار والغيريَّة والعمل على سعادة الآخرين وتحقيق الخير العام، كما يمكن أن يصف التعامل العاطفي مع بقية البشر أو الحيوانات أو حتى النفس.
- يعدّ الحب بأشكاله المختلفة أساس العلاقات الشخصية بين البشر، وبسبب أهميته النفسية يعدُّ واحداً من أكثر الموضوعات شيوعاً في الفنون الإبداعية، ويُفترض عادةً أنَّ وظيفة الحب أو غايته الرئيسيَّة الحفاظ على النوع البشري من خلال التعاون معاً ضدَّ الصعاب والمخاطر والمحافظة على استمرار النوع
الوقوع في الحب
- هي خدعة الطبيعة، وهي المرحلة التي تدفع بالإنسان إلى إختيار شريك لكي يتواصل الوجود البشري. خلالها تنتاب الشخص مشاعر رائعة ترتبط بتفاعل الهرمونات كالدوبامين و الأوكسيتوسين و السيروتونين و التستوستيرون و الأوستروجين. يرتبط ذلك الشعور الرائع أيضا بالتوقعات و الآمال و الأحلام المرتبطة بالشريك. نتصور أن ذلك الشريك سيكون الأفضل وأنه سيوفر لنا كل ما ينقصنا و يفي بوعوده. في هذه المرحلة نكون متأكدين من أننا سنقضي بقية حياتنا مع ذلك الشريك. بما أن الهرمونات تطغى في هذه المرحلة فإننا لا نكون واعين بهذا تماما.
- عندما نقع في الحب نتجاهل من يقول لنا أنه ليس بحقيقة، كما يقول جورج بيرنارد شو :”عندما يكون إثنان تحت تأثير الشغف الأكثر عنفا و جنونا و الأكثر مغالطة و هو أكثر المشاعر العابرة، يكونان مطالبان بأن يقسمان على أنهما سيبقيان بنفس الشغف و في هذه الحالة الغير طبيعية والمرهقة حتى تفرقهما الموت.”
مرحلة الانجذاب الجسدي
إن أول مرحلة من مراحل الحب في علم النفس هي مرحلة الانجذاب الجسدي، فإن الحب يبدأ بالانجذاب القائم على سمات خارجية كجمال الهيئة فيرى الشخص سواء كان ذكرًا أم أنثى الطرف الآخر، فيبدو له مناسبًا للمعايير التي وضعها، ويمكن أن يكون هذا الانجذاب للشكل أو الصوت أو الرائحة، وتكون المشاعر في هذه المرحلة جنسية وليست مشاعر حب حقيقة
أعلى درجات الحب
- يُعتبر الهيام أعلى درجة من درجات الحب، وهو الجنون في الحب، حيث يشعر المُحب عند وصوله إلى هذه الدرجة بمشاعر جنونية ولامنطقية في الحب، ويصل الشخص إلى هذه المرحلة من الحب بعد مرور فترة طويلة، بحيث يمنح المُحب كلّ عواطفه ومشاعره لحبيبه دون حسبان، أمّا لغوياً فكلمة هيام تعني الموت أو الفناء؛ لأنّ المُحب يفنى في السعادة والنعيم بعد إيجاد حبيبه والوصول إليه والعيش معه، ولا يُقصد بالمعنى الحرفي للموت الموت الجسدي، بل يُقصد به الموت الروحي أو الفكري، فالعاشق بعد الوصول لحبيبه يشعر بأنّه لا يُريد شيئاً ولا يحتاج للرعاية بعد ذلك
مراحل الحب
- هناك درجات أخرى للحب تسبق الهيام، وهي كالآتي:
- الوله: وهو الدرجة ما قبل الأخيرة في الحب ويأتي قبل الهيام مباشرة، فهو عند العرب من المراحل المتقدمة من الحب، ويكون الوله بغياب السعادة عن المحب خلال الابتعاد والغياب عن محبوبه، فحياة المحب ترتبط بوجود حبيبه.
- العشرة: درجة العشرة مماثلة لدرجة الود من حيث المبدأ؛ ولكنّ العشرة تأخذ وقتاً من الزمن، وتحدث بعد فترة من الزواج، بحيث لا يستطيع أحد الزوجين التخلّي عن الآخر، حيث تحلّ العشرة مكان مشاعر الوله، والعشق، ودرجات الحب الأخرى.
- الود: يصل المُحب لدرجة الود بعد مدة طويلة من الزمن، وبعد أن يتخطّى مراحل كثيرةً من الحب، والود هو درجة الحب الأساسية في الزواج؛ فهو ما يُحقّق التوازن في العلاقة بين الزوجين، والود مرحلة من الحب الصافي الخالي من المشاعر المبالغ فيه
هل يرشدنا العلم إلى الحب الحقيقي
- لعب الحب الرومانسي دورًا مؤثرًا في التاريخ الإنساني منذ القدم، حتى على مستوى الأسطورة والملاحم الشعرية. كما ازداد حضورًا وأهمية مع تقدم الزمان وتطور الآداب والفنون بمختلف صورها. ليغدو في القرون الأخيرة غاية معلنة ينشدها أكثر البشر في مقتبل حياتهم، يحلم الذكور والإناث بقصة حب عنيفة ودرامية وأبدية، وتوأم روح يرمم قلوبًا أنهكتها الأيام. وقد بلغ الأمر ذروته اليوم، تحت تأثير الفن والإعلام الحريص على تناول المشتركات الإنسانية العامة بهدف الوصول إلى أكبر عدد من الجمهور حول العالم.
- لكن لعل أزمة الحب الرومانسي الأزلية قد انكشفت في عصر منصات التواصل الاجتماعي أكثر من أي وقت مضى. حيث اعتاد الجميع على قصص الحب الملتهبة المطرزة بدعاوى العشق والوله والتماهي التي يستمر بعضها شهورًا ويطول عمر بعض آخر إلى سنوات، ثم لا تنتهي أكثرها إلا بالانفصال والحظر واللمز، وأحيانًا تبادل الاتهامات والتصريح بالندم على الوهم الذي كان.
- ثم إذ بأطرافها ثانية في قصص حب شيقة يعاد فيها إنتاج الدعاوى نفسها، لتلقى ثانية العاقبة ذاتها أو يكتب لها بلوغ قفص الزواج الذي يعرف منذ القدم بقدرته على إطفاء أكثر نيران الحب اضطراما في زمن وجيز، ناهيك بنصائح حديثي وقديمي العهد بالزواج لكل عزب مقبل عليه، فالغلاف الساخر الذي يكسوها غالبًا لا ينزع عنها دلالتها القوية. وجدير بنا في ذلك السياق التفكر في معدل الطلاق الكارثي الذي تشهده مصر في السنوات الأخيرة