مظاهر تلوث التربة

كتابة حنان الشهري - تاريخ الكتابة: 18 أغسطس, 2022 3:46
مظاهر تلوث التربة

مظاهر تلوث التربة وكذلك حلول تلوث التربة، كما سنقوم بذكر أهمّ أنواع ملوثات التربة، وكذلك سنتحدث عن نتائج تلوث التربة، وكل هذا من خلال مقالنا هذا تابعوا معنا.

مظاهر تلوث التربة

1- التلوث الفيزيائي:
حيث يتم تغيير بناء التربة، وتكوين طبقةً غير نافذةٍ لجذور النباتات مما يؤثر على نموها، وكذلك التأثير على صرف الماء الزائد.
2- التلوث الكيميائي:
ويشمل تغيير الأس الهيدروجيني بشكلٍ كبيرٍ ومتطرف، وتغيير ملوحة التربة مما يجعلها غير صالحةٍ للزراعة، وحدوث التجوية الكيميائية لمعادن الطين، واحتوائها على معادن ثقيلة، ونقص الأكسجين.
3- التلوث الحيوي:
ويشمل انخفاض أعداد الحيوانات التي تعيش في التربة، ووجود المواد والعناصر المسببة للمرض.

حلول تلوث التربة

1- الحلول العلاجية:
بعد الإقرار بخطورة تلوث التربة والحاجة إلى معالجتها، لا بدّ من اختيار أفضل التقنيات التي تتناسب مع طبيعة وسُميّة وأصل ملوِّثات التربة، ودرجة التلوث الموجودة أو المتوقعة من هذا الملوِّث، والخصائص الكيميائية والفيزيائية للتربة، والغرض من استخدام التربة، والوقت المتاح لمعالجتها، ومدى جاهزية المجتمع لهذه العملية، والكلفة والفائدة المرجوة من علاج التربة، وفيما يأتي عرض مفصل لأفضل طرق المعالجة المتبعة والمُوصى بها لعلاج التربة:
– المعالجة الكيميائية:
تعد المعالجة الكيميائية للتربة ذات فاعلية كبيرة، فهي تهدف إلى معالجة الملوِّثات التي أصبحت جزءاً من التربة، أو تحسين خصائص الملوِّثات الكيميائية مما يجعلها أقل خطراً على التربة، وتجدر الإشارة إلى أنّ استخدام المعالجة الكيميائية لتلوث التربة قد يؤدي إلى تكوين مواد كيميائية ثانوية نتيجة العلاج الكيميائي، مما يؤدي إلى زيادة الخطوات المتبعة لعلاج التربة.
– المعالجة الميكروبية:
تهدف المعالجة الميكروبية إلى معالجة الملوِّثات العضوية الموجودة في التربة عن طريق الكائنات الحية، وذلك بتحويل هذه الملوِّثات العضوية إلى غاز ثاني أكسيد الكربون، أو ماء، أو أيّة نواتج أخرى لتستخدمها الميكروبات فيما بعد في عملية البناء الضوئي والنمو الخاصة بها، إذ تقوم الميكروبات بمعالجة التربة إمّا عن طريق إطلاق إنزيمات قادرة على تحليل الملوِّثات، أو عن طريق زيادة مقاومة التربة لهذه الملوِّثات، كما تعمل الميكروبات على معالجة المعادن الثقيلة عن طريق امتصاصها، وهي عملية تحدث إمّا عن طريق التراكم الحيوي، أو عن طريق الادمصاص (بالإنجليزية: adsorption).
– المعالجة الحرارية:
إزالة الملوِّثات عن طريق التبخر، إمّا عن طريق النقل الحراري المباشر من الهواء الذي تمّ تسيخنه، أو تعريضها للهب المكشوف، أو عن طريق النقل الحراري غير المباشر.
تدمير الملوِّثات بطريقة مباشرة أو غير مباشرة عند درجة حرارة مناسبة لذلك.
وفي كلتا الطريقتين، يعمل الغاز الناجم عن عملية التسخين على تدمير أو إزالة أو معالجة الملوِّثات أو أيّ نواتج احتراق غير مرغوب بها، وبعد الانتهاء من هذه العملية يتمّ تعرية المجرى الذي تمّ حقن البخار بداخله في التربة، وذلك للمساعدة على تبخر الملوِّثات المتطايرة نسبياً والتي قد تكون قابلة للذوبان في الماء أو غير قابلة للذوبان فيه.
2- تقنيات الفصل:
يُمكن إزالة الملوِّثات من التربة عن طريق مجموعة من العمليات القائمة على فصل التربة إلى مجموعة من الأجزاء بناءً على الكثافة النوعية، أو حجم الحبيبات، أو سرعة الترسيب، وأحياناً يُعدّ السبب الرئيسي للجوء إلى هذه الطريقة هو أنّ الملوِّثات عادة ما توجد في الأجزاء الخشنة أو الناعمة من التربة أو في المكونات العضوية للتربة كالدبال.
كما يُمكن التخلص من ملوِّثات التربة من خلال اللجوء إلى أحد تقنيات الفصل المعروفة -كما في عملية استخلاص المذيبات-، وذلك لفصل التربة عن الملوّثات الموجودة بداخلها، باستخدام عامل استخلاص قد يكون عبارة عن محلول مائي، ولكن يُفضل استخدام مذيب عضوي، وينتج عن تقنيات الفصل المتبعة إزالة العديد من المعادن الموجودة في التربة الملوّثة، مثل: الكادميوم، والنحاس، والزنك، والنيكل، والكروم، والزرنيخ، والأنتيمون، والرصاص، إذا ما تمّ استخدام محلول معدني، أمّا في حال استخدام محلول هيدروكسيد الصوديوم، فقد تكون النواتج عبارة عن: رصاص الزنك، والمركبات العضوية الفلزية، وبعض من السيانيد، وفي بعض الأحيان قد تنتج عن عملية الفصل استخلاص بعض مركبات الهيدروكربونات والهيدروكربونات المهلجنة.
3- الحلول الوقائية:
– الحد من استخدام الأسمدة، والمبيدات الكيماوية، والاستعاضة عنها بالأسمدة البيولوجية وروث الحيوانات، حيث تلعب الطرق البيولوجية دوراً مهماً في مكافحة الآفات، وبالتالي التقليل من تلوث التربة.
– إعادة استخدام المواد، كالأواني الزجاجية، والأكياس البلاستيكية، والورقية، والقماش بدلاً من التخلص منها، مما يقلل من تلوث التربة بالنفايات الصلبة.
– إعادة تدوير المواد كالزجاج، وبعض أنواع الورق والبلاستيك؛ للتقليل من حجم النفايات والمساهمة في حماية الموارد الطبيعية، فعلى سبيل المثال إنّ إعادة تدوير طن واحد من الورق كفيل بالحفاظ على 17 شجرة.
– التقليل من النمط الاستهلاكي المتزايد لدى شريحة كبيرة من السكان، فالزيادة في الاستهلاك يترتب عليها زيادة التلوث وخصوصاً تلوث التربة.
– تجنب شراء المنتجات البلاستيكية ورمي القمامة على الأرض، حيث إنّ المنتجات البلاستيكية بما في ذلك الأكياس المُستخدَمة لأغراض مختلفة تزيد من نسب التلوث، إضافة إلى أنّ إلقاء أعقاب السجائر على الأرض يؤدي إلى تلوث التربة بالعديد من المواد الكيميائية والتي قد تتسرب إلى طبقات المياه الجوفية عن طريق مياه المطر.
– التركيز على توضيح هذه القضايا عن طريق التعليم، وخصوصاً للأعمار الصغيرة من خلال توعيتهم بالآثار السلبية للتلوث، وكيفية الحفاظ على البيئة، ولا بدّ أنّ الأطفال سينقلون هذه المعرفة إلى الأهل لمحاولة تعديل سلوكياتهم تجاه البيئة.
– التخلص السليم من النفايات، وهذه مسؤولية تقع على عاتق الأفراد والصناعات، أمّا الأفراد فعليهم التأكد من التخلص من القمامة بأكثر الطرق فاعلية، أمّا القطاع الصناعي فعليه أن يتخلص من النفايات بشكل يضمن الحفاظ على البيئة.
– منع استخدام المواد الكيميائية السامة في صنع المواد الكيميائية ومبيدات الحشرات، والتي قد تكون مميتة للنبات والحيوان، بالإضافة إلى ضرورة حظر التفجيرات النووية، والتخلص غير السليم من النفايات المشعة.
– إعادة التشجير، وذلك من خلال بعض السياسات التي تُطالب المواطنين بزراعة أشجار بدلاً من تلك التي تمّ قطعها لمنع تآكل التربة، كما يجب وضع عقوبات صارمة بحق الأشخاص الذي يقطعون الأشجار دون أيّ صيغة قانونية.
– ضبط الممارسات الزراعية، وذلك بتجنب الإفراط في الزراعة الجائرة والرعي الجائر؛ لأنّها تزيد من تآكل التربة.

أهمّ أنواع ملوثات التربة

1- العوامل الحيوية:
تصل هذه العوامل إلى التربة وتلوثها عن طريق تسرب السماد، والفضلات البشرية والحيوانية إلى التربة.
2- الأنشطة الزراعية:
تؤدي المواد المُستخدَمة في الزراعة، كالمبيدات الحشرية، ومبيدات الأعشاب الضارة، والأسمدة، وغيرها إلى تلويث تربة المحاصيل الزراعية.
3- الملوثات الإشعاعيّة:
يؤدي تسرب الملوثات المشعّة، كالراديوم، والثوريوم، واليورانيوم، والنيتروجين، وغيرها إلى التربة إلى جعلها تربة سامة وغير صالحة للاستخدام.
4- النفايات الحضرية:
هي المواد الناتجة عن القمامة، والمخلفات الجافة الناتجة عن معالجة مياه الصرف الصحي ومياه الشرب، ومياه الصرف الصحّي الناتجة عن الفضلات المنزلية والتجارية.
5- مخلّفات المصانع:
هي المخلفات الناتجة عن صناعة الفولاذ، والمبيدات الحشرية، والمنسوجات، والأدوية، والزجاج، والإسمنت، والبترول، وغيرها.

نتائج تلوث التربة

1- التأثير على صحة البشر:
إن لتلوث التربة عواقب وخيمة على صحة الإنسان، فعندما تزرع المحاصيل والنباتات على التربة الملوثة فإنها تمتص الكثير من الملوثات التى سوف تنقلها للإنسان الذي يتغذى عليها، وهذا يفسر الارتفاع المفاجئ في الأمراض، إذ إن تناول منتجات تلك النباتات المزروعة في مثل هذه التربة على المدى الطويل يمكن أن يؤثر على التكوين الجيني للجسم، مما يسبب أمراضًا خلقية ومشاكل صحية مزمنة لا يمكن علاجها بسهولة.
2- التأثير على نمو النباتات:
يتأثر التوازن البيئي لأي نظام بسبب التلوث الواسع للتربة، إذ إن معظم النباتات تكون غير قادرة على التكيف عندما يتغير تركيب التربة خلال فترة قصيرة من الزمن، إذ تبدأ الفطريات والبكتيريا الموجودة في التربة والتى تربطها معًا في الانخفاض؛ مما يؤدي إلى مشكلة إضافية تتمثل في تآكل التربة، وتناقص خصوبتها ببطء؛ مما يجعل الأرض غير صالحة للزراعة، وبالتالي فإن أي نباتات محلية موجودة فيها تكون غير قادرة على البقاء على قيد الحياة.
3- انخفاض خصوبة التربة:
يمكن أن تقلل المواد الكيميائية السامة الموجودة في التربة من خصوبة التربة، مما يؤدي إلى انخفاض نسبة المحاصيل الزراعية، وإنتاج الفواكه والخضراوات التى تفتقر إلى العناصر الغذائية عالية الجودة، والتى قد تحتوي على بعض المواد السامة التي تسبب بدورها مشاكلًا صحية خطيرة في الأشخاص الذين يستهلكونها.
4- التغيرات في بنية الأرض:
يمكن أن يؤدي تلوث التربة إلى موت العديد من الكائنات الحية التي من شأنها الحفاظ على بنية جيدة للتربة مثل؛ ديدان الأرض، مما يؤدي إلى حدوث تغير في بنية التربة.



304 Views