نقدم لكم في هذه المقالة اهم المعالم الاسلامية الاندلسية وماهي مكانتها الاسلامية وقصة كل منها .
الأندلس
الأندلس (Al-Ándalus بالحروف الاتينية) التسمية التي تعطى لشبه الجزيرة الأيبيرية في الفترة ما بين أعوام 711 و 1492 التي حكمها المسلمين. تختلف الأندلس عن أندلسيا (Andalucía) التي تضم حاليا ثمانية أقاليم في جنوب إسبانيا.
تأسست في البداية كإمارة في ظل الخلافة الامويه, التي بدأت بنجاح من قبل الخليفة الوليد بن عبد الملك (711-750), خلفها ملوك الطوائف, ثم وحدها المرابطون و الموحدون قبل ان تنقسم إلى ملوك طوائف مرة اخرى وزالت بصورة نهائية بدخول فرناندو الثاني ملك الأسبان مملكة غرناطة في 2 يناير 1492 .
أهم الأماكن الأثرية الإسلامية بالاندلس :
مسجد قرطبة
يعتبر من أهم المشيدات العمرانية في الأندلس ويسميه الإسبان “المسجد الجامع”، ويبدو المسجد كقلعة ذات أسوار وأبراج، حيث يبلغ ارتفاع المئذنة 23.5 متر، ولكنها تهدمت، وكانت تعدُّ من عجائب الدنيا، وجدران الجامع سميكة مشيدة من الحجارة، واستغرق بناؤه نحو قرنين ونصف من الزمن. وكان المسجد قديمًا يسمى بـ”جامع الحضرة.
قصور الحمراء
تعتبر “قصور الحمراء” في غرناطة من أهم المعالم السياحية بإسبانيا، فهو قصر أثري وحصن كبير شيَّده الملك أبو عبد الله محمد الأول المعروف بـ”ابن الأحمر” في مملكة غرناطة خلال النصف الثاني من القرن العاشر الميلادي، ويتميز هذا القصر بسمات العمارة الإسلامية الواضحة.
جنة العريف
تعد “جنة العريف” من أجمل المعالم الأثرية في إسبانيا، فقد صُممت لتكون حديقة وبستانًا في مؤسسة إسلامية، ويمنحها موقعها شمال قصر الحمراء وفي مجابهة مزارع غرناطة مظهرًا أكثر روعة وجمالًا.
برج الذهب
يظل لـ”برج الذهب” سحر خاص بين معالم إسبانيا، وهو برج مراقبة عسكري تم تشييده في عهد الخلافة الموحدية على نهر الوادي الكبير في اشبيلية جنوب إسبانيا، بغرض السيطرة على حركة المرور إلى أشبيلية والأندلس، كما تم استخدامه كسجن خلال العصور الوسطى وكسياج أمن لحماية المعادن الثمينة التي كانت تأتي بالسفن من أمريكا الجنوبية بعد اكتشافها ومن الهند. أصبح البرج الآن متحفًا للفن المعماري الإسلامي يأتي إليه السياح من الشرق والغرب، وتم تزويده ببعض المعدات البصرية التي تعود للعصور الوسطى والسفن الشهيرة التي اكتشف بها الإسبان الأمريكتين في القرن الخامس عشر.
قلعة ملقا
“قلعة ملقا” التي تم تشييدها كثكنات عسكرية أمازيغية إبان الحكم الإسلامي للأندلس، للدفاع عن المنطقة والمناطق المجاورة لها فما تزال شاهدة على عظمة المسلمين في هذا العصر.
مسجد المنستير
يعتبر “مسجد منستير لا ريال” الذي ما زال صامدًا رغم الزمن من أهم المعالم التاريخية بإسبانيا وتم تسجيله كمعلم تاريخي سنة 1931 وله قيمة تاريخية وفنية عريقة، حيث إنه المسجد الوحيد الذي حافظ على بنيته الأصلية.
مسجد الأندلس
مسجد الأندلس في مدينة مالقا، الذي شيَّده الملك فهد بن عبدالعزيز، يعتبر من أكبر المساجد في أوروبا حيث تم تشييده بمساحة تبلغ 4 آلاف متر، وتتواجد في المسجد صومعة يبلغ طولها خمسة وعشرين مترًا.
لمحة عن بلاد الأندلس
مرّت بلاد الأندلس بعصور متعددة كان أبرزها العصر الذي حكم فيه المسلمين المنطقة، وقد بدأ التفكير في فتح بلاد الأندلس في عهد الخليفة الراشد عثمان بن عفّان -رضي الله عنه-، ولكن لم تنجح محاولات القائد عقبة بن نافع في ذلك الوقت وبالرغم من ذلك فهذه المحاولات اندرجت ضمن التاريخ الذي شكّل لمحة عن بلاد الأندلس، وتجدّد التفكير في فتح بلاد الأندلس في عهد الدولة الأمويّة التي أسسها معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه-، ولم يكن فتح الأندلس بمرحلة واحدة بل بثلاث مراحل متتالية، وكانت أوّل مرحلة عام 91هـ وذلك عندما وجّه القائد العام لفتح بلاد الأندلس موسى بن نُصير حملة استطلاعية بقيادة القائد طريف بن مالك، وكانت هذه الحملة هدفها الرئيس معرفة أحوال تلك البلاد المقبلين على فتحها، وقد كان للحملة أثر في صياغة لمحة عن بلاد الأندلس.
وكانت المرحلة الثانية لفتح الأندلس عام 92هـ بقيادة القائد طارق بن زياد، وكانت بداية مؤشرات فتح بلاد الأندلس عام 92هـ عندما انتصر جيش المسلمين بقيادة طارق بن زياد على جيش القوط الإسباني والذي كان بقيادة لذريق، وهذه المعركة من المعارك الفاصلة في التاريخ الإسلامي وقد أمدّت التاريخ بنصر مهم ساهم في صياغة لمحة عن بلاد الأندلس، وبعد هذا النصر الذي حققه طارق بن زياد، توجه نحوه القائد العام لفتح الأندلس موسى بن نُصير لاستكمال الفتح لكامل المدن الأندلسية عام 93هـ، وقد كان لطارق بن زياد وموسى بن نُصير دور مهم في تشكيل لمحة عن بلاد الأندلس.
تاريخ الأندلس
بعد فتح بلاد الأندلس واستقرار الوضع في المنطقة، بدأ عهد ولاة الأندلس الذين يتبعون للدولة الأمويّة في بلاد الشام، وكان أوّل ولاة الأندلس عبد العزيز بن موسى بن نُصير، وقد بدأت ولايته عام 95هـ وانتهت بمقتله عام 97هـ، وبعد مقتل الوالي عبد العزيز تولّى الولاية أيوب بن حبيب الذي استمر في الحكم لأشهر قليلة وكان من أبرز إنجازاته نقل عاصمة الولاية من إشبيلية إلى قُرطبة، واستمر عهد الولاة حتى عام 138هـ، وانتهت بهذه الفترة بقدوم عبد الرحمن بن معاوية صقر قريش، وقد ساهم صقر قريش بصياغة لمحة عن بلاد الأندلس في عهده.
بعد سقوط الدولة الأمويّة في بلاد الشام انتهى عصر الولاة في الاندلس وبدأ عصر الدولة الأموية في الأندلس، وكان ذلك بعد أن استطاع عبد الرحمن بن معاوية الهروب من العباسيين الذين أسقطوا بلاد الشام، وبالفعل تم تأسيس الدولة الأمويّة في الأندلس عام 138هـ، وقد كانت الدولة الأمويّة في الأندلس من الدويلات المستقلة عن الدولة العباسية التي أعجزت محاولات العباسيين على ضمها وأبرز من حاول من الخلفاء العباسيين أبو جعفر المنصور، واستمر حكم الدولة الأمويّة حتى عام 422هـ وذلك عندما تمّ إلغاء الخلافة الأمويّة في الأندلس ليبدأ عهد ملوك الطوائف، وقد كانت هذه الفترة من الفترات المهمة التي صاغت لمحة عن بلاد الأندلس.
كان الفتح العربيّ لإسبانيا حدثًا حضاريًّا هامًّا، وتحريرًا للشعوب الإسبانية، عندما امتزج تاريخ الحضارة الرومانية وتاريخ الحضارة القوطية مع الحضارة العربية الاسلامية، ونتج عن هذا الامتزاج الحضارة الإسلامية في الأندلس، حضارة مزدهرة أثرت في الحياة الأوربية. وقد امتازت الحضارة العربية في الأندلس بميلها الشديد إلى الآداب والعلوم والفنون، وإنشاء المدارس والمكتبات والقصور، كما أكثروا من إنشاء الطرق والجسور والفنادق والمشاتي والمساجد في كل مكان، كما أنشأوا أسطولًا ضخمًا لمواجهة قوّة الأسطول البيزنطيّ، وهذا المقال هو عرض لأشهر معالم إسلامية أندلسية حضارية، شهدتها الحضارة العربية الإسلامية في الأندلس.