معنى الأمثال وماهو مفهوم الأمثال الصحيح وأهمية الامثال في مجتمعنا نقدمه من خلال هذه السطور التالية.
محتويات المقال
مثل
هو قصة تعليمية وجيزة قد تكون شعر أو نثر يوضح واحد أو أكثر من الدروس أو المبادئ التثقيفية. تختلف المثل عن الحكايات الرمزية بأن الحكاية الرمزية توظف الحيوانات والنباتات والجمادات أو قوى الطبيعة كشخصيات موجودة فيها، بينما تحتوي الأمثال على شخصيات من الجنس البشري. وتعتبر المثل كنوع من المماثلة.
ضرب المثل
ضرب المثل مِنْ أكثرِ أساليبِ التعبيرِ الشعبيةِ انتشاراً وشيوعاً، ولا تخلو منها أيَّةُ ثقافةٍ، إذْ نجدها تعكسُ مشاعرَ الشعوبِ على اختلافِ طبقاتِها وانتمائِها، وتُجسدُ أفكارَها وتصوراتِها وعاداتِها وتقاليدِها ومعتقداتِها ومعظمِ مظاهرِ حياتِها في صورةٍ حيَّةٍ وفي دلالةٍ إنسانيةٍ شاملة، فهي بذلك عُصارَةُ حِكْمَةِ الشُّعوبِ وذاكرَتِها. وتَتَّسِمُ الأمثالُ بسرعةِ انتشارِها وتداوُلِها مِنْ جيلٍ إلى آخر، وانتقالِها من لغةٍ إلى أخرى عبرَ الأزمنةِ والأمْكِنةِ، بالإضافةِ إلى إيجازِ نصِّها وجمالِ لفظِها وكثافةِ معانيها.
تعريف المثل الشعبي
لقد اعتنى العرب بالأمثال منذ القديم، فكان لكل ضرب من ضروب حياتهم مثل يستشهد به، وبلغت عناية اللغويين العرب حدا مميزا عن سواهم، إذ كان المثل بالنسبة إليهم يجسد اللغة الصافية إلى حد كبير، فأخذوا منها الشواهد وبنوا على أساسها شاهقات بنائهم اللغوي. ومن هنا فإن أول ما ينبغي على الباحث عن معنى كلمة «مثل» هو تقصيها في معاجم اللغة، ومن ثم النظر فيما جاء في كتب التراث وكتب الأمثال من تعاريف للمثل.
فوائد الأمثال
للأمثال فوائد وثمرات يجنيها متدبرها والمتمعن في دلالاتها حيث تأتي الأمثال مراعية لجوانب عديدة حسب الجانب الذي جاءت لأجله فإن الأمثال تؤثر أكثر من الكلام المجرد لأنها تقرب الصورة وتجلب الانتباه وتسخر الوهم للعقل وترفع الحجاب عن القلوب الغافلة وتؤلف المطلوب وتقربه ومن هنا يقول الإمام عبدالقاهر الجرجاني إمام البلاغة والإعجاز –رحمه الله-:
“إعلم أنّ مما اتّفق العقلاء عليه انّ التمثيل إذا جاء في أعقاب المعاني، أو أُبرزت هي باختصار في معرضه، ونُقلت عن صورها الاَصلية إلى صورته كساها أُبّهة، وكسبها منقبة، ورفع من أقدارها، وشبّ من نارها، وضاعف قواها في تحريك النفوس لها، ودعا القلوب إليها، واستثار من أقاصى الأفئدة صبابة وكلفاً، وقسر الطّباع على أن تُعطيها محبة وشغفاً.
• فإن كان ذمّاً : كان مسه أوجع ، وميسمه ألذع ، ووقعه أشدّ ، وحدّه أحد.
• وإن كان حجاجاً : كان برهانه أنور، وسلطانه أقهر، وبيانه أبهر.
• وإن كان افتخاراً : كان شأوه أمدّ ، وشرفه أجد ولسانه ألد.
• وإن كان اعتذاراً: كان إلى القبول أقرب، وللقلوب أخلب، وللسخائم أسلّ، ولغَرْب الغضب أفلّ، وفي عُقد العقود أنفث ، وحسن الرجوع أبعث.
• وإن كان وعظاً: كان أشفى للصدر، وأدعى إلى الفكر، وأبلغ في التنبيه والزجر، وأجدر أن يجلى الغياية ويُبصّـر الغاية، ويبريَ العليل، ويشفي الغليل.” أسرار البلاغة : 101 ـ102.معاني الأمثال الشعبية
وعندما نقوم بشرح كل مثل من الأمثال الشعبية القديمة التي تناولناها في الفقرة السابقة ، نجد أن كل مثل يحمل مضمون معين ويقال في موقف خاص به يختلف عن الآخر في المعنى المراد توصيله .
في إذا جئنا إلى المثل الأول نجد أن يدل على أن الشخص الذي يقوم بترك بينه والانتقال إلى أي مكان آخر لا يكسب شئ من هذا إلا عدم الراحة والتعب ، والعبرة هنا التي نأخذها أن بيت الإنسان هو أكثر مكان مريح في هذا العالم مهما كانت الهيئة الذي عليها .
أما المثل الثاني يقال في الموقف عندما يريد شخص ما أن يتمسك بشيء تركه غيره ، والعبرة هنا أنه لا يجب على المرء الإرتباط بشئ استغني عنه أحد غيره لأنه من الواضح عدم وجود خير فيه .
في حين يقال المثل الثالث وهو عادت ريمة لعادتها القديمة عندما يترك شخص كان إعتاد على فعل شئ معين ثم سرعان ما يعود إلى ممارسته مرة أخرى .
أما بالنسبة للمثل الرابع يريد أن يصل لنا إن الشخص الذي لا يمتلك الإحساس لا تجدي معه أي وسيلة كالضرب أو الإهانه أو ما أشبه ذلك ، لأنه هنا يشبه الشخص الميت الذي لا يستطيع أي شئ مهما كانت قوته أن يؤثر فيه .
ويدل مثل نوم الظالم عبادة على أن الشخص السيء أفضل ما يمكنه فعله هو النوم وذلك لأنها الوسيلة التي يمكن من خلالها أن يريح الآخرين من آذاه .
أما المثل السادس يدل على أن الشخص الذي تعود على شئ من المستحيل أن يستطيع التخلص منه مهما فعل وهذا أشبه بالمثل الذي يقول من شب على شئ شاب عليه لذلك يجب أن تهتم بغرس كل ما هو نبيل منذ الصغر .
أما المثل السابع يدل على أن علاقة الأخوة تفوق أي علاقة أخرى ، ولكن إذا قارنا علاقة القرابة بالأغراب سوف تنتصر في النهاية ، فالإنسان بطبعه يميز أخوه على ابن عمه ، ولكن إذا تدخل غريب بالتأكيد سوف يفضل ابن عمه .
أقسام الأمثال وأنواعها
تنقسم الأمثال الى قسمين:
الأول : المثل الصريح : هو الظاهر والمصرح به مثل قوله تعالى: (مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ) [سورة البقرة 17] فلا يحتاج إلى دليل، كفى بلفظه الصريح دليلا.
الثاني : الكامن: وهو الذي لا يذكر في النص لفظ المثل وإنما يكون حكمه حكم الأمثال، كقوله تعالى: ((أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)) [سورة التوبة 109] فالمثل هنا يؤخذ من مكنون النص ودلالاته.
وأما أنواع الأمثال فهي ثلاثة أنواع :
النوع الأول : التمثيل الرمزي : وهو ما يأتي على لسان الطيور والحيوانات والنبات ، كقصة النملة مع سليمان -عليه السلام- ، وقصة آدم -عليه السلام- مع الشيطان ، فهي رموز لحقائق علوية.
النوع الثاني : التمثيل القصصي : وهو ما جاء ليبين أحوال الأمم وقصصهم للعبرة
كقوله تعالى: ((ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ)) [سورة التحريم 10]
النوع الثالث : التمثيل الطبيعي : وهو تشبيه غير الملموس بالملموس ، والمتوهم بالمشاهد على أن يكون ذلك في الأمور التكوينية ((إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)) [سورة يونس 24]