مقدمة عن أهمية الوقت

كتابة جواهر الخالدي - تاريخ الكتابة: 19 يناير, 2022 12:27
مقدمة عن أهمية الوقت

مقدمة عن أهمية الوقت وما هي أهمية الوقت في حياتنا كذلك سنتحدث عن أهمية الوقت في الإسلام أيضا سنتحدث عن أحاديث عن الوقت وسنذكر أيضا خاتمة عن أهمية الوقت كل تلك الموضوعات تجدونها من خلال مقالنا هذا.

مقدمة عن أهمية الوقت

-هناك مقولة شهيرة جدًا عن الوقت تبثُ في النفس الحماس والشجاعة لاستغلال الوقت وهي (الوقت السيف إن لم تقطعه قطعك). تحثنا هذه المقولة على أهمية استغلال كل دقيقة يعيشها الإنسان. فعند عدم الانتباه إلى الوقت يضيع منك الكثير من السعادة والراحة والرفاهية وقد يضيع منك العمر بالكامل ووقتها لا ينفع الندم على ما فات.
-كما تكمن أهمية الوقت في الفائدة التي يعود بها الفرد على الأسرة والمجتمع من خلال استغلاله للوقت بشكل أفضل. يظن البعض أن من حديثنا عن استغلال الوقت لم يكن لديه وقت كافي للترفيه عن النفس ولكن هذا الاعتقاد خاطئ. حيث يقصد باستغلال الوقت وتنظيمه هو تقسيم الوقت كالتالي وقت للعمل وقت للراحة ووقت للأسرة مع الترفيه عن النفس.

أهمية الوقت في حياتنا

1-يستطيع الإنسان أن يستثمر وقته للترفيه عن نفسه كأن يقوم بالرحلات السياحة، والسفر والتنقل بين البلدان ليتعرف على خلق الله ونعمه.
2-يساعد الوقت في الحفاظ على صحة الإنسان الذي يعمل على استثمار وقته المثمر للممارسة التمارين الرياضية التي تحافظ على سلامته الصحية وتقيه من الأمراض الخطيرة.
3-يساعد الوقت على تحسين العلاقات والروابط بين البشر بشكلٍ عام والعائلة والأقارب بشكلٍ خاص مما ينعكس على نفسية الإنسان، وراحته، واستقراره.
4-يساعد استثمار الوقت الإنسان على تحقيق النجاح والأمنيات في الحياة عن طريق العمل الدؤوب في كل دقيقة تمر من اليوم بدلًا من إضاعته على أشياء تافهة لا تقدم أية فائدة.
5-يساعد الوقت على تحسين القدرات الشخصية للإنسان في حال استغله بشكلٍ جيد عن طريق البحث عن المعرفة والعلوم النافعة التي تساعده على تحسين حياته.
6-يمكن للإنسان أن يستثمر وقته جيدًا ليتقرب أكثر من الله سبحانه وتعالى، ويستمتع بأداء العبادات اليومية، والقيام بأعمال الخير التي أوصى الله تعالى الإنسان أن يقوم بها كاستثمار الوقت لتقديم العون للفقراء والمحتاجين، والقيام بالأعمال التطوعية التي تعود بالخير على الأوطان.

أهمية الوقت في الإسلام

1-استغلالِ الوَقِت لِكَسبِ رِضا الله: إنّ عِبادَ الرّحمن حَريصون كل الحرص على استغلالِ كُل ذرّة مِن أعمارِهِم المَحدُودَة فِي مُحاوَلَةِ كَسبِ رضا الله تعالى للفَوزِ بالجنّة والابتعادِ عَنِ النار، لذلِكَ على المُسلِم أن يَحرِصَ على تقديمِ ما يستطيع مِنَ الخيرات والإيمانِ بالله وإدراكِ قيمةِ الوقت في تحديد مصيرهُ، لأنّ الامتحان الأهَم والأعظم فِي حياةِ الإنسان هي أن ينجو مِن عقابِ الله وسخطه قبلَ أن ينتهي العمر ويذهب ريحه، لذلك سنحاسَب على كلّ ثانية فِيما قدّمناه سِواء كان بالخير أو الشّر، وقد قال الله تعالى: “فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ”، سورة الزلزلة:7-8.
2-إيجادِ حياةٍ كريمة ورزقٌ طيّب: قال الله تعالى: “وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا” سورة الطلاق: 2-3، وَقَد رُوِيَ عَن أبي ذَرّ عَنِ النبي صلى الله عليهِ وسلّم قال: (لو أخَذَ النّاسُ كُلّهُم بهذِهِ الآية لَكَفَتهُم)، وبالتالي نَتَعَلّم مِن هذا الأمر أنّ الإنسان الذي يستغلّ وَقتَهُ فِي طاعةِ الله والابتعادِ عَن نَواهِيه سَيَجعَلُ الله له فِي كُلّ ضيقٍ ومشاكِل الحياة مَخرَجاً ويرزقهُ رزقٌاً مِن حَيثُ لا يدري، فالحياةِ الكريمة صَعبَةِ المنال لا يٌمكن أن تأخُذَها سِوى برضى الله عليك واستغلالُ الوَقِت فِي طاعَةِ الله.
3-التفكيرِ بالوقت وحسابِ الآخرة يجعل أهدافَ الإنسان نبيلة: تخيّل حسابكَ وأنت واقف أمامَ الله تسأل عن عمرك ماذا فعلت فيه؟، وعن مالك فيما أنفقته؟، المال من أين إكتسبته؟، والمعروف أنّ الموت علينا حق فلا مهربَ منهُ فمجرّدِ التفكير بالموت لوحدهُ يجعلنا نقف لنعيدَ حساباتنا مع الأعمال التي نفعلها، هل هي فعلاً ترضي الله! فعش ما شئت فإنّك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنّك مجزٍ به، دائماً اجعل أهدافك في الحياة نبيلة واستغلّ وقتك في العمل وأيضاً في طاعةِ الله.
4-الإسلام يعلّم الإنسان أن يُنفِقَ وَقتَهُ إنفاقاً استثماريّاً وليسَ إنفاقاً استهلاكيّاً: الحياة المليئةِ بالروتين قاتِلَة مِثِل الأكل، والنوم، الذهاب إلى العمل وهكذا، مِن دُونِ وجودِ مُغَذٍ لِرُوحِ الإنسان مِثلَ (الصلاة، والزكاة، والكلام الطيّب، وحجّ البيت، والصوم، وغيرهِ مِنَ الأعمال الصالحة)؛ فهِيَ التي تَجعَلُ تِجارَة الإنسان ناجِحَة وَتُدخِل الطمأنينةِ على قَلبِه وَيُوَلّد شعورِ أهميّةِ الوقت لديه، فقد كان الرسول عليهِ السلام يصلّي ليرتاح من همومِ الدنيا وليس من أجلِ أن يرتاح منها ويؤديها فَلا تَجعَلُ حياتُكَ مِثلَ الأنعام

أحاديث عن الوقت

1-قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أعمارُ أمَّتي ما بينَ السِّتِّينَ إلى السَّبعينَ وأقلُّهم مَن يجوزُ ذلك، قال ابنُ عرفةَ: وأنا مِن الأقلِّ) [المصدر: تخريج صحيح ابن حبان| خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن]. روى أبو بكرة نفيع بن الحارث: (أنَّ رجلًا قال يا رسولَ اللهِ أيُّ الناسِ خيرٌ؟ قال من طالَ عمُرهُ وحسُن عملُه. قال: فأيُّ الناسِ شر؟ قال: من طال عمُرهُ وساء عملُه) [المصدر: سنن الترمذي| خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح].
2-قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (نِعْمَتانِ مَغْبُونٌ فِيهِما كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ: الصِّحَّةُ والفَراغُ) [المصدر: صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، يقول ابن الجوزي رحمه الله معقبًا على هذا الحديث: (قد يكون الإنسان صحيحًا ولا يكون متفرغًا لشُغله بالمعاش، وقد يكون مستغنيًا ولا يكون صحيحًا، فإذا اجتمعا فغلَب عليه الكسل عن الطاعة فهو المغبونُ، وتمام ذلك أن الدنيا مزرعة الآخرة، وفيها التِّجارة التي يظهر ربحها في الآخرة؛ فمَن استعمل فراغه وصحته في طاعة الله فهو المغبوط، ومَن استعملهما في معصية الله فهو المغبون؛ لأن الفراغ يعقُبُه الشُّغل، والصحة يعقبها السقم) [فتح الباري لابن حجر العسقلاني: جـ 11 صـ 234].
3- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تزولُ قدمَا عبدٍ يومَ القيامةِ حتى يسألَ عن عمُرِه فيمَ أفناه، وعن علمِه فيمَ فعَل، وعن مالِه من أين اكتسَبه وفيمَ أنفقَه، وعن جسمِه فيمَ أبلاه) [المصدر: مجموع فتاوى ابن باز| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
4-روى عبد الله بن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لرجلٍ وهو يَعِظُه: اغتنِمْ خمسًا قبل خمسٍ: شبابَك قبل هِرَمِك، وصِحَّتَك قبل سِقَمِك، وغناك قبل فقرِك، وفراغَك قبل شُغلِك، وحياتَك قبل موتِك) [المصدر: الترغيب والترهيب| خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما].
5- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أَعْذَرَ اللَّهُ إلى امْرِئٍ أخَّرَ أجَلَهُ، حتَّى بَلَّغَهُ سِتِّينَ سَنَةً) [المصدر: صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، وفي شرح هذا الحديث يقول ابن حجر العسقلاني رحمه الله: (الإعذار: إزالةُ العُذر، والمعنى أنه لم يبقَ له اعتذارٌ؛ كأن يقول: لو مدَّ لي في الأجل، لفعلتُ ما أُمرت به، يقال: أعذَر إليه، إذا بلَّغه أقصى الغاية في العُذر، ومكَّنه منه، وإذا لم يكن له عُذر في ترك الطاعة مع تمكُّنه منها بالعمر الذي حصل له، فلا ينبغي له حينئذٍ إلا الاستغفار والطاعة والإقبال على الآخرة بالكلية، والمعنى أن الله لم يترك للعبد سببًا في الاعتذار يتمسَّك به، والحاصلُ أنه لا يعاقب إلا بعد حجة) [فتح الباري لابن حجر العسقلاني: جـ 11 صـ 244].

خاتمة عن أهمية الوقت

-إن الوقت من أهم النعم التي أنعم الله على الإنسان بها، وتعادل أهمية الوقت نعمة الصحة فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “نعمتان مغبونٌ فيهما كثيرٌ من النَّاسِ : الصِّحَّةُ ، والفراغُ” صحيح أبو نعيم.
-لكن يجهل الكثير هذه النعمة ويضيعونها فلذا يجب أن يدرك الجميع أهمية الوقت وأهمية تنظيمه بشكل صحيح حتى نستطيع استغلاله والاستفادة منه بأكبر قدر ممكن، للوصول إلى النجاح وتحقيق الأهداف.



363 Views