من أين تنتج كريات الدم الحمراء

كتابة حسن الشهري - تاريخ الكتابة: 8 فبراير, 2022 1:19
من أين تنتج كريات الدم الحمراء

من أين تنتج كريات الدم الحمراء وكذلك مراحل تكوين كريات الدم الحمراء، كما سنقوم بذكر تعريف خلايا الدم الحمراء، وكذلك سنتحدث عن وظيفة كريات الدم الحمراء، وكما سنقوم بطرح العوامل التي قد تؤثر على عدد كريات الدم الحمراء، وكل هذا من خلال مقالنا هذا تابعوا معنا.

من أين تنتج كريات الدم الحمراء

يتم إنتاج خلايا الدم الحمراء عادةً من أسبوع الحمل الرابع، ويستمرّ إلى الشهر السادس في طحال الإنسان وكبده، وفي آخر ثلاثة أشهر من الحمل تتشكّل كُريات الدم الحمراء من نُخاع العظم، ونِسبة قليلة ومحدودة منها تتكوّن من الكبد والطحال، أمّا عند الأطفال وكبار السن البَالغين فتنتج الكريات من نخاع العظم الأحمر الذي يوجد عظام الإنسان المُفلطحة، ومن الأمثلة على هذه العظام: الجمجمة، والعمود الفقري، وعظام مَنطقة الوجه، والنهايات العظمية الطويلة كالفخذ، والعضد.
حتّى تنتج الأماكن السابقة من جسم الإنسان خلايا الدم الحمراء، يجب وجود عدّة عوامل رئيسيّة منها أن يكون النخاع العظمي سَليماً وقويّاً، ومن هنا فإذا مَا أُصيب النّخاع العظمي في جسم الإنسان بأيّة إصابة أو تعرّض للإشعاعات الذرية أو أشعة X، أو لبعض الأنواع من السموم، فإن ذلك سيؤدّي حتماً إلى قلة عدد كريات الدم الحمراء بشكلٍ كبير جداً.
من العوامل الأخرى المهمّة لإنتاج خلايا الدم الحمراء وجوب أن يحتوي الغذاء على نسبة مرتفعة من عنصر الحديد؛ ذلك لأنّ هذا العنصر يعتبر من أهم العناصر في تركيب مادة الهيموغلوبين، ويتواجد الحديد في أطعمة مختلفة مثل السبانخ، والتفاح، واللحوم، والبقول، وصفار البيض، أما إن لم يتوفّر الحديد في نوعية الغذاء الذي يُقدِم الإنسان على تناوله يومياً، أو إن لم يتمكّن جسم الإنسان من الاستفادة من الحديد الموجود فيه، فإنّ لونه سيصير حتماً باهتاً، وهو ما سيحدث في حالة الإصابة بمرض الأنيميا، وعلاج هذه الحالات سهل، إذ يتطلّب الأمر تزويد المريض بمُركّبات عنصر الحديد.
بالإضافة لما سبق، كان من الضروريّ أن يتضمّن الغذاء فيتامين B12 والذي يُلقب بمانع الأنيميا الخبيثة لتتكوّن خلايا الدم الحمراء؛ حيثُ بمقدور هذا الفيتامين الاتّحاد مع عامل يُفرز من قبل المعدة، ثمّ يجري امتصاصه من قبل الأمعاء، ثمّ يُخزّن في الكبد، إلى أن يُستعمل من قبل النخاع العظميّ؛ حيث يُعتبر هذا الفيتامين من أهمّ العناصر والفيتامينات اللازمة لنموّ وبناء خلايا الدم الحمراء في جسم الإنسان.

مراحل تكوين كريات الدم الحمراء

تعرف كريات الدم الحمراء بلونها الأحمر وانتشارها الواسع في جسم الإنسان، إذ تشكل نسبة 40 – 45% من حجم دم الإنسان، ويمكن وصف شكل كريات الدم الحمراء بأنها ثنائية التقعر ومفلطحة من المنتصف.
1- تبدأ أول مراحل تكوين كريات الدم الحمراء من الخلايا الجذعية الموجودة في نخاع العظم، بحيث تحتوي هذه الخلايا على نواة في وسطها ولكن لا تحتوي على الهيموغلوبين.
2- يصغر حجم النواة داخل الخلايا الجذعية مع بدء مراحل التكون، وتسمى الخلايا الجذعية في هذه الحالة أرومة الحمراء القعدة (Basophilic erythroblast).
3- يبدأ حجم الخلية بالتناقص شيئًا فشيئًا، ويبدأ إنتاج الهيموغلوبين داخل الخلية.
4- يبدأ السيتوبلازم بجذب البقع القاعدية والحمضية بعد إنتاج الهيموغلوبين، ويطلق على الخلية في هذه الحالة مصطلح أرومة الحمراء المتعددة الألوان (Polychromatic erythroblast).
5- يصبح السيتوبلازم الموجود في داخل الخلية حامضي شيئًا فشيئًا ويطلق على الخلية حينئذٍ مصطلح أرومة الحمراء السوية التلون (Orthochromatic erythroblast).
6- تقوم خلية أرومة الحمراء السوية التلون بالتخلص من النواة داخل الخلية، ومن ثم تنطلق إلى الدم ويطلق عليها مصطلح الكريات الشبكية (Reticulocyte).
7- تحتوي الخلايا الشبكية على شبكة من الرايبوسومات التي طالما ما تتخلص منها لتنتج كريات الدم الحمراء الناضجة.

تعريف خلايا الدم الحمراء

تُعرف خلايا الدم الحمراء أو كريات الدم الحمراء (Red blood cells) واختصارًا RBCs بأنّها نوع من خلايا الدم المسؤولة عن نقل الأكسجين إلى أنسجة الجسم، وذلك بفضل احتوائها على بروتين الهيموغلوبين (Hemoglobin)، الذي يمنحها اللون الأحمر المضيء.
ويُشار إلى أنّ خلايا الدم الحمراء عبارة عن خلايا مجهرية مستديرة الشكل، منبعجة في منتصفها، وشكلها أقرب إلى القرص المسطّح أو قطعة الدونات، إلاّ أنّها لا تحتوي على نواة كخلايا الدم البيضاء، وهذا ما يساعدها على تغيير شكلها، والتحرُّك في جميع أنحاء الجسم بسهولة.

وظيفة كريات الدم الحمراء

تُعتبر خلايا الدم الحمراء من أكثر خلايا الجسم أهميّةً، فهي تقوم بالعديد من الوظائف، أمّا وظيفتها الأساسيّة فتتمثّل بنقل الأكسجين؛ فتقوم بدايةً الكريات الحمراء الموجودة في الشُعيرات الدمويّة الدّقيقة في الرّئتين بأخذ الأكسجين من الهواء، ومن ثمّ نقله عبر الدّورة الدمويّة إلى كافّة خلايا الجسم، إذ تحتاجه الخلايا للقيام بعمليّة البناء والهدم.
ينتج عن هذه العمليّة عدّة فضلات، منها ثاني أكسيد الكربون، فتقوم كريات الدم الحمراء بنقله أيضاً إلى الرئتين، وذلك عن طريق إفرازها لإنزيم كاربونيك أنهيدريز.
تعمل كريات الدم الحمراء أيضاً على إمداد مُختلف خلايا الجسم بالمواد الغذائيّة وبالمُركّبات الأساسيّة، ونقل فضلاتها إلى الكبد ومن وظائفها أيضاً التحكّم بمُستوى حموضة الدم، أو ما يُسمّى بـ pH؛ فهي تعمل كمُنظّم للتّوازن الحمضيّ القاعديّ في الدم.

العوامل التي قد تؤثر على عدد كريات الدم الحمراء

يتمّ تفسير نتائج تحليل تعداد الدم الكامل من قبل الطبيب المسؤول عن المريض بالترافق مع عدد من الاختبارات والعوامل الأخرى كالسوابق المرضية بسبّب تداخلها مع النتيجة النهائية للتشخيص المحتمل، وتتضمن أهمّ العوامل التي تؤثر على تعداد الكريات الحمر في الدم.
1- التباين الشخصي:
من الممكن أن تختلف نتائج عدة اختبارات في أوقات مختلفة لنفس الشخص، وهناك فرصة كبيرة لوقوع أحد النتائج خارج النطاق المرجعي على الرغم من التمتع بصحة جيدة تبعًا لأسباب بيولوجية قد تؤدي لاختلاف القيم من يوم لآخر.
2- التباين الفردي:
عادة ما يتمّ إنشاء النطاقات المرجعية من خلال جمع نتائج تحليل عدد كبير من السكان وأخذ المتوسط الحسابي لقيمهم مع الانحراف المعياري لتحديد هذه النطاقات، لذلك من الممكن أن يلاحظ وجود أفراد تقع قيمهم خراج النطاقات المرجعية مع ملاحظة تمتعهم بصحة جيدة كون هذه القيم طبيعية بالنسبة لهم.



398 Views