نقدم لكم في هذا الموضوع معلومات حول المماليك وماهو اصل المماليك ومن هم المماليك من خلال سطورنا التالية:
أصل المماليك
كانت تسمية المماليك تشير إلى العبيد البيض الذين كانوا فرسانا وجنودا محاربين يؤسرون في الحروب أو كسبايا في حروب يتم عرضهم على مندوبي الدول والحكومات في أماكن خاصة حيث يتم إفتداؤهم بمبالغ مالية تدفع للمسؤلين عنهم ، ويتم جلبهم إلى الدولة المعنية وهي هنا الدولة الأيوبية ومن قبلها الدولة العباسية ليتم تعليمهم وتدريبهم في مدارس عسكرية خاصة ليتخرجوا منها قادة وفرسانا وجنودا مؤهلين يرفدون الجيش ويمدوه بدماء وخبرات وقدرات جديدة تزيد في قوة الجيش ومنعة الدولة.
وقد استولوا على الحكم في مصر في نهاية حكم الدولة الأيوبية بمصر وضعف وعدم أهلية ملوكها وسلاطينها. قد كانت فكرة الاستعانة بالمماليك في الشرق الأدنى منذ أيام العباسيين ،وأول من إستخدمهم كان الخليفة المأمون.
ولكن استقدم الخليفة العباسي المعتصم بالله جنود تركمان ووضعهم في الجيش كي يعزز مكانته بعد ما فقد الثقة في العرب والفرس التي قامت عليهم الدولة العباسية، ولقد شجع ذلك الخلفاء والحكام الآخرين في جلب المماليك.
واستخدم حكام مصر من الطولونيين والأخشيديين والفاطميين والأيوبيين المماليك. وكان أحمد بن طولون (835-884م) يشترى مماليك الديلم، ولقد كانوا من جنوب بحر قزوين، ووصل عددهم إلي 24 ألف تركى وألف أسود و 7 آلاف مرتزق حر. وجُلٍب الأسرى من القفقاس وآسيا الصغرى إلى مصر من قبل السلطان الصالح أيوب، لذا يكون أصل المماليك من الأتراك والروم والأوروبيين والشراكسة, إفتداهم مندوبي السلاطين ووكلاءهم وتم جلبهم إلى الدولة بعد ذلك ليستعينوا بهم في تقوية الجيش وزيادة قدراته وأعداده.
و كان كل حاكم يتخذ منهم قوة تسانده، ودعم الأمن والاستقرار في إمارته أو مملكته. وممن عمل على جلبهم الأيوبيون. كما كان المماليك يبايعون الملوك والأمراء، ثم يدربون تدريبا عسكريا راقيا ويتلقون علوما شرعية وعلوما عامة ويربّون على الطاعة والإخلاص والولاء.
دولة المماليك
المماليك هم سلالة من الجنود حكمت مصر والشام والعراق وأجزاء من الجزيرة العربية أكثر من قرنين ونصف القرن وبالتحديد من 1250 إلى 1517 م.تعود أصولهم إلى آسيا الوسطى.قبل أن يستقروا بمصر أسسوا في مصر والشام دولتين متعاقبتين وكانت عاصمتهم هي القاهرة: الأولى دولة المماليك البحرية، ومن أبرز سلاطينها عز الدين أيبك وقطز والظاهر بيبرس والمنصور قلاوون والناصر محمد بن قلاوون والأشرف صلاح الدين خليل الذي استعاد عكا وآخر معاقل الصليبيين في بلاد الشام، ثم تلتها مباشرة دولة المماليك البرجية بانقلاب عسكري قام به السلطان الشركسي برقوق الذي تصدى فيما بعد لتيمورلنك واستعاد ما احتله التتار في بلاد الشام والعراق ومنها بغداد. فبدأت دولة المماليك البرجية الذين عرف في عهدهم أقصى اتساع لدولة المماليك في القرن التاسع الهجري. وكان من أبرز سلاطينهم برقوق وابنه فرج وإينال والأشرف سيف الدين برسباي فاتح قبرص وقانصوه الغوري وطومان باي.
وقد تهيأت عوامل كثيرة أسهمت إسهاماً كبيراً في تأسيس دولة المماليك، هذه الدولة التي خرجت من رحم الدولة الأيوبية وقامت على أنقاضها، ومن تلك العوامل ضعف الدولة الأيوبية، حيث ترك صلاح الدين الأيوبي بعد وفاته دولة واسعة الأرجاء، وقد وزع في حياته البلاد الواقعة تحت سيطرته على أفراد عائلته، فتقاسم هؤلاء تركته بعد وفاته، وفي ظل ما حدث من الحروب والمؤامرات بينهم استطاع الملك العادل (ت 615هـ) أخو صلاح الدين الأيوبي توحيد الدولة الأيوبية تحت سلطانه، ولكنه ارتكب خطأ عندما وزع إرثه على أولاده، فأدى هذا التوزيع إلى التنافر والتحاسد بين الإخوة، وبسبب هذه المنافسات والمنازعات أكثر الأيوبيون من شراء المماليك، وكانت كل مجموعة تنسب إلى صاحبها الذي اشتراها وتولاها بالتدريب، وحدث التحول الهام
المماليك ومصدر مجيئهم
المماليك كانت كلمة تطلق على الجنود المستعبدة الذين يتم تدريبهم منذ الصغر على أعمال القتال، وتكون جيش المماليك بالقرب من الأماكن التي كان يحكمها المسلمون مثل وسط آسيا، والقوقاز، وغيرها من المناطق.
أصل المماليك في الغالب من الأتراك، وبالأخص من المنطقة الموجودة عند نهر جيجون، لأن الأيوبيين كانوا يستقدمونهم من أسواق النخاسة، أو الأطفال الذين أسروا في الحروب، وقد تربية هؤلاء المماليك تربية عسكرية لأنهم كانوا يتعمدون عليهم في التنظيم العسكري.
كان استقدام المماليك أمر يتم منذ وقت طويل لاستخدامهم في الجيش، لكن بعد تولي الملك الصالح أيوب الحكم كان الوضع مختلف لأنه كان يجلبهم وهم صغار، ولكن لم يتعامل معهم كعبيد، إنما كان يعاملهم كأبنائه، وكان يعلمهم مبادئ الدين الإسلامي والشريعة الإسلامية، وعند وصولهم لسن الشباب، فكانوا يتدربون على أعمال الفروسية، والتخطيط الحربي.
المماليك في العهد الأيوبي
أزداد عدد المماليك في العهد الأيوبي بشكل كبير، وتزايد نفوذهم وخاصة في مصر، وهذا بعد أن استعان بهم الملك الكامل والعادل أثناء الصراع مع أعداء الإسلام، وفي الحروب ضد الصليبين.
كانت هناك عدة مسميات تطلق على المماليك في ذلك الوقت منها؛ مماليك جراكسة، مماليك أسدية، مماليك صلاحية، مماليك أتراك، وبعد ذلك أصبح نفوذ المماليك متزايد وأصبح لهم شأن كبير في الحكم خاصة في عهد الملك الصالح نجم الدين، لأنهم تقربوا جدًا منهم وساعدهم مرض الملك من السيطرة على دمياط.
بمجرد أن سيطر المماليك على دمياط نشأت دولة المماليك، وبدأ الدولة الأيوبية في الضعف، وبدأوا في محاربة الأيوبيين حتى قضوا عليهم، وقد كان آخر ملك أيوبي هو الملك الأشرف الذي أطاح به المماليك.
قيام دولة المماليك
وجد المماليك أنفسهم أمام وضع جديد لم يعهدوه من قبل، فهم اليوم أصحاب الكلمة النافذة والتأثير البالغ، ولم يعودوا أداة في أيدي من يستخدمهم لمصلحته وتحقيق هدفه، وعليهم أن يختاروا من بينهم سلطانا جديدا للبلاد، فاتفقت كلمتهم على اختيار أرملة أستاذهم “شجرة الدر” سلطانة للبلاد، في سابقة لم تحدث في التاريخ الإسلامي إلا نادرا، وبايعوها بالسلطنة في (2 من صفر 648هـ = 5 مايو 1250م).
غير أن الظروف لم تكن مواتية لأن تستمر شجرة الدر في الحكم، على الرغم مما أبدته من مهارة وحزم في إدارة شئون الدولة، فلقيت معارضة شديدة في داخل البلاد وخارجها، وثارت ثائرة الأيوبيين في الشام لمقتل توران شاه وجلوس شجرة الدر على سدة الحكم، ورفضت الخلافة العباسية في بغداد أن تُقر صنيع المماليك، فكتب الخليفة إليهم: “إن كانت الرجال قد عدمت عندكم فأعلمونا حتى نُسيِّر إليكم رجلا”.
تنازل شجرة الدر وولاية عز الدين أيبك
لم تجد شجرة الدر بُدا من أن تتنازل عن الحكم للأمير “عز الدين أيبك” أتابك العسكر الذي تزوجته وتلقب بالملك المعز، وكانت المدة التي قضتها شجرة الدر على عرش البلاد 80 يوما، ولم يكن تولِّيها الحكم ناتجا عن موافقة شعبية أو اختيار من الخلافة العباسية، وإنما كان وليد الظروف التى أحاطت بمصر في ذلك الوقت.
تولَّى الملك المعز عرش البلاد، ولم تهدأ أصوات المعارضين لانفراد المماليك بالحكم، بل زاد حدة، وكان على السلطان الجديد للدولة الوليدة أن يواجه بحزم خطر الأيوبيين في الشام وتهديداتهم، وكانوا قد اجتمعوا تحت زعامة “الناصر يوسف” صاحب حلب ودمشق لاسترداد مصر من المماليك، باعتبارهم مغتصبين حق الأيوبيين في حكم مصر، وزحفوا على مصر فالتقى معهم أيبك بقواته في معركة بالقرب من الصالحية في (10 من ذي القعدة سنة 648هـ = 2 من فبراير 1251م)، وانتهت بانتصاره وفرار الناصر يوسف ورجاله إلى الشام.
وقد دفع هذا النصر الملك المعز إلى الزحف إلى الشام للقضاء على المعارضة الأيوبية، غير أن تدخل الخليفة المعتصم العباسي وضع حدًّا للنزاع بين الطرفين؛ فتم الصلح بينهما سنة 651هـ = 1253م على أن تكون مصر والجزء الجنوبي من فلسطين بما في ذلك غزة وبيت المقدس وبلاد الساحل للمعز أيبك، على حين تظل البلاد الشامية في أيدى الأيوبيين، وهكذا انتهت العقبة الأولى في تأسيس الدولة المملوكية الناشئة بإيقاف النزاع والصراع مع ملوك البيت الأيوبي.
الفنون والحرف في العصر المملوكي
كان لدى المماليك إهتمامات وإبداع في الفنون بجميع أنواعها ، من الفن المعماري ، إلى صناعات الزجاج والنسيج ، وكذلك على الخشب ، ودعمت صناعتهم الجيدة هذه الصناعات ، وجعلتهم يعيشون في ترف رغم وجود بعض الاختلافات والنزاعات داخل الدولة المملوكية ، من بين أهم هذه الصناعات والفنون:
صناعة الزجاج: يعد المصباح (مصباح المسجد) من أهم الأمثلة والأمثلة على التملك المملوكي لصناعة الزجاج .
صناعة المنسوجات: و المماليك ميزت أنفسهم في و تصنيع السجاد الدمقس، وكان لديهم طريقة مميزة لتزيين السجاد والألوان، وكذلك في طريقة النسيج، تماما كما فعلت متحف فيينا متروبوليتان بعض الأمثلة على ذلك.
صناعة الأواني المعدنية: سلطت الصناعات المعدنية الضوء على إبداع المماليك في الزخارف والرسومات التي كانوا يزينون بها الأواني ، خاصة تلك التي قدمت كهدايا ، وزينوها بأشكال هندسية دقيقة للغاية ، بالإضافة إلى النقوش المكتوبة بالخط الكوفي ، وكذلك خط النسخ ، بالإضافة إلى تلك الأواني المزينة بصور الحيوانات والطيور.
المخطوطات المذهبة: اهتم المماليك بالمخطوطات ، وخاصة المخطوطات من القرآن ، لذلك ظهر هذا الاهتمام في طريقة تزيين القرآن من خلال إضافة زخارف وخطوط جميلة في نص ناسخي والخط الثالث ، ونجد أمثلة من هذه المخطوطات في دار الكتب في القاهرة ، وكذلك في متحف دبلن تشيستر هوم.
إنجازات المماليك الحضاريّة
لقد كان للمماليك بسلالتَيهم: البحريّة، والبرجيّة، اهتمامات كبيرة في الفنون والعمارة، وكان لكلِّ سلالة ميزة خاصّة بها، إلّا أنَّ الفنون والعمارة الخاصة بالمماليك البحريّة، عُرَِّفَت بفنّ العَصْر المملوكيّ، وفي ما يأتي بعضٌ من إنجازات المماليك الحضاريّة في مجال الفنّ والعمارة:
-تميّزَ المماليك بفنون الزخرفة، وخصوصاً زخرفة الأعمال الخشبيّة، والمنسوجات، والمعادن المُرصَّعة، وكذلك الزّجاج المُذهَّب، والمَصقول.
-ظَهَرَ اهتمامٌ واضح بالعمارة المملوكيّة، خصوصاً في عهد حليف بيبرس وقلاوون؛ حيث نجد في عهديهما حرصاً كبيراً على بناء الأضرحة، والمدارس، والمستشفيات، وكذلك المآذن، ومن أهمّ النماذج المعماريّة في ذلك العَهد:
-مُجمَّع السلطان حسن، ومُجمَّع السلطان قلاوون.
-جامع آقبغا الأطروش في حلب.
-المدرسة الجقمقيّة، والمدرسة الصابونيّة في دمشق.
-بناء الجسور والمُجمَّعات، كمُجمَّع قايتباي في القاهرة، في عهد السلطان قايتباي.
انهِيار دولة المماليك
بعد ازدهار دولة المماليك وظهورها كقوّة سياسيّة ما بين القرن الثالث عشر، ومُنتصَف القرن الرابع عشر، بدأت عوامل الضَّعف والانحِدار الديموغرافيّ، والاقتصاديّ، تظهر على هذه الدولة، وكان هنالك العديد من الأسباب التي أدّت إلى هذا الضَّعف، من أهمّها:
-انتشارُ مَرَض الطاعون بين الناس.
-هجومُ البندقيّة وجنوة على دولة المماليك من الناحية البحريّة.
-نَهْب قبرص الصليبيّة لمدينة الإسكندريّة عام 1365م.
-تعرُّض الساحل السوريّ للهجوم من قِبَل القبارِصة.
-تعرُّض سوريّة عام 1400م للهجوم على يد تيمورلنك الذي نَهَب دمشق، وحلب.
-هجوم المارشال جان بوسيكو على الموانئ السوريّة عام 1403م.
-يُعتبَر السلطان قانصوه الغوريّ آخرَ السلاطين المماليك، وقد تعرّضت دولة المماليك في عهده إلى الانهِيار في مجال التجارة البحريّة؛ بسبب اتِّساع نشاط البرتغاليّين في المحيط الهنديّ، بعد أن اكتشفُوا طريقَ رأس الرجاء الصالح، كما أنَّ قضاء السلطان العثمانيّ سليم على دولة المماليك كان أحد الأسباب التي أدّت إلى انهِيارها، إلّا أنَّه لم يستطع إنهاءها؛ حيث كانت سيطرة الدولة العثمانيّة على مصر مثلاً محدودة، وبقي حُكْم مصر في يد المماليك، أمّا بالنسبة للحملات الفرنسيّة على المماليك، فقد ساهمَت في إضعافِهم، حتى كانت نهايتُهم على يد محمد علي باشا في عام 1805م؛ إذ اتَّخذَ تدابير مُحكَمة للقضاء عليهم، فدعا قادة المماليك إلى مَأدبة، وأمرَ جنودَه بالقضاء عليهم، وكانت هذه الحادثة نهاية عَهْد المماليك في مصر.
أسماء السلاطين المماليك
-قطب الدين أيبك (1206 – 1210)
-آرام شاه بن قطب الدين (1210 – 1211)
-شمس الدين التتمش (1211 – 1236)
-ركن الدين فيروز شاه بن التتمش (1236)
-جلالة الدين رضية الدين بكوم بنت إلتمش (1236 – 1240)
-معز الدين بهرام شاه بن التتمش (1240 – 1242)
-علاء الدين مسعود شاه بن ركن الدين (1242 – 1246)
-ناصر الدين محمود شاه بن ناصر الدين محمد بن إلتمش (1246 – 1266)
-غياث الدين بلبن ألغ خان (1266 – 1287)
-معز الدين كيقباذ بن بغرا خان بن بلبن (1287 – 1290)
-شمس الدين كي أومرث بن معز الدين كيقباذ (1290)