من هم شعراء العصر الاندلسي

كتابة جواهر الخالدي - تاريخ الكتابة: 23 يوليو, 2022 4:07
من هم شعراء العصر الاندلسي

من هم شعراء العصر الاندلسي كذلك سنتحدث عن شعراء العصر العباسي أيضا سنتحدث عن أشهر شعراء الموشحات الأندلسية وما هي خصائص شعر الغزل في العصر الاندلسي كل تلك الموضوعات تجدونها من خلال مقالنا هذا.

من هم شعراء العصر الاندلسي

1-أبو البقاء الرندي
“لكلِّ شيءٍ إذا ما تمَّ نُقصانُ” مرثية شهيرة في سقوط الأندلس أبدعها أبو البقاء الرندي، فأبو الطيب -أو أبو البقاء كما عُرِف بين أهل المشرق والمغرب- عاصر سقوط المدن الإسلامية والاضطرابات الأخيرة التي حدثت في الأندلس، ممَّا دفعه إلى رثاء حالها في قصيدةٍ معبرة وصفت عزَّ الأندلس القديم وسُقوطها المؤلم، ويقول في مطلعها: لكلِّ شيءٍ إذا ما تمَّ نُقصانُ .. فلا يُغَرُّ بطيبِ العيشِ إنسانُ : هي الأيامُ كما شاهدتُها دُولٌ.. مَن سَرَّهُ زَمنٌ ساءَتهُ أزمانُ : ولم يكُن أبو البقاء المولود عام 601 هجريًّا الموافق 1285 ميلاديًّا في بلدة رندة جنوب الأندلس شاعرًا فقط، بل كان فقيهًا مثقفًا، له معرفة واسعة بشتى العلوم، بالإضافة إلى تولِّيه بعض أمور القضاء، واشتهر شعره بالبلاغة وبراعة الوصف ورقة المعنى، وتنوع ما بين الرثاء والتغنِّي ببطولات المسلمين وانتصاراتهم ووصف الطبيعة.
2-ابن زيدون
يُعدُّ أبو الوليد أحمد بن زيدون المخزومي من أشهر شعراء الأندلس وأهمهم، فبالإضافة إلى جزالة شعره وبلاغته، تمتع بمكانةٍ سياسية عالية في قرطبة، فقد كان كاتبًا ووزيرًا في دولة بني جهور في عصر ملوك الطوائف، إلا أن هذه المكانة العالية أثارت حوله الحُسَّاد والمنافسين، ومن أبرزهم ابن عبدوس، الذي نافسه في حبِّ ولَّادة بنت المستكفي، وكان سببًا في سجنه. هرب ابن زيدون من سجنه في قرطبة، ولجأ بعد سنواتٍ هام فيها في أنحاء الأندلس إلى المعتضد بن عباد حاكم إشبيلية، وهناك سطع نجمه مرةً أخرى في المجتمع الأدبي والسياسي، وحمل لقب ذي الوزارتين (السيف والقلم)، فكان شاعرًا ووزيرًا للمعتضد، ولم تتغير هذه المكانة حتى بعد وفاة الأخير بسبب قرب ابن زيدون من ولده المعتمد بن عباد، إلا أن المعتمد أرسله قائدًا على حملةٍ لتهدئة ثورة اليهود في إشبيلية، فتُوفِّي هناك عام 463 هـ الموافق 1070 م بعد أداء مهمته عن عمرٍ يناهز 68 عامًا. وبجانب حياته السياسية، كان لابن زيدون قصة حبٍّ كبيرة مع ولَّادة ابنة الخليفة الأموي المستكفي بالله، انتهت بالفراق نتيجةً لتحوُّل ولَّادة عن ابن زيدون بعد تعلُّقه بجاريةٍ لها، فأبدع القصائد اشتياقًا وعتابًا، ومن أشهر ما قال: إني ذكرتكِ بالزهراءِ مشتاقا .. والأفقٌ طلْقٌ ووجهُ الأرضِ قد راقا : وللنسيمِ اعتلالٌ في أصائلهِ .. كأنه رقَّ لي فاعتلَّ إشفاقا وقصيدته: أَضْحَى التَّنَائِي بَدِيْلًا مِنْ تَدانِيْنا .. وَنَابَ عَنْ طِيْبِ لُقْيَانَا تَجَافِيْنَا ألا وقد حانَ صُبحُ البَيْنِ صَبَّحنا .. حِينٌ فقامَ بنا للحِينِ ناعِينا
3- ابن خفاجة
هو الشاعر البستاني إبراهيم بن أبي الفتح بن عبد الله بن خفاجة الجعواري الأندلسي، من شعراء الغزل في عصر الأندلس، وكان غالبًا علي شعره وصف الطبيعة، ساعده على ذلك نشأته في جزيرة شقر بشرق الأندلس، والتي اشتهرت بروعة طبيعتها. لم يتطَّرق ابن خفاجة المولود في 450 هـ الموافق 1058 م إلى الحياة السياسية كما فعل غيره من الشعراء، فلم يُحاول استمالة الملوك أو مدحهم، ولكنه عوضًا عن ذلك انطلق إلى الطبيعة هائمًا مع أصحابه يصف جمالها ومباهجها وأنهارها والحيوانات والطيور، ومن أشهر ما قاله قصيدة الجبل، ومطلعها: بَعَيشِكَ هَل تَدري أَهوجُ الجَنائِبِ .. تَخُبُّ بِرَحلي أَم ظُهورُ النَجائِبِ؟
يَسُدُّ مَهَبَّ الريحِ عَن كُلِّ وُجهَةٍ .. وَيَزحَمُ لَيلاً شُهبَهُ بِالمَناكِبِ عاش ابن خفاجة حياةً مترفة، إلا أنه لجأ في آخر أيامه إلى الزهد، فخشي الموت وبكى حاله ووحشته وشبابه الذي ضيعه وحيدًا دون أن يتزوج، ووافته المنية عام 533 هـ الموافق 1138 م.
4-أبو الحسن الششتري
نشأ أبو الحسن الششتري -وسُمَّي نسبة إلى ششتر إحدى قرى الأندلس الصغيرة- على حياةٍ مترفة في أسرةٍ ميسورة، ودرس الفقه والقرآن والتصوُّف في بداية حياته، إلا أنه اعتنق الصوفية بعد التقائه بالمتصوِّف الأندلسي عبد الحقِّ ابن سبعين، فصار تلميذًا له وتأثر به تأثُّرًا كبيرًا، وتجوَّل معه عبر البلدان، حتى انفصل عنه. استقر الششتري في القاهرة، وأصبح لديه مريدون ومحبُّون يتجمَّعون حوله في أروقة الأزهر الشريف ليستمعوا لدروسه، إلا أن بعض مشايخ الفقه لم تعجبهم طريقته، وتردَّدت حوله الانتقادات، فردَّ عليها بأبياته الجميلة: شويخ من أرض مكناس .. في وسط الأسواق يغنِّي إيش عليَّ من الناس .. وإيش على الناس منِّي وهجر الشيخ الششتري القاهرة بعد ذلك إلى الصحاري، ليعيش حياةً زاهدة متقشفة؛ فكتب عنه الأديب ابن ليون التجيبي في سيرةٍ تحكي قصة حياة الششتري أنه “كان من الأمراء وأولاد الأمراء، فصار من الفقراء وأولاد الفقراء”. وقد خلف الششتري تراثًا كبيرًا في الصوفية والشعر منها كتاب (المقاليد الوجودية في أسرار الصوفية)، و(الرسالة البغدادية)، إلى جانب ديوانه الشعري الذي تجلَّى بين سطوره حبُّ الذات الإلهية، وفيه: يا حاضِرًا في فُؤادي .. بِالفكرِ فِيكمْ أطيبُ إِنْ لمْ يزُرْ شخصُ عيني .. فالقلبُ عِندي ينُوبُ.

شعراء العصر العباسي

1-ابو الطيب المتنبي
أنه شاعر حكيم فهذا الشاعر المميز مازالت أمثاله وحكمه تتداول إلى الآن بيننا فقد كان نابغة عصره فهو أحد مفاخر الأدب العربي، وقد قال الشعر وهو ما يزال صبيا ، واستطاع أن يكون مكانته الشعرية بالتقرب إلى سيف الدولة الحمداني صاحب حلب حيث قدم الكثير من القصائد في مدحه، كما مدح كافور الاخشيدي في مصر وعندما طلب من كافور أن يوليه ورفض أخذ يهجوه بأشعاره أيضا، فكان شاعرا حكيما وكان يتصف بالغرور والتعالي بشعره، ومن أشهر أبيات شعره والذي اشتهر بالبيت الذي قتل صتاحبة
الخيل والليل والبيداء تعرفني والسيف والرمح والقرطاس والقلم.
2-أبو فراس الحمداني
إنه الشاعر الأمير والفارس النيل أبو فراس الحمداني كان الابن المدلل إلى سيف الدولة فهو ابن عمه، وكان يعيش في بلاط الدولة العباسية وصاحب عزيز لدى سيف الدولة بالفعل فقد كان صديقه وصاحبه في كل الفتوحات التي قام بها لدرجة أن هذا الشاعر العظيم ابو فراس الحمداني قد أسر في حرب القسطنطينية من الروم لعدة أعوام إلى أن استطاع سيف الدولة أن يفديه ويخلصه من أسره بأموال كثيرة إلى أن قتل غدرا من رجال خاله سعد الدولة ومن أشهر أقواله :
أرَاكَ عَصِيَّ الدّمعِ شِيمَتُكَ الصّبرُ
, أما للهوى نهيٌّ عليكَ ولا أمرُ ؟
بلى أنا مشتاقٌ وعنديَ لوعة
, ولكنَّ مثلي لا يذاعُ لهُ سرُّ !
إذا الليلُ أضواني بسطتُ يدَ الهوى
3-أبو العلاء المعري
وهو من أشعر شعراء وفلاسفة العصر العباسي وقد أصيب بالعمي وهو في سن الرابعة من عمره، ولن يعوقه من تلقي العلم والأدب، وقد بدأت موهبته الشعرية منذ صباه، استطاع أن يؤلف الكثير من الكتب التي كان يمليها على كاتبه علي بن عبد الله بن أبي هاشم، ومن أشهر هذه الكتب كتاب الأيك والغصون وكتاب تاج الحرة الذي استطاع فيه أن يمدح النساء وأخلاقهمن وعظاتهن، وكتاب عبث الوليد والذي شرح فيه نقد ديوان البحتري، ورسالة الملائكة ، ورسالة الغفران وهي من أشهر أعماله، أما دواويته فمعظمها كانت في الحكمة والفلسفة حتى أن معظم أشعاره قد ترجمت إلى لغات أخرى غير العربية ، ومن أشهر أبيات شعره
كُفّي دُموعَكِ، للتفرّقِ، واطلبي
دمعاً يُبارَكُ مثلَ دمعِ الزاهدِ
فبقطرَةٍ منهُ تَبوخُ جهنّمٌ
، فيما يُقالُ، حديثُ غيرِ مُشاهد
خافي إلهَكِ، واحذَري من أُمّةٍ،
لم يَلبَسوا، في الدّينِ، ثوبَ مجاهد
أكَلوا فأفنَوا ثمّ غَنَّوا وانتَشَوا
في رَقصِهِمْ، وتمتّعوا بالشّاهد
حالَتْ عُهودُ الخَلق، كم من مسلمٍ
، أمسى يَرُومُ شَفاعَةً بمُعاهِد
وهو الزمانُ قضى، بغير تناصفٍ،
بينَ الأنامِ، وضاعَ جُهدُ الجاهد
سَهِدَ الفتى لمَطالِبٍ ما نالها،
وأصابَها من باتَ ليسَ بساهِد
4-أبو نواس
هو الحسن بن هانئ بن عبد الأول بن صباح، وهو شاعر العراق فقد نشأ في البصرة ثم رحل إلى بداد واستطاع أن يكون رصيدا كبيرا من الأشعار والقصائد في مدح الخلفاء في العصر العباسي، ثم انتقل إلى دمشق ومنها إلى مصر، أما عن شعره فقد استطاع أن ينظم شعرا رائعا اتسمت لهجته بلهجة أبي نواس وهي اللهجة الحضرية والتي خرجت عن اللهجة البدوية، كما نظم الشعر بكل أنواعه ومن أشهر أعماله هي الخمريات، ومن أفضل قصائده هي ومن أبرز هذه الأشعار هي
شَجاني وَأَبلاني تَذَكُّرُ مَن أَهوى
وَأَلبَسَني ثَوباً مِنَ الضُرِّ وَالبَلوى
يَدُلُّ عَلى مافي الضَميرِ مِنَ الفَتى
تَقَلُّبُ عَينَيهِ إِلى شَخصِ مَن يَهوى
وَما كُلُّ مَن يَهوى هَوىً هُوَ صادِقٌ
أَخو الحُبِّ نِضوٌ لا يَموتُ وَلا يَحيا
خَطَبنا إِلى الدَهقانِ بَعضَ بَناتِهِ
فَزَوَّجَنا مِنهُنَّ في خِدرِهِ الكُبرى
وَمازالَ يُغلي مَهرَها وَيَزيدُهُ
إِلى أَن بَلَغنا مِنهُ غايَتَهُ القُصوى
رَحيقاً أَبوها الماءُ وَالكَرمُ أُمُّها
وَحاضِنُها حَرُّ الهَجيرِ إِذا يُحمى
لِساكِنِها دَنٌّ بِهِ القارُ مُشعَرٌ
إِذا بَرَزَت مِنهُ فَلَيسَ لَها مَثوى
يَهوديَّةُ الأَنسابِ مُسلِمَةُ القُرى
شَآمِيَّةُ المَغدى عِراقِيَّةُ المَنشا
مَجوسِيَّةٌ قَد فارَقَت أَهلَ دينِها
5-ابو تمام
هو حبيب بن أوس بن الحارث الطائي أحد شعراء العصر العباسي استطاع أن يجوب بين سوريا ومصر والعراق وكون مجموعة من القصائد الممتازة جدا في النظم، وله تصانيف كثيرة من أهمها فحول الشعراء وديوان الحماسة ومختار أشعار القبائل ونقائض جرير والأخطل، فكان شعره قويا جزلا ومن أبرز أشعاره :
السَّيْـفُ أَصْـدَقُ أَنْبَـاءً مِنَ الكُتُبِ
فِي حَدهِ الحَدُّ بَيْـنَ الجِـد واللَّعِـبِ
بيضُ الصَّفَائِحِ لاَ سُودُ الصَّحَائِفِ فِي
مُتُونِهـنَّ جـلاءُ الشَّـك والريَـبِ
والعِلْمُ فِي شُهُبِ الأَرْمَـاحِ لاَمِعَـةً
بَيْنَ الخَمِيسَيْنِ لافِي السَّبْعَةِ الشُّهُـبِ
أَيْنَ الروايَةُ بَلْ أَيْـنَ النُّجُـومُ وَمَـا
صَاغُوه مِنْ زُخْرُفٍ فيها ومنْ كَـذِبِ
تَـخَـرُّصَـاً وأَحَـادِيثـاً مُلَفَّقَـةً

أشهر شعراء الموشحات الأندلسية

1-موشحة (جادك الغيث) وهى للشاعر الأندلسي لسان الدين الخطيب وقد تم غنائها من قبل الفنانة فيروز، وقد انتشرت لكلماتها القوية وقدرتها البليغة على التصوير، وتكمن حكايتها عن زمان الوصل بالأندلس.
2- موشحة الشاعر الكبير (ابن زمرك)، وعنوانها يحمل (أبلغ لغرناطة السلام) وفيها يتناول الشاعر شوقه لغرناطة، وذلك بعدما سقطت الأندلس. ومن بين أشهر شعراء الموشحات الأندلسية أيضًا موشحه الشاعر الأندلسي (ابن مالك السرقسطي)، وعنوانها يحمل اسم كأس الطلا، وفيها يقوم بوصف حبيبته. موشحة الشاعر (أبو بكر يحي) وقد حملت أسم دنفًا من الهوى، وكان موضوعها حول التعب الذي سببته له الحياة والمعاملة السيئة التي ألقاها من حبيبته.

خصائص شعر الغزل في العصر الاندلسي

1-كان شعر الغزل هو أكثر أنواع الشعر شيوعًا وانتشارًا في العصر الأندلسي ، و تعريف الغزل هو التغني بجمال المرأة والشوق إلى المحبوبة بطريقة أخلاقية منضبطة ، حيث كان كل شعراء الأندلس كما هو معتاد في الشعر العربي يبدأون قصائدهم الشعرية بأبيات تتحدث عن الغزل ووصف المحبوبة والاشتياق إليها ، وكان بعض الشعراء ينظمون قصائد شعرية كاملة تتحدث فقط عن الغزل ، وبوجه عام كان شعر الغزل سائدًا أكثر من أي غرض شعري اخر بين شعراء الأندلس ، ويرجع ذلك إلى
جمال الطبيعة والمناظر الطبيعية الساحرة والخضرة والهواء العليل التي كانت تُساعد الشاعر على أن يعيش في حالة رومانسية كاملة .
2-وجود احتكاك وتعامل مع الأسبانيين والنصارى ووجود عدد كبير من الجواري والنساء السبايا .
كما أن اختلاف الثقافات داخل الأندلس سواء ثقافة المسلمين أو ثقافة أهل الأندلس الأصليين وهم الأسبانيين حاليًا أدت إلى انتشار نوعًا من الحرية والتحرر من بعض القيود المجتمعية التي تحدد شكل علاقة الرجل بالمرأة
3-ومن مظاهر تأثر الشعراء بهذا التنوع الثقافي هو وجود عدد من الشعراء الذين قد تغنوا وتغزلوا في العيون الملونة والشعر الأشقر وغيرها من صفات أهل الأندلس وهذا على النقيض من تغني شعراء المشرق العربي بالشعر الأسود وغيره .



388 Views