من هو النبي الذي كلم الطير، ومن هو النبي الذي قبضت روحه في السماء، ومن هو النبي الملقب بالكنز، ومن هو النبي الذي كان يتكلم مع الله، وصفات الأنبياء، نتناول الحديث عنهم بشيء من التفصيل خلال المقال التالي.
محتويات المقال
من هو النبي الذي كلم الطير
النبي الذي يعرف لغة الطير هو النبي سليمان عليه السلام، فقد جعل الله تعالى للنبي سليمان -عليه السلام- مُلكًا عظيمًا، وعلّمه بفضله المنطق الذي تنطق به الطيور والحيوانات، وجعل الطيور جُندًا له، وقد ورد دليل ذلك في قوله تعالى: “وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ، كما سخّر الله تعالى له مُلكًا على الجنِّ والإنس والشياطين، وسخّر الله تعالى له الريح فجعلها تمشي بأمر منه، كما أيّده الله تعالى بعدد من المعجزات الأخرى، وجعل له مكانة عظيمة، والله أعلم.
من هو النبي الذي قبضت روحه في السماء
– هو نبي الله إدريس عليه السلام، وفي التوراة هو “أخنوخ” بن يارد بن مهلائيل بن قينان بن أنوش بن شيث بن آدم كما في سفر التكوين، وقيل هو إدريس بن يارد بن مهلائيل وينتهي نسبه إلى شيث بن آدم واسمه عند العبرانيين (خنوخ) وفي الترجمة العربية (أخنوخ) وهو من أجداد نوح.
– “إدريس” هو أحد الأنبياء الذين أخبر الله عنهم في القرآن حيث ذكر صراحة أنه نبي، وهو ممن يجب الإيمان بهم تفصيلاً أي يجب اعتقاد نبوته على سبيل القطع والجزم لأن القرآن قد ذكره باسم وحدث عن شخصيته فوصفه بالنبوة والصديقية. وهو أول بني آدم أُعطي النبوة بعد آدم وشيث، وذكر ابن إسحاق أنه أول من خطَّ بالقلم وقد أدرك من حياة آدم ثلاثمئة سنة وثماني سنين. وقد قال طائفة من الناس أنه المُشار إليه في حديث معاوية بن الحكم السلمي لما سأل الرسول محمد عن الخط بالرمل فقال: “قد كان نبيٌّ مِن الأنبياءِ يخُطُّ فمَن وافَق خطَّه فذاك”، وقد تحدث النبي محمد عن لقاءه “إدريس” في السماء الرابعة أثناء المعراج في رحلة الإسراء والمعراج.
من هو النبي الملقب بالكنز
هو نبي الله إبراهيم عليه السلام، وقد لقب نبي الله إبراهيم بلقب كنز الأنبياء لأنه كنزٌ في أخلاقه يتعلم منه كل من يقرأ قصة سيدنا إبراهيم، كنز في أفعاله التي تجعله قدوة واب.
من هو النبي الذي كان يتكلم مع الله
هو نبي الله موسى عليه السلام، “وكلم الله موسى تكليما” نستدل بأن الله متكلم، وأجمع أهل السنة على أن الله تعالى كلم موسى بلا واسطة ولا ترجمان، وأفهمه معاني كلامه وأسمعه إياه، إذ الكلام مما يصح سماعه وهذه الآية أقوى ما ورد في الرد على المعتزلة، وقال ابن التين: اختلف المتكلمون في سماع كلام الله. فقال الأشعري: كلام الله القائم بذاته يسمع عند تلاوة كل تال، وعند قراءة كل قارئ، وقال الباقلاني: إنما تسمع التلاوة دون المتلو والقراءة دون المقروء.
صفات الأنبياء
1- جميع الأنبياء والرسل رجال من البشر
اجتباهم الله واصطفاهم على سائر الناس، وفضّلهم بالنبوة والرسالة، وجمّلهم بأحسن الأخلاق.
قال الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ [43]} [النحل:43].
وقال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ [33]} [آل عمران:33].
وقال الله تعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ [4]} [القلم:4].
2- جميع الأنبياء والرسل أفضل الخلق إيماناً وعلماً
وعملاً وتعبداً، وأخلاقاً وتواضعاً، فقد وصف الله سيدهم وأفضلهم بالعبودية والرحمة في كتابه.
قال الله تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا [1]} [الفرقان:1].
وقال الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ [107]} [الأنبياء:107].
3- جميع الأنبياء والرسل بشر مخلوقين
يأكلون ويشربون وينسون وينامون ويمرضون ويموتون، وهم كغيرهم من البشر لا يملكون شيئاً من خصائص الربوبية والألوهية، ولا يملكون لأنفسهم ولا لغيرهم من الأمر شيء.
فلا يملكون النفع والضر لأحد إلا ما شاء الله، ولا يملكون شيئاً من خزائن الله جل جلاله، ولا يعلمون الغيب إلا ما أطلعهم الله عليه.
لكنهم قدوة البشر في الإيمان، والطاعة، والعبادة، والعمل الصالح، والخلق الحسن.
قال الله تعالى: {قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ [188]} [الأعراف:188].
وقال الله تعالى: {قُلْ لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ [50]} [الأنعام:50].
وقال الله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا [21]} [الأحزاب:21].
4- الأنبياء والرسل أطهر البشر قلوباً
وأصدقهم إيماناً، وأقواهم عبادة، وأذكاهم عقولاً، وأحسنهم أخلاقاً، وأكملهم ديناً، وأقواهم صبراً، وأشدهم بأساً، وأعظمهم رحمة، وأكملهم أجساماً، وأحسنهم صورة، وأصدقهم حديثاً.
قال الله تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ [159]} [آل عمران:159].
وقال الله تعالى: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ [29]} [الفتح: 29].