نتائج تلوث التربة وكذلك أسباب تلوث التربة، كما سنقوم بذكر تعريف التربة، وكذلك سنتحدث عن طرق معالجة تلوث التربة، وكل هذا من خلال مقالنا هذا تابعوا معنا.
محتويات المقال
نتائج تلوث التربة
1- نتائج تلوث التربة على الإنسان:
– أكل التراب:
يُعدّ أكل التراب (بالإنجليزية: Geophagia) أهمّ العوامل التي تتسبب بانتقال ملوّثات التربة إلى أجسام البشر؛ وقد تصل إلى أجسام البالغين نتيجة تناولهم الخضراوات والفواكه المختلفة غير المغسولة بشكل جيد، والتي قد تحتوي على بعض الأتربة العالقة فيها، ويُمكن أن يتناولها الأطفال الصغار بشكل كبير أثناء لعبهم بها، فعندما تصل الملوثات إلى الفم تمتصها بطانة الفم، بينما ينتقل جزء كبير منها إلى الجهاز الهضمي عند ابتلاعه، وينقلها الجهاز الهضمي إلى الكبد، ثمّ يعيد الكبد جزءاً كبيراً منها إلى الجهاز الهضمي مرّة أخرى، وينتقل جزء منها إلى مجاري الدم، ويؤدي بقاء بعض المواد الكيميائيّة السابقة في الجهاز الهضمي إلى نتائج سلبية إذا كان لها تأثير سُمِّيّ مباشر على بطانة الجهاز الهضمي، ومن الجدير بالذكر أنّ الأطفال الصغار هم الأكثر عرضة لهذه الملوثات بسبب قدرتهم الكبيرة على امتصاص الرصاص الموجود فيها أكثر بخمسة أضعاف من قدرة البالغين.
– الاستنشاق:
يؤدي استنشاق التربة الملوثة إلى تراكم جزيئاتها في الرئة، كما أنّ بعض هذه الجزيئات تتسرب إلى مجاري الدم متسببة بالعديد من الأمراض، إلّا أنّ نسبة تأثير الاستنشاق على العاملين -خاصة العاملين بمجال الزراعة- تُعدّ منخفضة جداً مقارنة بتأثيرها من خلال أكل التربة، إضافة إلى أنّ نتائجه السلبيّة تظهر على المدى البعيد في حالة التعرّض لهذه الملوثات بشكل مباشر ومستمر.
– اللمس المباشر:
يؤدي اللمس المباشر للتربة الملوثة إلى تعرض البشر لبعض الأعراض المختلفة في حالة احتوائها على بعض المعادن الثقيلة؛ مثل: الكروم 6 (أحد الأنواع السامة للكروم)، والزئبق غير العضوي، كما يمتص الجلد بعض المركبات العضويّة المتطايرة بشكل أسرع من غيرها عن طريق الامتصاص الجلدي (بالإنجليزيّة: Dermal Absorption).
– تسرّب الملوثات إلى النباتات والمياه الجوفيّة:
يؤدي تلوث التربة إلى تلوث المياه الجوفيّة بشكل كبير، وبالتالي تلوث مياه الشرب، حيث تصل هذه الملوثات إلى النباتات، ثمّ المواشي والإنسان بعد تناولهم لها، وهذا يعني أنّها تساهم في تلوث السلسلة الغذائيّة للبشر، ومن هذه الملوثات: الديوكسينات والكادميوم التي تصيب المزروعات، بالإضافة إلى الزرنيخ الذي يتسرب إلى المياه الجوفيّة ويصل إلى البشر والحيوانات بطرق غير مباشرة، وتتراكم هذه المواد في جسم الإنسان بكميّات كبيرة حتى يصبح الجسم مشبعاً بها، عندها تصبح قدرته على إزالتها منخفضة.
2- نتائج تلوث التربة على البيئة:
– توجد الكثير من الأضرار البيئيّة التي تنتج عن تلوث التربة بشكل أساسي؛ إذ يُمكن لهذه الملوثات أن تؤثر سلباً على صحة الكثير من الحيوانات والنباتات، فقد تؤثر الملوثات على التربة مما يؤدي إلى انخفاض العمليات الحيوية للنباتات، وانخفاض إنتاج المحاصيل، وتلف الكثير من المزروعات، ويؤدي وجود بعض الملوثات إلى تغيّر التركيب الكيميائيّ للتربة، والتأثير على مجموعة الكائنات الحية التي تعتمد عليها في الغذاء، ويختلف تأثير تلوث التربة على الكائنات، والنباتات، وحتى الميكروبات بناءً على عدة عوامل منها: مستوى التلوث، واختلاف حساسيّة هذه الكائنات للملوثات، وأنواع الملوثات الموجودة في التربة.
– مثلاً تعمل البقوليات من خلال علاقاتها التكافلية مع بكتيريا الريزوبيا (بالإنجليزية: Rhizobium) على تثبيت نسبة النيتروجين في التربة، ويعّد هذا العنصر أساسيّاً لنمو النباتات المختلفة، إلّا أنّ زيادة نسبة الزرنيخ تؤدي إلى خلل في هذه العمليّة نتيجة تأثر هذا النوع من البكتيريا به بشكل كبير؛ وهذا يعني تخفيض نسبة عنصر النيتروجين في التربة، وبالتالي تنخفض كفاءة التربة لزراعة المحاصيل.
– يتأثر نمو النباتات في التربة الملوثة بشكل كبير نتيجة عدم قدرة النباتات على التكيّف مع التغيّر في المكونات الكيميائيّة للتربة، واختلال توازن النظام البيئي نتيجة لهذا التلوث، ويؤدي تلوث التربة إلى انخفاض أعداد الكائنات الحية الدقيقة وينتج عن ذلك بعض مشاكل تآكل التربة، كما تقل خصوبة التربة وتصبح غير صالحة للزراعة بشكل كلي، وبالتالي تنخفض كميّة المحاصيل الزراعية، وترتفع نسبة المواد السامة في هذه المحاصيل وتنخفض نسبة المواد المفيدة للإنسان مما قد يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة.
أسباب تلوث التربة
1- تمليح التربة والتشبع بالمياه، فالاستخدام المفرط لمياه الري مع سوء الصرف الصحي يؤدي إلى الإضرار بالتربة.
2- التسرب من الخزانات والأنابيب مثل أنابيب النفط ومنتجاته.
3- وجود ظاهرة التصحر، ويساعد في هذه العملية عدم سقوط الأمطار والرياح النشيطة التي تعمل على زحف الرمال إلى الأراضي الزراعية فيما يعني بتحرك الكثبان الرملية.
4- تخزين ونقل المواد الخام والنفايات.
5- إنبعاث الملوثات من أماكن تجميعها إلى البيئة المحيطة بها.
6- إنتقال المواد الملوثة مع مياه السيول أو المياه الجوفية.
7- استخدام المبيدات والكيماويات على نحو مفرط فهى ترشح المبيدات لداخل التربة، أو تنقل عن طريق الرياح، ويمكن أن تنتشر عن طريق الجريان السطحي للمياه، أو تنتقل بالصرف لتصل إلى المياه الجوفية وتنتشر بالتالي في باطن الأرض بحيث تصل في النهاية إلى الأنهار أو البحيرات.
8- التوسع العمراني الذي أدى إلى تجريف وتبوير الأراضي الزراعية.
9- التلوث بواسطة المواد المشعة.
10- التلوث بالمعادن الثقيلة.
تعريف التربة
تعد التربة مصدراً للخيرات والثمار حيث ينمو فيها النبات ويستمد ما يحتاجه من مياه وبعض الأملاح عن طريق الجذور التي تمتد لمسافاتٍ متفاوتة أسفل سطحهاة، كما تقوم التربة بتبيث النبات لينمو بشكلٍ عمودي، وتعتمد بعض الكائنات الحية عليها كنوعٍ من المسكن والحماية، وتنقسم أنواع التربة بشكلٍ أساسي إلى: التربة الرملية، والطينية، والطميية، ويمتاز كل نوعٍ بخصائص تختلف عن بعضها البعض بسبب طبيعة المواد التي تكوّنت منها وظروف التكوّن.
طرق معالجة تلوث التربة
1- تقنيات الاستخراج والفصل:
تشمل تقنية الاستخلاص إزالة بعض المعادن مثل الكادميوم، والنحاس، والزنك، والنيكل، والكروم، والزرنيخ، والمركبات الفلزية العضوية، والسيانيد، وغيرها بواسطة محلول هيدروكسيد الصوديوم، بينما يتمّ تطبيق تقنية الفصل عند تلوث التربة الناعمة أو خشنة الحبيبات، حيث يتمّ فصل التربة إلى أجزاء بناءً على حجم الحبيبات، أو الوزن النوعي، أو سرعة الترسيب.
2- الطرق الحرارية: وتتمّ من خلال:
إزالة الملوثات بواسطة عملية التبخر عن طريق نقل الحرارة بشكل مباشرة من خلال الهواء الساخن أو اللهب، أو بشكل غير مباشر، وتدمير الملوثات عند درجة حرارة مناسبة بشكل مباشر أو غير مباشر، ثم يتمّ معالجة الغاز الصاعد من جهاز التسخين لإزالة الملوثات أو المواد غير المرغوب فيها.
3- التجريد بالبخار:
وتتمثل بحقن البخار في التربة للمساهمة في تبخر الملوثات المتطايرة بغض النظر عما إذا كانت قابلة للذوبان في الماء أم لا.
4- الطرق الكيميائية:
تتمّ معالجة التربة من خلال وضعها في مُستعلِق (بالإنجليزية: Suspension) يحتوي على محلول مناسب، ويجب أن يكون الاتصال بين التربة والمحلول الكيميائي أساسياً، كما يجب تكرار العملية حتى يتمّ التأكد من أنّ عملية إزالة السموم قد انتهت.
5- طرق المعالجة الميكروبية:
تُعدّ أكثر الطرق الفعالية؛ بسبب قدرتها على التعامل مع أغلب الملوثات العضوية، مثل: الفينول، والهيدروكربونات متعددة الكلور، والنفط ومنتجاته، والديوكسينات، حيث يتمّ حفر حفرة في التربة، ووضع الميكروبيات فوقها باستخدام العديد من التقنيات كالتسميد، أو الحراثة، وغيرها.
6- التقليل من استخدام الكيماويات الزراعية:
كاستخدام الأسمدة، والمبيدات الكيميائية واستبدالها بالأسمدة والمبيدات الحيوية.
7- إعادة استخدام بعض المواد:
كالأواني الزجاجية، والأكياس البلاستيكية، والورق، والملابس عوضاً عن التخلص منها، والذي يؤدي إلى التقليل من التلوث بالنفايات الصلبة.
8- إعادة تدوير المواد:
يُساهم إعادة تدوير بعض المواد كالورق، وبعض أنواع البلاستيك، والزجاج في الحفاظ على الموارد الطبيعية والحد من زيادة حجم النفايات، إذ إنّ إعادة تدوير 1 طن من الورق يساهم في الحفاظ على 17 شجرة من القطع والتدمير.
9- إعادة التشجير:
ويساهم في الحد من خسارة الأراضي، وتقليل تعرية التربة، وزيادة خصوبتها، وذلك من خلال زراعة النباتات، مناوبة المحاصيل، أو زرع أكثر من محصول بنفس المكان في نفس الوقت.
10- معالجة النفايات الصلبة:
ويتمّ ذلك باستخدام طرق مادية، أو كيميائية، أو بيولوجية، بحيث تصبح أقل خطورة على التربة، وذلك من خلال معادلة الحموضة والقلوبة للنفايات، بحيث تصبح المواد غير القابلة للتحلل قابلة للتفكك تحت شروط معينة قبل التخلص منها ودفن النفايات في المناطق البعيدة عن الأحياء السكنية.