هل الحب حرام في المسيحية

كتابة مها العتيبي - تاريخ الكتابة: 28 فبراير, 2021 9:02
هل الحب حرام في المسيحية

هل الحب حرام في المسيحية ماهي انواع الحب في المسيحية مفهوم الحب في المسيحية كل ذلك في هذه السطور التالية.

هل الحب حرام في المسيحية

لا شك أن الحب أقدس عاطفة في قلب الإنسان، مهما حاول الإنسان أن يدنسها بفجوره أو ينجسها بشروره، وذلك لأن الحب هو
شعاعه من نور الله الذي هو محبة وفى دائرة الإيمان المسيحي نحن مطالبون لا بأن نحب بعضنا بعضاً فقط، بل أن نحب أعداءنا أيضاً،
وبدون الحب تبدو الحياة جحيماً لا يطاق. فنحن نخلص من خطايانا بحب الله لنا في صليب المسيح، ونحن ننمو في حياة الإيمان بحبنا لله
وتكريسنا الحياة له، ونحن نسعد في عائلاتنا بالمحبة المتبادلة بيننا وبين زوجاتنا وأولادنا وأخواتنا، ونحن نبتهج في شرآة المؤمنين بتبادل
المحبة بيننا وبين قديسي الله، وهكذا. وإذا انتزع الحب من الحياة انتهت معه الحياة حساً ومعنى.
لقد أنشأ الله فينا عاطفة الحب، وقدم لنا أعمق مثل للحب، إذ قدم ابنه الوحيد لأجلنا، آما هو مكتوب: “َلكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا، لأَنَّهُ
8 .(ولا شك أن الله الذي أودع فينا هذه العاطفة المقدسة لا يرضى أبداً أن يتطور الحب فينا : وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا) “رو 5
ليصبح مشكلة، وأن تتطور المشكلة لتضحي شراً وإباحية، وأن تتطور الإباحية لتنتج جريمة ضد النفس والمجتمع، بل أنها ضد الله نفسه.
هذا ما يحدث في وقتنا الحاضر، إذ ينشب الحب سهامه بطيش بين الشباب في وقت غير مناسب، فهذا طالب ثانوي يحب فتاة،
وتلك فتاة جامعية تحب، آلاهما من سن مبكر لم يدرك بعد مسئوليات الحياة، ولم يخرج بعد عن الحاجة لمن يتولى الصرف عليهما في
المأآل والملبس والعلم. ومن الغريب أن تتفشى هذه الحالة بين الشباب حتى أصبحت موضعاً للتفاخر، ومرة أخرى تكون موضعاً للتناحر.
وهى في هذا وذاك تثلم الشرف، وتهدم الفضيلة، وتحطم القلوب، وتخرب العائلات، مهما أخذت من ثوب عذري آما يقولون، أو حب طاهر
آما يدعون

الزواج في المسيحية

سر الزواج هو أحد الأسرار السبعة المقدسة في الكنيسة الكاثوليكية والأرثوذكسية. وقد رفعت المسيحية من قيمة الزواج والإسرة إذ حسب الكتاب المقدس تعدّ الأسرة الوحدة المركزيّة للمجتمع المسيحي، وهي في المفهوم المسيحي كنيسة صغيرة، وقد اهتمت الكنيسة بالزواج واعتبرته سرًا من الأسرار السبعة المقدسة وذلك لكونه يشكل أساس العائلة، بحيث يصبح به الزوجان جسدًا واحدًا. ويعلن المتقدمان لسر الزواج نيتهما تأسيس عائلة، ثم يعلن كل منهما قبوله العلني، ويطلبا بركة الرب” كما بارك إبراهيم وسارة؛ اسحق ورفقة؛ يعقوب، وراحيل” ثم يتم تثبيت الزواج.
ومن موانع الزواج في المسيحية تحريم الزواج بين المسيحيين وغير المسيحيين وذلك استنادًا إلى الكتاب المقدس،
وبين الفتاة والرجل الذي تولى تعميدها لأنه يعدّ أبًا روحيًا لها.

أنواع الحب في المسيحية

1- حب الأيروس
ويسمى «الحب الطفولى»، وهو الحب الأنانى الشهوانى، و«أيروس» هو إله الحب عند الإغريق وكان اليونانيون القدماء يعبدونه باعتباره إلهًا للشهوة أى أن «حب الأيروس» هو حب يتسم بالأخذ ورغبة الامتلاك ولما كان الطفل الصغير يرغب فى امتلاك كل ماهو حوله، حيث تسيطر عليه شهوة الأنا الامتلاكى أو الحب الشهوانى الاستئثارى.
2- حب الفيليا
حب الفيليا هو الحب الإنسانى الطبيعى، أو الحب الرومانسى وهو نوع آخر من الحب أكثر نضوجًا من حب الأيروس، فهو الحب الذى يتبادله الناس فيما بينهم، حيث يتبادلون المشاعر الإنسانية الرقيقة، ومن خلاله تسود مشاعر الود بين البشر، ونرى هذا الحب فى علاقات الصداقة بصفة عامة.
ونرى «الفيليا» أيضًا فى العلاقة بين الرجل والمرأة، التى تتخذ أحيانًا اتجاهًا عاطفيًا خاصًا، وفيه تخرج شحنات عاطفية متدفقة، ويسمى لذلك «الحب الرومانسى».
وحب الفيليا، له «إيجابيات» تتمثل فى أن الفرد يخرج بعض الشئ، عن دائرة الذات التى رأيناها، فى حب الأيروس إلى دائرة الاهتمام بالآخرة وتقديره واحترامه، وفيه قدر من العطاء المتبادل بعكس حب الأيروس.
بينما «سلبيات» حب الفيليا، فهى تتمثل فى أن العاطفة نحو الجنس الأخر، تكون أحيانًا جارفة متدفقة طاغية على العقل، ما يؤدى إلى الاندفاع وعدم التروى وتجاهل الظروف الاجتماعية بل إن هناك شبابًا يتخذون قرار الأرتباط الزوجى فى لحظة عاطفة دون تحكيم العقل، مما يجعلهم يتغاضون عن عيوب جوهرية فى شريك الحياة، فيؤثر ذلك على مستقبل الزواج ويهدده بالفشل.
ورغم أن حب الفيليا أرقى من حب الأيروس إلا أنه يخفق فى بلوغ الاتحاد والفرح الداخلى، الأمر الذى يوفره حب الأغابى كما تذكر أمثلة من الكتاب المقدس على حب الفيليا، مثلًا فى سفر التكوين: «علاقة يعقوب بابنه يوسف، نرى يعقوب يحب يوسف أكثر من سائر بنيه»، وأيضًا حب الفيليا موجود فى معظم زيجات أبرار العهد القديم: «وأحب يعقوب راحيل فقال أخدمك سبع سنين براحيل».
3- حب الأغابى
هو الحب الإلهى أو الحب المسيحى أو الحب الحقيقى، وهو يعتبر أعلى وأطهر وأنقى مستويات الحب لأنه حب من الله فحب الله للخليقة هو حب الأغابى، لأن الله هو الحب ذاته، كما ذكر الكتاب المقدس «الله محبة».
وحب الأغابى، هو الحب الإنسانى الأصيل الذى كان عند آدم وحواء قبل السقوط حيث كان القلب نقيًا، والفكر مستنيرًا بالله، لذلك كان كل من آدم وحواء قادرًا على البذل الكامل والعطاء بلا توقف، ولم يكن هناك حد فاصل بين حبهما لله وحبهما لبعضهما البعض حيث اكتسبا قدرة الحب من الله.
وحينما سقط الإنسان وتغرب عن الله بإرادته صارت ذاته الأنا هى مركز اهتمامه، فتحول الحب بالضرورة بعيدًا عن الله، وبهذا تحول حب الأغابى إلى الايروس أو الفيليا فى أحسن الأحوال.
وكما ذكر الكتاب المقدس أن تجديد الطبيعة حدث بالاتحاد بالروح القدس، لافتًا أن أول ما يثمر بالإنسان هو المحبة حتى تصبح من طبع المؤمن، وهذا ما قاله الكتاب المقدس فى رسالة بولس إلى أهل غلاطية «وأما ثمر الروح فهو محبة وفرح وسلام».
«حب الأغابى» إذن هو أعلى درجات الحب، حيث يسلك المسيحى بالبذل والتضحية وإنكار الذات مدفوعًا بنعمة خاصة من روح الله، فيكون الحب الذى يسلك به المؤمن على نمط حب السيد المسيح «حب البذل حتى الموت»

معنى كلمة حب فى الكتاب المقدس

الحب كلمة ليست عادية وهى اقدس عاطفة واعظم كلمة فى قاموس المعاملات لكونها فخرا انها الله (الله محبه ) ويكفى لبيان اهمية الحب قول الكتاب ” من لايحب لايعرف الله لان الله محبة ” (1يو 8:4) .
الحب هو قوة حياة خلاقه هو طاقه الهية بالدرجة الاولى والله وحده هو الذى يعطى الانسان منها بقدر ما تحتمله طبيعته المحدودة ” الله محبة ” ( 1يو 16:4 ) هو مصدر المحبة وقد اوجد فينا امكانية المحبة حينما خلقنا على صورته ( تك 27 :1 ) وتصدر مشاعر المحبة كما ذكرنا من جهاز خاص فى نفس الانسان وهو العاطفة .
كلما كان الانسان متصالحا مع الله كلما كانت العاطفة نقيه مقدسة متحررة من الانانية فتصدر منها مشاعر الحب الحقيقى وتهرب منها الكراهية والانانية والشهوة .
والحب الحقيقى عند الانسان يسير على نمط حب الله لنا حب التضحية والبذل والعطاء دون انتظار للأخذ .
” بهذا قد عرفنا المحبة أن ذاك وضع نفسه لاجلبنا فنحن ينبغى لنا ان نضع نفوسنا لاجل الاخوة ” ( ايو 16: 3 ) .
الحب الحقيقى اذن هو الحب الناضج فليس كل تعلق عاطفى حباّ و ليس كل شاب يقول عن فتاة “انى احبها ” يكون ذلك حبا ّ حقيقياّ فقد يكون حب امتلاك او مجرد حب للذات اى يحب ذاته فيها .



1141 Views