هل رمضان من الأشهر الحرم

كتابة امتنان العلي - تاريخ الكتابة: 6 سبتمبر, 2021 11:13
هل رمضان من الأشهر الحرم

هل رمضان من الأشهر الحرم كما سنذكر ما هي ممنوعات الأشهر الحرم وكذلك سنتحدث عن فضل الأشهر الحرم كذلك سنتحدث عن هل يجوز القتال في الأشهر الحرم كل تلك الموضوعات تجدونها من خلال مقالنا هذا.

هل رمضان من الأشهر الحرم

1-الأشهر الحرم أربعة استشهادًا بما جاء في قوله تعالى في كتابه العزيز في الآية 36 من سورة التوبة: “إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ”وبهذا فإن الأشهر الهجرية اثنا عشر شهرا من بينها أربع أشهر حرم، وهذه الأشهر هي محرم ورجب وذو القعدة وذو الحجة حيث أن السنة النبوية حددت هذه الشهور بالحديث التالي: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنَّ الزمانَ قد استدارَ كهيئتِه يومَ خلقَ اللهُ السماواتِ والأرضَ، السنةُ اثنا عشرَ شهرًا، منها أربعةٌ حرمٌ، ثلاثٌ متوالياتٌ: ذو القَعدةِ، وذو الحَجةِ، والمحرَمُ، ورجبُ مضرَ الذي بين جُمادى وشعبانَ”، وهذا معناه أن شهر رمضان لا ينتمي إلى الأشهر الحرم، التي تأتي متتالية ما عدا شهر رجب الذي يقع بين شهر جمادى الأخر وشهر شعبان.
2-ولكن الله حيث أختص شهور معينة بفضائل كثيرة فكان أن جعل شهر رمضان مفضلا من بين الشهور وجعل له خصائص وفضائل تميزه عنها، وكذلك هو الشأن في الشهور الحرم التي يتضاعف فيها العقاب وكذلك الثواب، حيث أن العبادات والطاعات التي تقام في شهر رمضان والأشهر الحرم ليست بنفس الثواب والأجر التي تكون عليه في باقي الأشهر، وهذا يعد تيسيرا وهدايا من الله تعالى إلى عباده لتدارك ما فاتهم حيث من أستغل هذه الشهور المباركة فقد أفلح في حين أنه لا عزاء لمن فوت عليه فرص ذهبية للرجوع إلى الله تعالى.

ممنوعات الأشهر الحرم

حرم الله عدة أشياء في هذه الأشهر الأربعة من التقويم الهجري ، وهم ثلاثة أشهر متتالية وهما “ذو القعده و ذو الحجة و محرم ” على التوالي وهم الأشهر الحرم ، حيث يتم توقف العرب عن القتال في فترة ما قبل الإسلام ، إلا للدفاع عن أنفسهم وأرضهم ، وتشير السير والكتب التاريخية إلى أن بداية الأشهر كانت ذات القعدة ، وكانت هذه مسيرة نحو السلام ، كما أنه للأشهر الحرم بعض القواعد الخاصة والممنوعات التي لا تنطبق على الأشهر الأخرى الاشياء المحرمة في الأشهر الحرم ومنها:
1-الحذر في تضاعف الخطيئة والتعمد في فعل المعاصي والذنوب.
2-أن يحظر محاربة العدو حيث حرم القتال أو البدء في القتال.
3- مضاعفة الأجر و الحسنات ، والسعي لاكتساب رضا الله والبعد عن المعاصي.
4- زيادة الديات.
5-وكانت الأشهر الحرم في شريعة إبراهيم ، عليه السلام واستمر حتى مجئ الاسلام وعظمها ، وكان العرب يعظمونها أيضاً بها قبل الإسلام ، حيث قاموا بتحريم القتال فيها ، حتى بدأ العرب في استخدام النسيء في تقويمهم ، مما أدى إلى تأخير الأشهر الحرم لتسريع حياتهم حيث أن التقويم مذكور في القرآن في شكل استنكار ، وقد جاء ذلك في قول الله تعالى ﴿إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ﴾ [9:37].
6-حيث يجب مراعاة أهمية هذه الأشهر لأن الله قد منحها مكانة خاصة ، والحذر من الوقوع في الخطيئة ، و قد تم تعظيمها ، ولهذا حذرنا الله من ظلم الذات ، مع أن قتل الذات محرم في كل الشهور (مما يعني ظلم النفس بما في ذلك الخطيئة).

فضل الأشهر الحرم

1-قال ابن كثير -رحمه الله- في تفسيره قوله -تعالى- “فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ”، أي في هذه الأشهر المحرمة، لأنها آكد، وأبلغ في الإثم من غيرها، كما أن المعاصي في البلد الحرام تكون مضاعفة، لقوله تعالى: “وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ” (الحج:25)
وكذلك تغلظ الآثام في الشهر الحرام، ولذلك تغلظ فيه دية القتل في مذهب الشافعية وطائفة كبيرة من العلماء، ويؤيد ذلك ما أسلف ذكره عن قتادة أنه قال: “إن الظلم في الأشهر الحرم أعظم خطيئة ووزرًا من الظلم في سواها، وإن كان الظلم على كل حال عظيمًا، ولكن الله يعظم من أمره ما يشاء”
2-صحَّ عن الكثير من أهل العلم بمضاعفة الأجر في الثواب والعقاب في الأشهر الحرم، وكان ذلك استنادا إلى قوله تعالى: “(إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ” (التوبة:36)
3-وقال القرطبي -رحمه الله-: “لا تظلموا فيهن أنفسكم بارتكاب الذنوب، لأن الله -سبحانه- إذا عظم شيئًا من جهة واحدة صارت له حرمة واحدة، وإذا عظمه من جهتين أو جهات صارت حرمته متعددة فيضاعف فيه العقاب بالعمل السيء، كما يضاعف الثواب بالعمل الصالح، فإن من أطاع الله في الشهر الحرام في البلد الحرام ليس ثوابه ثواب من أطاعه في الشهر الحلال في البلد الحرام، ومن أطاعه في الشهر الحلال في البلد الحرام ليس ثوابه ثواب من أطاعه في شهر حلال في بلد حلال، وقد أشار الله إلى هذا بقوله: “يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا” (الأحزاب:30)

هل يجوز القتال في الأشهر الحرم

1-قال الله تعالى ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنْ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ﴾[البقرة: ٢١٧] واختلف العلماء -رحمهم الله-في القتال في هذه الأربعة الحرم هل هو باقٍ تحريمه أم منسوخ فجمهور أهل العلم على أنه منسوخ؛ لأن الله تعالى أمر بقتال المشركين كافة على سبيل العموم.
2- وذهب آخرون من أهل العلم إلى أن التحريم أي تحريم القتال في هذه الأشهر باق وأنه لا يجوز لنا أن نبتدئ الكفار بالقتال فيها لكن يجوز لنا الاستمرار في القتال وإن دخلت الأشهر الحرم وكذلك يجوز لنا قتالهم إذا بدؤونا هم بالقتال في هذه الأشهر فالمسألة إذاً خلافية هل يجوز ابتداء القتال فيها أي في هذه الأشهر الأربعة الحرم أو لا يجوز ؟ والأمر في هذا موكول إلى ولاة الأمور الذين يدبرون أمور الحرب والجهاد.



670 Views