هل يمكن تحديد مفهوم الوعي بدقة سوف نتحدث كذلك عن هل يمكن اعتبار الوعي ادراك حسي؟ وأنواع الوعي والفرق بين الوعي واللاوعي كل تلك الموضوعات تجدونها من خلال مقالنا هذا.
محتويات المقال
هل يمكن تحديد مفهوم الوعي بدقة
المفهوم يكثر استعماله في الفلسفة، وهو يختلف عن الكلمة والمصطلح، فإذا كانت الكلمة يمكن تعريفها تعريفا لغويا محددا ودقيقا، والمصطلح أيضا يمكن تعريفه وفق ما اتفق عليه بين أهل التخصص، فإن المفهوم لا يمكن تعريفه تعريفا جامعا مانعا وذلك لأنه يتميز بالتجريد والشمولية والغموض والنسبية والتعددية، وهو ذو حمولة غنية ثقافيا وفكريا ومعرفيا، ولهذا فمحاولة فهمه تستدعي استحضار كل المقاربات السابقة وكذا ضبط العلاقات الحاصلة بين المفهوم وبين غيره من المفاهيم المرتبطة به.
هو نشاط عقلي مرتبط بخلايا الجهاز العصبي للدماغ ولا يمكن تصوره بدونه.
يرفض شونجو كعالم بيولوجي أن يكون الوعي موضوعا للدراسات الفلسفية واللاهوتية بل يجب تفسيره وإخضاعه للتجارب العلمية الدقيقة وأن كل نشاط عقلي هو عبارة عن نشاط عصبي مشروط فيزيولوجيا، فالحواس تتعرض إلى منبهات خارجية وتقوم بإرسالها إلى الجهاز العصبي للدماغ. وبالتالي كل نشاط عقلي هو نشاط عصبي.
هل يمكن اعتبار الوعي ادراك حسي؟
الوعي بالذات ليس إلا إدراكا حسيا وتحليل الأطروحة: يعتبر هيوم أن الوعي إدراك حسي لأنه لا يمكن للأنا أن يعي ذاته ويشعر بها من دون عملية إدراكية حسية.
وبزوال الإدراك الحسي يزول الوعي بالذات، ولا يعود الأنا موجودا.
أنواع الوعي
1-الوعي التأملي
وهو على عكس الأول يتطلب حضوراً ذهنياً قوياً، ويرتكز على قدرات عقلية عليا، كالذكاء، والإدراك، والذاكرة… ومن ثمة فإنه يمنعنا من أن نزاول أي نشاط آخر.
2-الوعي المعياري
الأخلاقي وهو الذي يجعلنا نصدر أحكام قيمة على الأشياء والسلوكات فنرفضها أو نقبلها، بناء على قناعات أخلاقية.
وغالباً ما يرتبط هذا النوع بمدى شعورنا بالمسؤولية تجاه أنفسنا والآخرين. انطلاقاً من هذا التصنيف الدلالي.
3-الوعي الحدسي
وهو الوعي المباشر والفجائي الذي يجعلنا ندرك أشياء، أو علاقات، أو معرفة، دون أن نكون قادرين على الإتيان بأي استدلال.
4-الوعي العفوي التلقائي
وهو ذلك النوع الذي يكون أساس قيامنا بنشاط معين، دون أن يتطلب منا مجهودا ذهنيا كبيرا، بحيث لا يمنعنا من مزاولة أنشطة ذهنية أخرى.
الفرق بين الوعي واللاوعي
بهدف توضيح مفهوم الوعي واللاوعي، تُشير بعض الأدلّة التجريبية إلى أنّ الظواهر اللاواعية تشمل المشاعر المكبوتة، والمهارات التلقائية، والتصورات المموهة، وردود الفعل التلقائية، وربما أيضًا تُشير إلى السلوك الجمعي، والرهاب والرغبات الخفية، ومن المفاهيم الرئيسة في نظرية التحليل النفسي أنّ العمليات اللاواعية تتمثل بشكل مباشرة في الأحلام، وكذلك في زلات اللسان والنكات.
-مفهوم الوعي يُشار إلى أنّ الوعي هو تجربة أوليّة، مثل تحريك الأشياء ورؤية الأشكال والإحساس بالأصوات والأحاسيس والعواطف والمشاعر في جسم الإنسان كما ترد من مصدرها وتسمّى هذه التجارب التي تعدّ مستقلة عن أيّ تأثير على السلوك بالوعي؛ لكن ومن ناحية أخرى يمكن أن يعدّ ظاهرة يمكن من خلالها الوصول إلى المعلومات في ذهن الأفراد من أجل الإبلاغ الشفهي عناها، والمنطق، والسيّطرة على السلوك، لذلك، عندما يقوم الإنسان بالتفكير فإنّ المعلومات حول ما يدّركه الفرد هي المعلومات الواصلة إلى وعيه؛ وعندما يقوم الفرد بالتأمّل، فإنّ المعلومات المتعلّقة بالأفكار تكون مدركّة وواعية وعندما يقوم الفرد بالتذكر فإنّ المعلومات المتعلّقة بالماضي تكون واعية، وهكذا، وقد أشار بعض الباحثين إلى أنّه يمكن التعرّف على ثمانية أنواع مختلفة بوضوح من الوعي .
-مفهوم اللاوعي يمكن اعتبار العقل اللاواعي هو العقل الذي يكون مصدر الأحلام والأفكار التلقائية -تلك التي تظهر دون أي سبب واضح-، ومخزن الذكريات المنسية -التي قد لا تزال في متناول الوعي في وقت لاحق-، وموقع المعرفة الضمنية -الأشياء التي تعلمناها جيدًا بحيث نقوم بها دون تفكير-. تجدر الإشارة إلى أنّ الوعي يتأثّر بأجزاء أخرى من العقل، ومن هذه الأجزاء هو اللاوعي باعتباره عادة شخصية، كونه غير مدرك من قبل الأفراد وباعتباره جزء من الحدس، تشمل بعض الظواهر المرتبطة بين الوعي واللاوعي ظواهر مثل؛ شبه الصحوة والذاكرة الضمنية والرسائل المموهة والهدوء والتنويم المغناطيسي، في حين أن النوم، والسير أثناء النوم، والحلم، والهذيان والغيبوبة قد تُشير إلى وجود عمليات غير واعية، فإنّ هذه العمليات تعدّ أعراضًا وليست عقلاً فاقدًا للوعي نفسه؛ وقد شكّك بعض النُقّاد في وجود اللاوعي