اثر التسامح مع الاخرين

كتابة منال العيسى - تاريخ الكتابة: 6 أغسطس, 2020 9:46
اثر التسامح مع الاخرين

اثر التسامح مع الاخرين وماهو مفهوم التسامح الحقيقي وكيفية تحقيق التسامح في المجتمع .

التسامح

يعتبر التسامح أحد المبادئ الإنسانية وما نعنيه هنا هو مبدأ التسامح الإنساني كما أن التسامح في دين الإسلام يعني نسيان الماضي المؤلم بكامل ارادتنا، وهو أيضاً التخلي عن رغبتنا في إيذاء الآخرين لأي سبب قد حدث في الماضي وهو رغبة قوية في أن نفتح أعيننا لرؤية مزايا الناس بدلا من أن نحكم عليهم ونحاكمهم أو ندين أحد منهم.
والتسامح أيضاً هو الشعور بالرحمة والتعاطف والحنان وكل هذا موجود في قلوبنا ومهم لنا ولهذا العالم من حولنا.
والتسامح أيضاً أن تفتح قلبك، وأن لا يكون هناك شعور بالغضب ولا لوجود المشاعر السلبية لأي شخص أمامك. وبالتسامح فإنك تستطيع أن تعلم بأن جميع البشر يخطؤون ولا بأس بأن يخطئ الإنسان.
والتسامح في اللغه معناه أيضا التساهل
فبالتسامح تكون لك نصف السعاده.
وبالتسامح تطلب من الخالق أن يسامحك ويغفر لك.
وبالتسامح تسامح أقرب الناس إليك والديك وأبناءك وكل من أخطأ بحقك.
كما أن التسامح ليس بالأمر السهل إلا لمن يصل إليه فيسعد.
ونعني بالتسامح أيضا أن تطلب السماح من نفسك أولاً ومن الآخرين.

اثر التسامح مع الاخرين

-يقوم التسامح في الأساس على الترفُّع عن صغائر الأمور، فنجد الشخص المتسامح إنسانًا واعيًا، لا يردّ الإساءة بالإساءة، وإنما يسعى إلى تجاهل إساءات الاَخرين، وذلك يجعله إنسانًا أرقى، ويجعله منشغلًا بما هو أهم في حياته من ردّ الإساءة للاَخرين.
-الإنسان المتسامح يشعر بالسلام الداخلي والرّضى عن النفس، فهو يتسامح مع الاَخرين لنيل هدفٍ سامٍ، وهو رضى الله ومحبته ونيل الأجر العظيم.
-الإنسان المتسامح محبوب بين الناس، وله مكانة رفيعة في قلوبهم، فهو إنسان مميز بالطيبة، وسعة الصدر، والحِلم.
-يعود التسامح على المجتمع أكمله بالخير، فالتسامح يزيد من أواصر المحبة بين أفراد المجتمع، ويُطفئ نيران الضغائن المشتعلة في قلوب الناس.
-يساهم التسامح في التقليل من نسب الجرائم، والثأر في المجتمع، كما ويقلّل من العنف والنزاعات والحروب.

التسامح في الإسلام

دعت جميع الأديان السماوية لضرورة التسامح بين الناس.
فقد حثت تعاليم الإسلام على التسامح، فورد في القرآن الكريم كثير من الآيات التي تحث على ضرورة التسامح بين الناس.
ولم يحث الإسلام المسلمين على التسامح بينهم وبين غيرهم من المسلمين فقط، بل حث على ضرورة مسامحة من يؤذوهم من أصحاب الديانات الأخرى كما ورد في القرآن الكريم بقوله تعالى :”وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ”.
والتسامح يحمل في طياته اللين والرفق ليس فقط العفو، فأول ما جاء به الإسلام هو عدم إجبار الآخرين على اعتناق الدين الإسلامي إلا بالرفق واللين والدليل على ذلك ما ورد في القرآن الكريم في قوله تعالى :” ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ”، وهذا ما دفع الكثيرين لاعتناقه في بداية الدعوة.
كما أباح الله سبحانه وتعالى في الإسلام للمسلم أخذ حقه ورد إساءة من أساء إليه لكنه فضل التسامح عليها في قوله تعالى :” وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ”.
ومظاهر التسامح في الإسلام جاءت أيضاً في تساهل الإسلام مع المسلمين في كثير من المواقف إن شقت عليهم فلن يأمر الله بالناس بالتساهل مع الناس ويشقق عليهم بأوامره، فأباح لهم التيمم بدلاً من الوضوء في حالات السفر لما به من مشقة أو عند المرض.
كما أباح لهم إمكانية عدم الصيام في رمضان لمن كان مريضاً أو على سفر على أن يصوموه لاحقاً.
وظهرت مظاهر الإسلام في التسامح أيضًا من خلال إباحته للتعايش مع أصحاب الديانات الأخرى والتعامل معهم ومصاهرتهم والأكل من طعامهم وتحقيق الأمان الذي يرجوه.
وحث الإسلام أيضًا على الاحترام في التعامل مع الآخرين ومجادلتهم بالتي هي أحسن وعدم إلحاق الأذى بهم بأي صورة.

أهم الأمور التي تزيد من قيمة التسامح في حياتنا

لكي نتعلم التسامح لابد من القضاء على ظاهرة التنمر، وهي المقصود بها إلقاء الاستهزاء بجميع الذين يختلفون عنها في الطبقة الاجتماعية والثقافية، بل التنمر على الشكل والهيئة والملبس والمأكل والمشرب وغيرها من جوانب الحياة.
التسامح ينبع من الأسرة خاصة الوالدين تجاه أطفالهم، ولكي يتعلم الطفل التسامح لابد أن يكون والديه على قدر من المسؤولية الهامة التي تساعد الطفل على الوصول لهذه القيمة من خلال الأقوال والأفعال على حد سواء.
ضرورة تعليم الصغار التسامح مع المختلفين معهم، واللعب من الأطفال الآخرين وإرسالهم إلى المخيّمات الصيفية وتعليمهم كيفية التعامل مع التنوّع العرقي والمجتمعي في محيطهم القريب والبعيد.
احترام العادات والتقاليد الحسنة في المجتمع وعدم الحط من شأنها في مواقع التواصل الاجتماعي والقنوات الإذاعية والتلفزيونية وغيرها من القنوات الشرعية للإعلام، وذلك لأن الثورة المفتعلة على العادات والتقاليد القديمة وإن كانت قديمة، من الأمور التي تساعد على العنف أو التنمر وغيرها من الصفات التي تنافي التسامح والقيم الإيجابية في المجتمع.
استخدام الثواب والعقاب بالشكل والهيئة الصحيحة الخالية من التشدد وذلك لتعليم الأطفال الصغار ان الحياة فيها النوعين من القيم وهي قيم الثواب والعقاب وهو الذي يختار الحياة على هذا الأساس، لكن يجب على الآباء والأمهات عدم التشدد حتى يتعلموا منهما التسامح حتى بعد ارتكاب الأخطاء.

أثر التسامح على الفرد والمجتمع

إنّ التّسامح يترك أثرًا طيبًا في قلب صاحبه، فهو يخلّصه من مشاعر الحقد والغلّ على من تعرض له، كما أنّه يترك أثرًا طيبًا في قلوب الناس المختلفين؛ إذ تنتشر المحبة والطيبة في المجتمع؛ فيُمارس الجميع حريّاته دون أن تنشب الخلافات أو المشاكل، ومن آثار التسامح أيضًا:
نيل رضا الله وبالتالي يرضى الإنسان عن نفسه، فيشعر بالسعادة وتزيد ثقته بنفسه؛ ممّا يزيد إنتاجيته ونشاطه فينشغل بأعماله عن تتبّع أخطاء الناس وزلّاتهم.
التسامح ينشر المحبة بين الناس كما قال تعالى: “وَلَا تَسْتَوِي الحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ” [فصلت:34]، فالإنسان الذي يسامح من أساء له يملك قلبه ويصبح صديقًا له وقريبًا منه، فتنتشر العاطفة في المجتمع.
التسامح يعزّز قيمة التعايش بين أفراد المجتمع المختلفين، ويصون الحريات العامة، فينعم الجميع بحياة كريمة وأمان وحرية تعبير وممارسة الطقوس والمعتقدات دون تعدٍّ أو مضايقة أو تحقير مِمَّن يختلف عنهم في معتقد أو عرق أو ثقافة.
الأثر النفسي والصحي؛ فسليم الصدر المرتاح نفسيًّا هو من لا يحمل غلًّا ولا حقدًا في قلبه وهذا يؤثر على سلامة الجسد أيضًا؛ فحسب دراسة أجراها علماء من جامعة تينيسي لملاحظة أثر التسامح على الأفراد لاحظوا زيادةً في ضغط الدم وزيادة التوتر العضلي على 20 شخصًا ممّن خضعوا للدراسة واعتُبروا متهوّرين وغير متسامحين مقارنةً مع العشرين الآخرين الذين أظهروا تسامحًا حول مناسبتين شعروا فيهما بالخداع والخيانة.
التسامح يصنع مجتمعًا قويًا متماسكًا لا وجود للفتن والمشاكل فيه.
التسامح يغلّب المصلحة العامة على الخاصة، فلا يفكّر الفرد في نفسه فقط بل يبحث عن استقرار مجتمعه وأمانه.



470 Views