مقدمة عن التسامح واهميته في حياتنا وللمجتمع ايضا وماهي اهم فوائد التسامح كل ذلك سنتعرف عليه في هذه المقالة.
محتويات المقال
التسامح
إن التسامح هو الطريق إلى الله والحب والسعادة وهو الجسر الذي يتيح لنا مفارقة الذنب واللوم والخزي وإنه يعلمنا إن الحب أساس السعادة.
التسامح ينقي الهواء ويطهر القلب والروح ويجعلنا علي صلة بكل شئ مقدس فمن من خلال التسامح نجد أنفسنا مرتبطين بتعرف ما هو أكبر من أنفسنا ومتعرف ما هو وراء تصورنا وفهمنا الكامل إنه ليدعونا إلى إن نستشعر الأمن والاستقرار النفسى .
التسامح هو أن ننسي الماضي الأليم بكامل ارادتنا إنه القرار بألا نعاني أكثر من ذلك وأن تعالج قلبك وروحك إنه الاختيار ألا تجد قيمة للكره أو الغضب وانه التخلي عن الرغبة في إيذاء الآخرين بسبب شئ قد حدث في الماضي إنه الرغبة في أن نفتح أعيننا علي مزايا الآخرين بدلا من عيوبهم .
لا شك أن مبدأ التسامح عظيم، لأننا كلنا أهل خطأ، ونحتاج كثيراً إلى من يصفح عنًا ويحلم علينا، ليصنع لنا بذلك معروفاً ندين له به أبداً….فكلنا نخطئ ،و نذنب ،و كلنا يحتاج إلى مغفرة. و”التسامح هو الممحاة التي تزيل آثار الماضي المؤلم”
قال تعالى: “وإن تعفو أقرب للتقوى” ..وقال صلى الله عليه وسلم: “احسن وأفضل أخلاق أهل الدنيا والآخرة أن تصل من قطعك وتعطي من حرمك وتعفو عمن ظلمك . التسامح يجعل عب الحياة أقل ثقلا مما هى عليه . يخلق التسامح عالما نمنح فيه حبنا لأي إنسان”التسامح هو اقصر طريق إلى الله .
العفو والتسامح من مكارم الأخلاق
التسامح والعفو عن الناس من أهم مكارم الأخلاق التي أوصانا الله تعالى ورسوله الكريم بها ، فقد كان رسول الله – صل الله عليه وسلم – هو رمز العفو والتسامح والرحمة بالمسلمين وغير المسلمين ، وقد ظهر ذلك جليًا في العديد من المواقف النبوية العظيمة ، ومن أشهر تلك المواقف هو أن أحد اليهود كان دائمًا ما يُلقي بالقمامة أمام منزل رسول الله صل الله عليه وسلم ، وما كان من رسول الله إلا أن يقوم بالتخلص من هذه القمامة دون أن يؤذيه .
وفي أحد الأيام ، لم يأت الرجل اليهودي ولم يضع القمامة أمام منزل رسول الله ، وهنا قام رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه بالذهاب إلى منزله والاطمئنان عليه والسؤال عن حاله وصحته ، وهنا وقف الرجل اليهودي في حالة من الذهول أمام كرم وتسامح وعفو سيدنا محمد صل الله عليه وسلم .
وقد كان صحابة رسول الله رضي الله عنهم ينتهجون نهج الرسول الكريم في العفو والتسامح ، وكانوا يتعاملون بالرحمة والتسامح سواء فيما بينهم أو مع باقي الناس من المسلمين وغير المسلمين ، ويُعد هذا الخلق العظيم من أهم الصفات التي تُساعد على نيل الثواب في الدنيا وفي الاخرة ؛ لأن المتسامح يُساعد بشكل كبير على نشر الخير والوئام والمحبة بين الناس ، ولكن بشرط أن يكون هذا التسامح نابعًا من القلب ومنزهًا من أي أغراض أخرى دون رضا الله عز وجل .
حديث عن التسامح
-جاءت بعض الأحاديث النبوية الشريفة التي تحديث عن أهمية العفو والتسامح ، ومنها ما جاء عن معاذ بن أنس الجهني – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلَّ الله عليه وسلم – قال : { مَنْ كَظَمَ غَيْظًا وَهُوَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنْفِذَهُ ، دَعَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى رُءُوسِ الْخَلاَئِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُخَيِّرَهُ اللَّهُ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ مَا شَاءَ } رواه أبو داود والترمذي .
-وما جاء أيضًا عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلَّ الله عليه وسلم – قال : { لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرَعَةِ ، إِنَّمَا الشَّدِيدُ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الغَضَبِ } رواه البخاري
أشياء رئيسية نتعلم منها التسامح
التسامح من المعاني التي نفتقدها خاصة في السنوات الأخيرة، إلا أن القيمة العظيمة تلك قد ترجع مرة أخرى إذا التزمنا بالتعاليم الدينية الراسخة، والعادات والتقاليد الاجتماعية الإيجابية و العتيدة منذ سنوات وسنوات في حياتنا، وفي النقاط التالية نتعرف سوياً على أهم الأمور التي تزيد من قيمة التسامح في حياتنا:
لكي نتعلم التسامح لابد من القضاء على ظاهرة التنمر، وهي المقصود بها إلقاء الاستهزاء بجميع الذين يختلفون عنها في الطبقة الاجتماعية والثقافية، بل التنمر على الشكل والهيئة والملبس والمأكل والمشرب وغيرها من جوانب الحياة.
التسامح ينبع من الأسرة خاصة الوالدين تجاه أطفالهم، ولكي يتعلم الطفل التسامح لابد أن يكون والديه على قدر من المسؤولية الهامة التي تساعد الطفل على الوصول لهذه القيمة من خلال الأقوال والأفعال على حد سواء.
ضرورة تعليم الصغار التسامح مع المختلفين معهم، واللعب من الأطفال الآخرين وإرسالهم إلى المخيّمات الصيفية وتعليمهم كيفية التعامل مع التنوّع العرقي والمجتمعي في محيطهم القريب والبعيد.
احترام العادات والتقاليد الحسنة في المجتمع وعدم الحط من شأنها في مواقع التواصل الاجتماعي والقنوات الإذاعية والتلفزيونية وغيرها من القنوات الشرعية للإعلام، وذلك لأن الثورة المفتعلة على العادات والتقاليد القديمة وإن كانت قديمة، من الأمور التي تساعد على العنف أو التنمر وغيرها من الصفات التي تنافي التسامح والقيم الإيجابية في المجتمع.
استخدام الثواب والعقاب بالشكل والهيئة الصحيحة الخالية من التشدد وذلك لتعليم الأطفال الصغار ان الحياة فيها النوعين من القيم وهي قيم الثواب والعقاب وهو الذي يختار الحياة على هذا الأساس، لكن يجب على الآباء والأمهات عدم التشدد حتى يتعلموا منهما التسامح حتى بعد ارتكاب الأخطاء.
إن التسامح من القيم التي لا توجد في مجتمعنا الآن، ولعل السبب هذا هو من جعل انتشار العنف والتنمر والتحرش وغيرها من الصفات السيئة تنتشر في المجتمع على حساب قيمة التسامح.
التسامح وأثره على الفرد والمجتمع
التسامح من الأخلاق الحميدة التي حثنا ديننا الإسلامي الحنيف عليها، فالشخص المتسامح محبوباً بين الناس، فلا يحمل في قلبه أي بغضاء ولا شحناء ولا ضغينة ولا حقد، والشخص المتسامح يكون من الأشخاص الأقوياء الذين يملكون القول الرحيمة والمليئة بالغفران والحب، فيترك المتسامح الأثر الإيجابي الجميل في المجتمع.
المتسامح يدخل إلى قلوب الناس دون تكلف أو عبء وإرهاق لهم، فالشخص المتسامح يمنح الاشخاص الذين يتعامل معهم الشعور بالإرتياح والسرور، إذ إن التعامل بالمسامحة والعفو تعمل على زيادة ترابط أفراد المجتمع.
كيفية تعلم التسامح
يُمكن للإنسان تعلم المعاني القيمة للتسامح ويكتسب المهارات العظيمة في العفو والرحمة والمغفرة، إذ يُمكن للأهل تعليم أبنائهم التسامح من خلال ما يلي:
الانتباه إلى تصرف الأطفال وتعديل تصرفاتهم بما يُوافق المجتمع، ودب روح المسامحة والعفو في نفوسهم.
الأخذ بعين الإعتبار الأثر القوي لوسائل التواصل الإجتماعي، وغيرها من الثقافات المختلفة، والحرص على اختيار الألعاب والموسيقى والكتب.
لغة الرفض وخيبة الأمل من الصور النمطية السيئة التي يُمارسها البعض ضد الأشخاص المختلفين في الوسائط المختلفة.
الإجابة على أسئلة الأطفال الخاصة بالتسامح بصدق وأمانة، ليتعلموا المناقشة والتفاهم.
تشجيع الأطفال على اللعب مع الأطفال، من خلال التحاقهم بالمخيمات الصيفية، أو من خلال تسجيلهم في المدارس المتنوعة عرقياً.
تعليم الأطفال أهمية التسامح وقيمته وترسيخ حقوق الغير في نفوسهم.
احترام التقاليد والقوانين الخاصة بالأشخاص والعائلات.
استخدام كلاً من الثواب والعقاب في تعليم الأطفال كيفية إصلاح أخطائهم.