المراهقين وكيفية التعامل معهم

كتابة ندى الهاجري - تاريخ الكتابة: 20 مارس, 2020 5:25
المراهقين وكيفية التعامل معهم

نقدم اليكم موضوع رائع عن المراهقين ومشاكل المراهقين من خلال موضوعنا عن المراهقين وكيفية التعامل معهم.

تعريف المراهقة:
ترجع كلمة “المراهقة” إلى الفعل العربي “راهَق” الذي يَعني: الاقتراب من الشيء، فراهَق الغلام فهو مُراهِق؛ أي: قارَب الاحتلام، ورَهقْت الشيء رهقًا؛ أي: قَرُبْت منه، والمعنى هنا يشير إلى الاقتراب من النُّضج والرشد؛ قال ابن فارس: “الراء والهاء والقاف أصلان متقاربان، فأحدهما: غَشَيان الشيء الشيءَ، والآخر العجلة والتأخير؛ فأمَّا الأول، فقولهم رهَقه الأمر: غَشِيه…، قال – جل ثناؤه -: ﴿ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ ﴾ [يونس: 26].
والمراهق: الغلام الذي دانى الحُلُم…، وأرْهَق القوم الصلاة: أخَّروها حتى يدنو وقت الصلاة الأخرى، والرَّهَق: عَجَلة في كذبٍ وعَيْبٍ”، والأصلان اللذان تدور حولهما هذه المعاني لهما صِلة بهذا المصطلح.
وذُكِر في لسان العرب معاني عِدَّة للرَّهَق؛ منها: الكذب، والخِفة، والحِدَّة، والسَّفه، والتُّهمة، وغَشَيان المحارم وما لا خيْرَ فيه، والعَجلة، والهلاك، ومعظم هذه المعاني موجودة لدى المراهق.
أما المراهقة في علم النفس، فتعني: “الاقتراب من النُّضج الجسمي والعقلي، والنفسي والاجتماعي”، ولكنَّه ليس النُّضج نفسه؛ لأنَّ الفرد في هذه المرحلة يبدأ بالنُّضج العقلي والجسمي، والنفسي والاجتماعي، ولكنَّه لا يصل إلى اكتمال النُّضج إلاَّ بعد سنوات عديدة قد تصل إلى 10 سنوات.
سلوك المراهق
مع التأكيد على الفروق الفردية بين المراهقين، والفروق الثقافية بين مجتمعٍ وآخر في التعامل معهم وتأثير ذلك على تشكيل هذه المرحلة، فإن المراهقة تشهد حالة فريدة دماغيًا وهرمونيًا، وحتى وقت قريب نسبيًا، كان يعتقد أن الدماغ يتطور بنشاط فقط أثناء الطفولة، ولكن في العقدين الأخيرين، أكد الباحثون أن الدماغ يمر بتغيرات هائلة في مرحلة المراهقة، سواء من حيث تركيبته، أو كيفية عمله.
وبسبب تطور دماغه يمكن أن تتغير حالته المزاجية بسرعة، لا يستطيع التعامل دومًا مع مشاعره المتغيرة ولا التحكم في ردود أفعاله تجاه الأحداث غير المتوقعة، وقد يؤدي هذا أحيانًا إلى حساسية مفرطة، وفي المقابل قد يؤدي إلى غضب وفظاظة، وهو كذلك يتعلم التعبير المستقل عن أفكاره، وهذا جزء أساسي من النمو، لكنه لا يزال يتعلم كيفية التعامل مع الاختلاف في الرأي.
المراهقة صعوبات ومشاكل
تعد المراهقة من أصعب المراحل التي يعيشها الإنسان نظراً للتغير في البنية الجسمية والعقلية والنفسية. فينتج عن تلك التغيرات شخص مختلف تماماً عن ما كان في السابق. بلوغ الطفل هو أحد أهم علامات المراهقة حيث تبتدئ منذ البلوغ ولفترة تصل لعشر سنوات. ففي هذه المرحلة يواجه مشاكل عدة منها الاضطراب النفسي والقلق وخمول وفي بعض الأحيان تمتد للتمرد فيصور له أن والديه متسلطان !
آثار مرحلة المراهقة على الأولاد
لنلقي الضوء على أبرز آثار هذه المرحلة حتى يتسنى لنا معرفة كيفية التعامل مع الأولاد المراهقون . أولاً: الصراع النفسي حيث يكون المراهق تحت الضغط الداخلي ففي الأمس كان طفلاً واليوم أصبح رجلاً. وثاني هذه المشاكل هي الانفعالية الزائدة و العصبية لأقل الأسباب مما يسبب له في كثير من الأحيان اكتئاب وإحباط. أما البعض عند المراهقة يصبح انطوائيا خجلاً من التغير الجسدي الحاصل نتيجة للبلوغ. كما يشاع في هذه المرحلة التصرفات الغير لائقة فلا يهتم بشعور من حوله حتى و إن كانا والديه , فكثير منهم يشتم ويضرب فيصبح عالقاً بمشاكل لا عد لها. هذه لمحة عن أهم الآثار الناتجة عن مرحلة المراهقة و ليست حصراً لها.
خطوات لكسب صداقة الابن المراهق
1- لابد من التعرف عن طريق القراءة بالكتب أو دخول عالم النت على طبيعة مرحلة المراهقة، وكيفية التعامل معها حتى تمر بسلام دون مشاكل.
2- المراهق يحتاج لإشباع حاجاته المعنوية من حب ورعاية وتقدير لذاته ورأيه أكثر من الاهتمام باحتياجاته المادية من مأكل ومشرب ومصروف، فلا تدفع ابنك للفضفضة مع آخرين، واخذ المعلومة الخاطئة منهم.
3- اعرف أن جلوس الابن مع الأصدقاء والحديث الطويل معهم، أو السهر أمام الفضائيات، وتشجيعك للنجاح الدراسي ليس كل شيء في حياة المراهق، بل هو جزء من النجاحات التي يطلبها الابن ويسعى إليها.
4- بالنقاش والمحاورة ومشاركة الابن في التعليق على الأحداث؛ أسرية كانت أو اجتماعية أو سياسية تضيف له الكثير؛ تستطيع أن تجعل ابنك يتقبل نفسه ويحترم ذاته ويحبها ويحب الآخرين ويحترمهم بدرجة كبيرة ومعقولة.
5- أعطه الحب ومده بالأمان، وادخل في قلبه وعقله ثقافة الفروق؛ بأن لكل فرد ظروفه وقدراته، وكلنا ليس شخصا واحدا، ولكل إنسان بصمته الخاصة.
6- حدثه عن الفروق بين الإخوة في البيت الواحد، وانطلق بعدها للحديث عن الأصحاب واختلافاتهم بهدف عدم تقليدهم أو الاقتداء بهم في كل قول وعمل.
ما سر صعوبة التعامل مع المراهقين؟
إن تربية المراهقين ليست دوماً سهلة، نعم في حالات نادرة قد يكون الأمر بسيطاً للغاية بسبب بعض العوامل مثل الوراثة على سبيل المثال، ولكن الطبيعي أن تلك الفترة تحمل الكثير من التحديات والتغيرات للمراهق وللأهل أيضاً.
إن فهم طبيعة المراهقين وأن أفعالهم ومواقفهم هي نتيجة التغيرات الفسيولوجية والاضطرابات العاطفية التي يمرون بها، يمهد الطريق أمام الآباء لكيفية التعامل معهم، ويوفر عليهم الكثير من المعاناة.
كيفية التعامل مع المراهقين الذكور
إن الأولاد تحديداً في سن المراهقة يكون لديهم حس الأنا المرتفع بشكل كبير، والميل إلى الاستقلال والقيادة وتبني الآراء والتوجهات المختلفة عن الأسرة، كما قد يكون لديهم ميل أكبر للصراع والخلاف مع ذويهم.
ولفهم كيفية التعامل مع المراهقين الذكور يجب بالطبع أولاً معرفة التغيرات الهرمونية والنفسية والعاطفية والجسدية التي يمر بها ابنك المراهق، حيث تتحكم هذه التغيرات بشكل شبه كامل في تصرفات وسلوك المراهق، خاصة في فترة البلوغ.
فنون التعامل مع الأولاد المراهقين
فحتى تتجنب تلك الآثار أو حتى بعضا منها فلابد أن تتعامل مع أولادك المراهقون بفن و مهارة. من أجمل الفنون للتعامل معهم هو أن تصادق أولادك في مرحلة المراهقة حتى تزال جميع الحواجز بينك وبين الولد المراهق فلا يخجل من ذكر اهتماماته ورغباته ولا يتمرد عليك برفع الصوت. مساعدة المراهق باختيار صحبته أمر هام لا بد أن يعي الآباء لها حيث أن الصحبة الصالحة لها التأثير الإيجابي على حياة الفرد ومستقبله. بالإضافة لما ذكر سابقاً, عليك بتفهم احتياجات ولدك المراهق حتى وإن كانت تتعارض مع ما نشأت عليه في السابق فمراعاة التغير الزمني مهم جداً.
تخطى مراهقة ولدك بأمان
بامتلاك تلك المهارات للتعامل مع أولادك في سن المراهقة ترسيك على بر الأمان. يصبح حينها المراهق كوًن شخصية تتخطى الصعوبات وأثبت ذاته بالسلوكيات الإيجابية وتختفي لديه أعراض العنف حتى يكون وقتها محبوباً في محيطه. هذه نتائج تعاونك معهم. فلا داعي للخوف على مستقبل المراهق , فحياتهم ليست بالسوء الذي يظهره الإعلام فتصرفاتهم مجرد مرآة تصور الاضطرابات الداخلية إلى سلوكيات خارجية يمكن توجيهها بالتعامل الحسن.



577 Views