قصة عيد الغدير

كتابة امتنان العلي - تاريخ الكتابة: 1 أبريل, 2020 10:44
قصة عيد الغدير

قصة عيد الغدير سوف نتناول عنها الكثير من المعلومات واهم اسبابه وسبب تسميته بهذا الاسم من خلال هذه المقالة.

عيد الغدير

عيد الغدير هو عيد يحتفل به المسلمون الشيعة يوم 18 من ذي الحجة من كل عام هجري احتفالًا باليوم الذي خطب فيه النبي محمد خطبة عيَّن فيها علي بن أبي طالب مولًى للمسلمين من بعده حسب نص الحديث، حيث يعتقد الشيعة بأن النبي قد أعلن عليًّا خليفة من بعده أثناء عودة المسلمين من حجة الوداع إلى المدينة المنورة في مكان يُسمى بـ “غدير خم” سنة 10 هـ. وقد استدلّ الشيعة بتلك الخطبة على أحقية علي بالخلافة والإمامة بعد وفاة النبي محمد، حيث النبي قال في ذلك اليوم: “من كنت مولاه فهذا علي مولاه” بينما يرى أهل السنة أنه قد بيّن فضائل علي للذين لم يعرفوا فضله، وحث على محبته وولايته لما ظهر من ميل المنافقين عليه وبغضهم له، ولم يقصد أن يوصيَ له ولا لغيره بالخلافة. كما يَعتَقدون أن الأية القرآنية:”اليوم أكملت لكم دينكم” لم تنزل في ذلك اليوم لأن الآية نزلت قبل ذلك بعرفة في حجة الوداع كما هو ثابت عند أهل السنة في الصحيحين من حديث عمر. يُعتبر عيد الغدير العيد الثالث والأخير في السنة الهجرية، ويكون تاريخه بعد عيد الأضحى بأسبوع تقريبًا.

التسمية

يُسمَّى العيد عند الشيعة بـعيد الغدير نسبة إلى المكان الذي وقعت عنده الخطبة، وهو غدير خم القريب من الجحفة تحت شجرة هناك. والغدير هو حسب معجم اللغة العربية المعاصر “مياه راكدة، قليلة العمق، يغادرها السَّيلُ”. كما يُسمَّى أيضًا عند الشيعة بـعيد الولاية كونه اليوم الذي ولّى فيه الرسول محمد علي بن أبي طالب وليًّا للمسلمين كما يعتقدون. وليوم الغدير أيضا أسماء آخرى عندهم، فاسمه في السماء يوم العهد المعهود، وفي الأرض يوم الميثاق المأخوذ والجمع المشهود.

تاريخ الاحتفال

يقول المسعودي المتوفى 346 هـ: «وأبناء علي رضي الله عنه وشيعته يعظمون هذا اليوم»، يصنِّف البيروني في كتابه الآثار الباقية عن القرون الخالية المكتوب عام 390 هـ هذا اليوم ضُمن أحداث ذي الحجة، ويذكره باسم غدير خم. وقبل ذلك كله روى الفياض بن محمد بن عمر الطوسي عن الإمام الرضا المتوفى سنة 203 هـ، أنه كان يحتفل بذلك اليوم، حيث قال: «حضرتُ مجلسَ مولانَا عليِّ بن موسى الرِّضا في يوم الغدير وبِحضرته جماعةٌ من خواصِّه قد احتبسهُمْ عندهُ للإِفطار معهُ قد قدَّم إِلى منازلهمْ الطَّعام والْبُرَّ وأَلبسهمُ الصِّلاةَ والكسْوَةَ حتَّى الخواتيمَ والنِّعال.» وقد تواصل تعظيم لذلك اليوم حتى أن الخليفة الفاطمي المستعلي بالله بُويع في يوم عيد غدير خم، وهو الثامن عشر من ذي الحجة سنة سبع وثمانين وأربعمائة.
وفي القرون المتأخرة وصل حال هذا اليوم إلى حدّ اصبح الاحتفال بعيد الغدير شعاراً للشيعة.
وكان الفاطميون في مصر قد اضفوا على عيد الغدير صفة الرسمية، وهكذا الأمر في إيران حيث يتحفل بذلك اليوم منذ تسنم الشاه إسماعيل الصفوي السلطة عام 907 هجرية وحتى يومنا هذا بصورة رسمية. أمّا النجف الاشرف فقد اعتاد أهلها إقامة حفل بهيج في الصحن العلوي يوم الثامن عشر من ذي الحجة يحضروه علماء الشيعة ووجهاؤهم بالإضافة إلى سفراء الدول الاسلامية في العراق، وتلقى في ذلك الحفل الكثير من القصائد والخطب. وهكذا الأمر بالنسبة إلى الشيعة الزيدية في اليمن حيث تحيي هي الأخرى ذلك اليوم بكل إجلال وبهاء.
وقد وصف الثعالبي مكانة الغدير عند الشيعة بقوله: وللشيعة به تعلق كبير.

أعمال عيد الغدير

ورد لهذا اليوم العديد من الأعمال التي يستحب العمل بها عند الشيعة، منها:
-الصوم
-الغسل
-زيارة أمير المؤمنين
-قراءة دعاء الندبة
-تهنئة المؤمنون لبعضهم البعض و ذلك بقول: ( الحمد لله الذي جعلنا من المتمسكين بولاية أمير المؤمنين و الأئمة عليهم السلام).
-مؤاخاة المؤمن لأخيه المؤمن بقوله «وآخيتك في الله و صافيتك في الله و صافحتك في الله و عاهدت الله و ملائكته و رسله و أنبياءهُ و الأئمة المعصومين عليهم السلام على أني إن كنت من أهل الجنة و الشفاعة و أُذِن لي بأن أدخُل الجنة لا أدخُلُها إلاّ و أنت معي». ثم يقول أخوه المؤمن: “قَبِلتُ”، ثم يقول «أسقطتُ عنك جميع حقوق الأخوةِ ما خلا الشفاعة و الدعاء و الزيارة»

قصة عيد الغدير

مسجد غدير خم
وهو قريب من الجحفة المسمّاة في هذا الزمان رابغ بين مكّة والمدينة في منتصف الطريق تقريباً وهو عامر مشهور ، روى الشيخ الصدوق-قدس سره – في الفقيه بسنده عن الامام الصادق (عليه السلام) انّه يستحبّ الصلاة في مسجد الغدير، لانّ النّبي (صلى الله عليه واله) أقام فيه أمير المؤمنين (عليه السلام) وهو موضع أظهر الله فيه الحق .

احداث الغدير (مختصرة)

لمّا انتهت مراسيم الحج، قرّر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الرحيل عن مكة المكرمة ، والعودة الى المدينة، فأصدر امراً بذلك، ولمّا بلغ موكب الحجيج العظيم الى منطقة «رابغ»(رابغ تقع الآن على الطريق بين مكة والمدينة.) التي تبعد عن «الجحفة»(من مواقيت الإحرام وتنشعب منها طرق المدنيين والمصريين والعراقيين.) بثلاثة أميال، نزل امين الوحي جبرئيل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بمنطقة تدعى «غدير خم»، وخاطبه بالآية التالية:
{يا أيُّها الرَّسُولُ بَلُّغ مَا أُنزِلَ إِلَيكَ مِن رَبِّكَ وإن لمّ تَفعَل فَما بَلَّغتَ رِسالَتهُ وَاللهُ يَعصِمُكَ مِنَ النّاسِ} (المائدة / 67.).
إنّ لسان الآية وظاهرها يكشف عن أن الله تعالى ألقى على عاتق النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم مسؤولية القيام بمهمّة خطيرة، وأيّ امر اكثر خطورة من أن ينصّب علياً (ع) لمقام الخلافة من بعده على مرأى ومسمع من مائة ألف شاهد؟!
من هنا أصدر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أمره بالتوقّف، فتوقّف طلائع ذلك الموكب العظيم، والتحق بهم من تأخر.
لقد كان الوقت وقت الظهيرة ، وكان المناخ حارّاً الى درجة كبيرة جداً، وكان الشخص يضع قسماً من عباءته فوق رأسه والقسم الآخر منها تحت قدميه،وصنع للنبي صلى الله عليه وآله وسلم مظلّة وكانت عبارة عن عباءة أُلقيت على اغصان شجرة (سمرة)، وصلّى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالحاضرين الظهر جماعة وفيما كان الناس قد أحاطوا به صعد صلى الله عليه وآله وسلم على منبر أعدّ من احداج الإبل وأقتابها، وخطب في الناس رافعاً صوته، وهو يقول:
« الحمد لله ونستعينه ونؤمن به ونتوكل عليه، ونعوذ به من شرور أنفسنا، ومن سيئات اعمالنا الذي لا هادي لمن اضلّ، ولا مضلّ لمن هدى، وأشهد أن لا إله إلاّ هو، وأنّ محمداً عبده ورسوله.
أمّا بعد: ايّها الناس انّي أوشك ان أدعى فأجيب، وأنّي مسؤول وأنتم مسؤولون فماذا انتم قائلون؟»
قالوا: نشهد أنّك قد بلّغت ونصحت وجهدت، فجزاك الله خيراً.
قال صلى الله عليه وآله وسلم: «ألستم تشهدون أن لا إله إلاّ الله، وأنّ محمداً عبده ورسوله، وأنّ جنّته حق، وأنّ الساعة آتية لا ريب فيها، وأنّ الله يبعث من في القبور؟».
قالوا: بلى نشهد بذلك.
قال صلى الله عليه وآله وسلم : «اللّهمّ اشهد».
ثمّ قال صلى الله عليه وآله وسلم: «وإنّي تارك فيكم الثقلين ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا أبداً».
فنادى مناد: بأبي أنت وأمي يا رسول الله وما الثقلان؟
قال صلى الله عليه وآله وسلم: « كتاب الله سبب طرف بيد الله، وطرف بأيديكم، فتمسّكوا به، والآخر عترتي، وانّ اللطيف الخبير نبّأني إنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض، فلا تقدموهما فتهلكوا، ولا تقصروا عنهما فتهلكوا».
وهنا اخذ بيد «عليّ _ عليه السلام _ » ورفعها، حتى رؤي بياض ابطيهما، وعرفه الناس اجمعون ثمّ قال:
«أيّها الناس من أولى الناس بالمؤمنين من أنفسهم؟»
قالوا: الله ورسوله أعلم
فقال صلى الله عليه وآله وسلم:
«إنّ الله مولاي وأنا مولى المؤمنين وأنا اولى بهم من أنفسهم، فمن كنت مولاه فعليّ مولاه .
اللّهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، وأحب من أحبّه، وابغض من بغضه
وأدر الحق معه حيث دار »
فلمّا نزل من المنبر، استجاز حسان بن ثابت شاعر عهد الرسالة في أن يفرغ ما نزل به الوحي في قالب الشعر، فأجازه الرسول، فقام وأنشد:
يناديهم يوم الغدير نبيّهم *** بخمّ وأكرم بالنبيّ مناديا
يقول فمن مولاكم ووليكم *** فقالوا ولم يبدوا هناك التعاميا
إلهك مولانا وأنت وليّنا *** ولم تَرَ منّا في الولاية عاصيا
فقال له قم يا عليّ فانّني *** رضيتك من بعدي إماماً وهاديا
فمن كنت مولاه فهذا وليّه *** فكونوا له أنصار صدقٍ مواليا
هناك دعا: اللهّم! وال وليّه *** وكن للذي عادى علياً معاديا



1123 Views