سنتعرف من خلال هذه المقالة على طرق حفظ القران وكيف احفظ القران بسرعة من خلال بعض الخطوات البسيطة.
حفظ القرآن الكريم
يعتبر القرآن الكريم منهج حياة وأسلوب هداية صالح في كلّ زمان ومكان، فهو خير كتاب نزل على وجه الأرض إذ قال تعالى: {إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا} [الإسراء: 9]، وكلنّا يتمنّى حفظ القرآن الكريم ابتغاء مرضاة الله جلّ وعلا وابتغاء الثواب العظيم الذي أعدّه لأهل القرآن الذين هم أهله وخاصته، إذ جعل في كلّ حرف حسنة، وجعل الحسنة بعشر أمثالها، وجعل القرآن شفيعًا لصاحبه يوم لا ينفع مال ولا بنون، ناهيك عن طيب العيش لحافظ القرآن في الدنيا، وراحة البال، وسنتحدث في هذا المقال عن وسائل تساعد كل مسلم على حفظ كتاب الله، علمًا أن حفظ القرآن هو فرض كفاية على المسلمين، أي أنّه ليس واجبًا على كل مسلم، فإن حفظه أحدهم سقط عن الباقين، لكن علينا جميعًا أن نسعى لحفظه؛ لأنّ نفعه يعود على الحافظ وحده ولبس تاج الوقار يوم القيامة خاصّ بوالديّ الحافظ وحده أيضًا.
كيف تحفظ القرآن الكريم
احضر ورقة واكتب في أعلاها هدفك وهو “أنا أحفظ القرآن كاملاً بعون الله”، ولكي يتحقق الهدف عليك بأربعة أمور أساسية لابد من توفرها للحافظ وهي كالتالي.
لا تشك أبداً بأنك لن تحفظ وتأكد من نفسك أنك ستحقق هذا الهدف، الرجاء هذا الجانب لا يهمل إطلاقاً.
ضع لنفسك نموذج، أي إنسان يكون قدوة ولا أحد أجدر بالقدوة من رسولنا الكريم محمد فى القرآن الكريم وامورنا كلها.
دون كل ما سيحدث إن حفظت القرآن، من تذكر ثواب الحفظ وتذكر قول الله (اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل الحديث”.
كلما حفظت وتقدمت في الحفظ قدم لنفسك هدية فعندما تحفظ سورة البقرة قدم لنفسك هدية عينية، حتى تواصل الحفظ.الطريقة السريعة للحفظ مع التمثيل بوجه واحد من سورة الجمعة ما يلي.
تقرأ الآية الأولى عشرين مرة: {يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ}.
تقرأ الآية الثانية عشرين مرة: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ}.
تقرأ الآية الثالثة عشرين مرة: {وَآَخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}.
تقرأ الآية الرابعة عشرين مرة: {ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ}.تقرأ هذه الأربع من أولها إلى آخرها للربط بينها عشرين مرة.
تقرأ الآية الخامسة عشرين مرة: {مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}.
تقرأ الآية السادسة عشرين مرة: {قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}.
تقرأ الآية السابعة عشرين مرة: {وَلَا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ}.
تقرأ الآية الثامنة عشرين مرة مثل {قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}.
تقرأ من الآية الخامسة إلى الآية الثامنة عشرين مرة للربط بينها.
تقرأ من الآية الأولى إلى الآية الثامنة عشرين مرة لإتقان هذا الوجه.
الجمع بين الحفظ والمراجعة
لا تحفظ القرآن بدون مراجعة، فذلك لو حفظت القرآن وجهًا حتى تختم القرآن، وأردت الرجوع إلى ما حفظته وجدت نفسك قد نسيت ما حفظته، والطريقة المثلى أن تجمع بين الحفظ والمراجعة.
وقسم القرآن عندك ثلاثة أقسام كل عشرة أجزاء قسم، فإذا حفظت في اليوم وجهًا فراجع أربعة أوجه حتى تحفظ عشرة أجزاء، فإذا حفظت عشرة أجزاء، توقف شهرًا كاملاً للمراجعة، وكل يوم تراجع ثمانية أوجه.
وبعد شهر من المراجعة ابدأ في بقية الحفظ تحفظ وجهًا أو وجهين حسب القدرة، وتراجع ثمانية أوجه حتى تحفظ عشرين جزءًا فإذا حفظت عشرين جزءاً، توقف عن الحفظ مدة شهرين لمراجعة العشرين جزءاً، كل يوم تراجع ثمانية أوجه، فإذا مضى شهران على المراجعة، ابدأ في الحفظ كل يوم وجها أو وجهين حسب القدرة، وتراجع ثمانية أوجه حتى تنتهي من حفظ القرآن كاملاً.
فإذا انتهيت من حفظ القرآن، راجع العشرة الأجزاء الأولى بمفردها مدة شهر، كل يوم نصف جزء، ثم تنتقل إلى العشرين جزءاً مدة شهر، كل يوم نصف جزء، وتقرأ من العشرة الأجزاء الأولى ثمانية أوجه، ثم تنتقل إلى مراجعة العشرة الأخيرة من القرآن مدة شهر كل يوم نصف جزء مع ثمانية أوجه من العشرة الأجزاء الأولى، وثمانية أوجه من العشرين جزءًا.
كيف أراجع القرآن كاملاً إذا انتهيت من هذه المراجعة؟
ـ ابدأ بمراجعة القرآن كاملاً، كل يوم جزءان، أن تكرره ثلاث مرات كل يوم وتكون في كل أسبوعين تختم القرآن كاملاً بالمراجعة.
وبهذه الطريقة تكون خلال سنة قد حفظت القرآن كاملا بإتقان، وافعل هذه الطريقة سنة كاملة.
ماذا أفعل بعد سنة من حفظ القرآن؟
ـ بعد سنة من إتقان القرآن ومراجعته، ليكن حزبك اليومي من القرآن حتى مماتك هو حزب النبي صلى الله عليه وسلم فقد كان يحزب القرآن سبعًا، أي كل سبعة أيام يختم القرآن، قال أوس بن حذيفة رحمه الله: سألت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، كيف تحزبون القرآن؟ قالوا: ثلاث سور، وخمس سور، وسبع سور، وتسع سور، وإحدى عشر سورة، وحزب المفصل من قاف حتى يختم. رواه أحمد.
ـ أي في اليوم الأول يقرأ من (سورة الفاتحة) إلى نهاية (سورة النساء)
وفي اليوم الثاني: يقرأ (سورة المائدة) إلى نهاية (سورة التوبة)
وفي اليوم الثالث: يقرأ من (سورة يونس) إلى نهاية (سورة النحل)
وفي اليوم الرابع يقرأ من (سورة الإسراء) إلى نهاية (سورة الفرقان)
وفي اليوم الخامس: يقرأ من (سورة الشعراء) إلى نهاية (سورة يس)
وفي اليوم السادس: يقرأ من (سورة الصافّات) إلى نهاية (سورة الحجرات)
وفي اليوم السابع: يقرأ من (سورة ق) إلى نهاية (سورة الناس).
ـ وحزب النبي صلى الله عليه وسلم جمعه العلماء في قولهم (فمي بشوق).
ـ فكل حرف من هاتين الكلمتين هو بداية حزب النبي صلى الله عليه وسلم في كل يوم، فحرف الفاء في قولهم (فمي) رمز لسورة الفاتحة يشير إلى أنه حزبه في اليوم الأول يبدأ من سورة الفاتحة، وحرف الميم في قولهم (فمي) يشير إلى أن بداية حزبه في اليوم الثاني يبدأ من (سورة المائدة) ، وحرف الياء في قولهم (فمي) يشير إلى أن بداية حزبه في اليوم الثالث يبدأ من (سورة يونس) ، وحرف الباء في قولهم (بشوق) يشير إلى أن بداية حزبه في اليوم الرابع يبدأ من سورة (بني إسرائيل)، والتي تسمى أيضًا (سورة الإسراء) ، وحرف الشين في قولهم (بشوق) يشير إلى أن بداية حزبه في اليوم الخامس يبدأ من (سورة الشعراء)، وحرف الواو في قولهم (بشوق) يشير إلى أن بداية حزبه في اليوم السادس يبدأ من (سورة والصافات)، وحرف القاف في قولهم (بشوق) يشير إلى أن بداية حزبه في اليوم السابع يبدأ من (سورة ق) إلى نهاية (سورة الناس) . وأما تحزيب القرآن الحالي فهو من وضع الحجاج بن يوسف.
طرق حفظ القرآن الكريم بسرعة
لا بدّ من التنويه إلى أنّ مسألة الحفظ لا تتمّ بين ليلة وضحاها، بل تتطلب مجموعة من الأمور الواجب على المسلم الالتزام بها حتّى يمنّ الله عليه بمنزلة الحافظين فيجعله منهم، ويمكن إجمال هذه الأمور في ما يلي:
إخلاص نيّة الحفظ لله جلّ وعلا، فإصلاح القصد يعين على نيل المقصود، فقد جاء في الحديث القدسي إذ يروي النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه قوله تعالى: (أنا أغنَى الشركاءِ عن الشركِ، مَن عمِل عملًا أشرك فيه معِي غيرِي، تركتُه وشركَه) [صحيح مسلم].
تخصيص وقت معين من اليوم للحفظ، وذلك بترتيب الأعمال حسب الأولويات، علمًا أن وقت الحفظ المثالي في السحر والصباح، ومن المهمّ أيضًا اختيار مكان مناسب يتسم بالتهوية الجيدة، والهدوء، والبعد عن الملهيات.
تحديد الآيات المراد حفظها، ثمّ الاستماع إليها لتصحيح مخارج الحروف، والحركات، وأحكام التجويد بما فيها من إدغام، وإقلاب، وغنّة ونحو ذلك؛ فهذه الطريقة تساعد على التذكر واستحضار الآيات تباعًا، وفي هذا المقام ينصح بعدم تجاوز المقرر اليومي للحفظ دون إتقانه تمامًا.
قراءة الآيات المحفوظة في الصلاة لتثبيتها في الذهن، أو تشغيلها في مسجل أو ما شابه والاستماع إليها أثناء العمل، أو القيادة.
إقتناء نسخة واحدة من المصحف أي الاعتماد على طبعة بعينها وعدم تغييرها مطلقًا، فالحافظ يستعين بحاسة البصر عند التذكر إذ يتخيل موضع الآيات فتنطبع صورتها في ذهنه، فإنّ تغيير النسخة يشتّت ويصعّب عليه الحفظ.
ربط معاني الآيات مع بعضها البعض وفهم تفاسيرها.
المداومة على تسميع ما تم حفظه من آيات وعرضه على حافظ آخر أو متابع متقن للقراءة، ويمكن تحقيق ذلك من خلال الالتحاق بحلقات القرآن المعقودة في المساجد، فالقرآن سريع الهروب من الذهن وفي هذا المقال حديث شريف عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (إنما مَثَلُ صاحبِ القرآنِ كمَثَلِ صاحبِ الإبلِ المعقلةِ: إن عاهَد عليها أمسَكها، وإن أطلَقها ذهبَتْ) [صحيح البخاري].
الانتباه إلى الآيات المتشابهة ومحاولة تفريقها عن بعضها البعض.
اغتنام سنين الحفظ الذهبية التي تمتد ما بين 5-23 سنة، فالعلم في الصغر كالنقش في الحجر.