مكانة التعليم في الإسلام

كتابة هديل البقمي - تاريخ الكتابة: 16 فبراير, 2022 12:36
مكانة التعليم في الإسلام

مكانة التعليم في الإسلام وسوف نتحدث عن مكانة المعلم في المجتمع حث الإسلام على التعليم اهمية التعليم تجدون كل تلك الموضوعات من خلال مقالنا هذا

مكانة التعليم في الإسلام

مع انتشار الإسلام بين الشعوب المختلفة أصبح التعليم قناة مهمة لإنشاء نظام اجتماعي عالمي ومتماسك، وقد ركز التعليم الإسلامي المبكر على الدراسات العملية مثل تطبيق الخبرة التكنولوجية لتطوير أنظمة الري، والابتكارات المعمارية، والمنسوجات، ومنتجات الحديد والصلب، والأواني الفخارية، والمنتجات الجلدية، وتصنيع الورق والبارود وغيره، وبعد القرن الحادي عشر هيمنت المصالح الطائفية على التعليم وباتت العلوم الإسلامية في الطليعة وتلاشت المعرفة اليونانية تقريبًا، وتضاءلت أهمية الفنون الأدبية كسياسات تعليمية تشجع الحرية الأكاديمية، واستعيض عن التعلم الجديد بنظام يتميز بالابتكارات العلمية والمنح الدراسية الإبداعية، وانتشر هذا النظام في جميع أنحاء شرق الإسلام من ترانسكسانيا (تقريبًا طاجيكستان الحالية وأوزبكستان وجنوب غرب كازاخستان) إلى مصر، وأُنشئت 75 مدرسة خلال الفترة بين حوالي 1050 و1250 ميلادي.

مكانة المعلم في المجتمع

1-للمعلم مكانة عظيمة وعميقة في المجتمع إذ يجد الطلاب في معلمهم الأب الروحي الذي يأخذ بأيديهم للنجاة ويحثهم على فعل الخير ويجنبهم فعل الشر، فهو يخاف عليهم مما يضرهم ويحنو عليهم كأبنائه فيزداد الطلاب ثقةً واطمئناناً له مما يبعث فيهم روح التعلق وحب التعلم فهم يستقون كل يوم ما هو جديد ومفيد ويزيد من تطورهم ويحسن من تقدمهم.
2-إنّ للمعلم مكانة عظيمة في الإسلام لما يقوم به من عمل عظيم؛ فهو يعلم الناس ويعرفهم بخالقهم ويساعدهم في معرفة أمور دينهم فالمعلمون هم أشد الناس خشيةً من الله لذا وجب علينا أن نغترف منهم العلم ونتشربه فتتضلع منه الأجسام وترتوي به القلوب، ويلقى المعلم اهتماماً كبيراً في الدول المتقدمة التي تطمح في رفع منارة العلم والاستضاءة بعلم المعلم لما له من فضل كبير ومكانة مرموقة بين الناس فهو يسهر على إيصال العلم النافع لطلابه ووضع الحلول المناسبة لطرح المعلومات.
3-المعلم هو الذي يعلم الناس ويربيهم بصغار المسائل قبل كبارها وهو الذي يفقهم بفقه أولويات الحياة والتعامل معه وترتيبها لكي لا يتعثر فيها ولا يتمايل، فبالعلم المؤصل يستطيع أن يسير الطالب في خط مستقيم لا حيرة فيه إن كان هذا الطريق طويلا إلا أنه موصلٌ إلى الجادة.

حث الإسلام على التعليم

1- أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بفضل العلم على العبادة، وذلك لأن أثر العلم يتعدى إلى الغير، أما العبادة فهي خاصة بصاحبها، فقال صلى الله عليه وسلم مخاطبا أحد صحابته: (لأن تغدو فتعلم آية من كتاب الله خير لك من أن تصلي مائة ركعة، ولأن تغدو فتعلم بابا من العلم عمل به أو لم يعمل خير لك من أن تصلي ألف ركعة).
2- وإن من مظاهر التشريف والتكريم لطالب العلم أن تحتفي به ملائكة الرحمن عليهم السلام، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يطلب)، ثم يكون طلب العلم بعد ذلك سببا من أسباب النجاة والفوز عند الله، قال صلى الله عليه وسلم: (من سلك طريقا يلتمس فيه علما، سهل الله له به طريقا إلى الجنة).
3- وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم أفراد أمته على طلب العلم والسير في طريقه، وأخبرهم بأنه جهاد في سبيل الله تعالى، وأن طالب العلم بمنزلة المجاهد حتى يرجع إلى بيته، فقال صلى الله عليه وسلم: (من خرج في طلب العلم، كان في سبيل الله حتى يرجع).
4- فالإنسان مأمور بأن يزيل عن نفسه صفة الجهل التي ولد عليها، وذلك بأن يسلك طريق العلم والمعرفة، مستخدما جوارحه التي أنعم الله بها عليه، قال تعالى: والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون «النحل: 78».
5- وقد دعا الله تعالى في آيات كثيرة من كتابه إلى التعقل والتفكر، والتدبر والتأمل، ونعى على أولئك الذين يعطلون عقولهم، فلا يعملونها فيما خلقت له، فقال تعالى: «أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا» «الفرقان: ٤٤»، وقال تعالى:«ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون» «الأعراف: ١٧٩».

اهمية التعليم

1-يساعد التعليم الفرد على اكتساب المعرفة ومعلومات متنوعة من حول العالم؛ لأن التعليم يتيح للفرد القدرة على تلقّي المعلومات الّتي يمكن الحصول عليها من أكثر من مصدر، كما يخلق فرصة رائعة للنمو والتوسّع، بما في ذلك تنمية قدرة البحث عن المعرفة والمعلومة، ويدرب العقل البشري على زيادة الوعي والإدراك، وتنمية طريقة التفكير، وكيفية تمييز الصواب من الخطأ، وكيفية اتخاذ القرار، وما إلى ذلك، ويتلو ذلك قدرة التعليم على تعزيز الثقة بالنفس، والتطلّع إلى الأمور بنظرة إيجابية، ويساعد في تسهيل الحصول على الوظيفة المناسبة بسهولة؛ لأنه يفتح أبواب الوصول إلى الفرص الوظيفية الجيّدة، ويجلب ميّزات حياتية رائعة، إضافة إلى حصول المتعلمين على رواتب أعلى.
2-يعد التعليم الذاتي من العمليات التي يتوجه لها الفرد لاكتساب المزيد من المعلومات والمفاهيم والمهارات والقدرات ويعتمد ذلك على رغبة المتعلم وقدرته ونشاطه وسعيه المستمر وراء كل ما هو جديد، ويحتاج أيضًا للكثير من المهارات كالتخطيط الجيد والدقيق للمستقبل، وتحديد الأهداف المراد إنجازها وحسن استغلال الوقت والتعاون مع الأخرين والمشاركة في الرأي وخوض نقاش معهم والقراءة والاطلاع على كل ما هو مستجد والاعتماد على الكثير من الأنشطة، والابتعاد عن ما يفرضه المعلم على المتعلم من تحكمات والسعي للتعلم المستقل والتواصل الدائم مع الآخرين والتكيف مع التغيرات التي يتعرض لها والإبداع والابتكار والقدرة على إحداث تغيير سواء في حياته أو في المحيط الناشئ خلاله، ويعود ذلك على المتعلم بإتاحة الفرصة له في البحث عن المنهج المراد تعلمه وكسر الأسلوب التقليدي والنمطي في التعلم فيصبح المعلم مرشدًا ويزيد رغبته ودوافعه في التعلم ويسمح له بتقييم الأفراد تقييمًا سليمًا ومحاولة تصليح وتعديل كافة الانحرافات التي تواجهه وحل المعوقات.



335 Views