آداب الحديث في الإسلام كما سنتحدث كذلك عن آداب الحديث في الإسلام وآداب الكلام والمزاح وحديث عن آداب السلوك وقصص عن أدب الحوار في الإسلام كل تلك الموضوعات تجدونها من خلال مقالنا هذا.
محتويات المقال
آداب الحديث في الإسلام
1- «الكلمة الطيبة صدقة» دلنا الحديث السابق على أن المرء مأمورٌ بقول الخير أو الصمت، ثم رغّب الشارع في قول الخير لأن فيه تذكيرا بالله، وإصلاحا لدينهم ودنياهم، وإصلاحا لذات بينهم. وغير ذلك من وجوه النفع. ورتّب على ذلك أجرا.
2-ومن الآداب النبوية: قل خيرا أو اصمت. وهذا أدب نبويٌ قولي للذين يهمون بالكلام أن يتريثوا ويتفكروا بكلامهم الذي يريدون أن يتكلموا به، فإن كان خيرا فنعم القول هو وليقله، وإن كان شرا فلينته عنه فهو خيرٌ له.
3-كما قال صلى الله عليه وسلم: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت».
4-وربَّ كلمة طيبة أبعدت قائلها من النار، فعن عدي بن حاتم رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر النار فأشاح بوجهه فتعوذ منها، ثم ذكر النار فأشاح بوجهه فتعوذ منها، ثم قال: اتقوا النار ولو بشق تمرة، فمن لم يجد فبكلمة طيبة.
5-المخاطبة على قدر ، ففي صحيح البخاري عن علي رضي الله عنه موقوفا: «حدثوا الناس بما يعرفون، أتحبون أن يُكذَّب الله ورسوله؟!». وفي مقدمة صحيح مسلم رحمه الله عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: «ما أنت بمحدث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة».
آداب الكلام والمزاح
1-يكون المزاح صدقًا لا كذب فيه :
وألاَّ يختلق المازح الحكايات الخيالية ليُضحك الآخرين؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : «ويل للذي يُحدِّث فيكذب ليضحك به القوم، ويلٌ له ويلٌ له» (رواه أحمد وحسنه الألباني) .
2-ألاَّ يكون المزاح مع من هو أكبر منك أو مع من لا يحتمل المزاح ولا يتقبَّله، ولا مع امرأة من غير محارمك .
ألا تُكثر من المزاح بحيث يغلب عليك، ويصبح صفة مميزة لك، فتسقط هيبتك ويتطاول عليك الهازلون .
3-ألاَّ يتضمَّن المزاح أذًى بأحدٍ من الناس :
لقوله صلى الله عليه وسلم : «لا يأخذنَّ أحكم متاع صاحبه لاعبًا ولا جادًّا وإن أخذ عصا صاحبه فليردها عليه» (رواه أحمد وأبو داود وحسنه الألباني) .
4-ألاَّ يتضمَّن المزاح ذِكر الله ولا آياته ولا سُنة رسوله ولا شعائر الإسلام :
لقول الله تعالى عن الذين كانوا يستهزئون بقُرَّاء النبي صلى الله عليه وسلم : ” وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآَيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ” [التوبة: 65، 66] .
حديث عن آداب السلوك
قال صلى الله عليه وسلم: «ما من شيء أثقل في ميزان العبد المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق وإنّ الله ليبغض الفاحش البذيء» رواه الترمذي وصححه الألباني.
قصص عن أدب الحوار في الإسلام
أراد عمر بن الخطاب رضي الله عنه مرة أن يقوم بتحديد المهور، وأعلن رغبته هذه وهو على المنبر، فلم تجد امرأة من عامة المسلمين حرجاً من الجهر برأيها، فقالت: ليس ذاك إليك يا أمير المؤمنين، فالله تعالى يقول: {وآتيتم إحداهن قنطاراً فلا تأخذوا منه شيئاً أتأخذونه بهتاناً وإثماً مبيناً}، فما كان من الفاروق إلا أن قال على الفور: أصابت امرأة وأخطأ عمر. وبالرغم من الصحابة الكرام يحرصون على تقديم آرائهم بوضوح وصراحة إلا أن حرصهم على وحدة صف الأمة يمنعهم من التعصب لآرائهم، ويعذر بعضهم بعضاً فيما اختلفوا فيه. لاحظ أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه، أن بعض الناس ينصرفون بعد صلاة العيد ظناً منهم أن تقديم الصلاة على الخطبة يسمح لهم بذلك، فرأى في ذلك عملاً غير محمود، فأمر بأن تؤخر الصلاة وأن تعجل الخطبة، وحين بلغ ذلك أبا ذر الغفاري، وكان على ثغر من ثغور المسلمين، غضب وأعلن أن ذلك خلاف الصواب، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يقدم الصلاة على الخطبة، ولكن لما جاء يوم الأضحى أمر أبو ذر أن تكون الخطبة قبل الصلاة تماماً كما فعل عثمان، قالوا له: ولكنك أنكرت هذا على عثمان؟! قال: نعم… ولكن الخلاف أشد.
ولقد كان الحوار الحر البناء من أعظم وسائل الدعوة الإسلامية، فقد كان الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم لا يطلب في بداية الدعوة من مشركي مكة إلا أن يخلوا بينه وبين الناس يتحاور معهم حول ما جاء به ومن شاء بعد ذلك فليؤمن ومن شاء فليكفر، ولأنه صلى الله عليه وسلم قد جاء بالحق الأبلج فلم يكن يخاف من الحوار ولم يكن المشركون ليسمحوا له بهذا الأمر.
فلم يكن يعاديه إلا أناس قد أصروا على الكفر بعد أن عرفوا الحق فاستكبروا عن الخضوع له بل كانوا يصرون على أن الحق إلى جانبهم تكبراً وغمطاً للحق، وحتى عندما واجه الكفار الرسول صلى الله عليه وسلم بموقف انفعالي غير عقلاني وصفوه بالجنون والسحر والكهانة وأطلقوا عليه من الأوصاف والشتائم القبيحة التي تدل على افلاسهم وعدم تمكنهم من مقارعة الحجة بالحجة.