التغيرات الفسيولوجية في سن المراهقة للبنات

كتابة ندى الهاجري - تاريخ الكتابة: 12 مايو, 2020 9:48
التغيرات الفسيولوجية في سن المراهقة للبنات

التغيرات الفسيولوجية في سن المراهقة للبنات وماهي اهم تغييرات فترة المراهقة واهم النصائح للتعامل مع هذه الفترة .

المراهقة

المراهقة في اللغة العربية هي من كلمة راهق وتعني الاقتراب من شيء، أما في علم النفس فهي تشير إلى اقتراب الفرد من النضوج الجسماني والعقلي والاجتماعي والنفسي، وتجدر الإشارة هنا إلى أن مرحلة المراهقة لا تعد مرحلة نضوج تام ولكنها مجرد مرحلة تؤدي تبعاتها وأحداثها إلى النضوج.

سيكولوجية المراهقة

هي مرحلة العمر التي تتوسط الطفولة واكتمال الرجولة أو الأنوثة بمعنى النمو الجسمي، وفترة المراهقة غالبا ما تقابل مرحلتي التعليم الإعدادية والثانوية ولكن قد تصادف عند بعض الأشخاص المرحلة الجامعية إلى تقريبا سن 25 كحد أقصى. وتعتبر هذه المرحلة من أهم مراحل النمو في حياة الفرد، حتى إن بعض العلماء يعدونها بدء ميلاد جديد للفرد. وتختلف بداية هذه المرحلة ونهايتها باختلاف الأفراد والجماعات اختلافا كبيرا. وتعرف مرحلة ما قبل المراهقة أو البلوغ المؤدي إلى المراهقة في الولد منذ بدء ظهور الإفرازات المنوية مع ظهور بعض الخصائص الظاهرة في الجسم وتسمى بالخصائص الثانوية، وتعرف هذه المرحلة عند البنت منذ بدء ظهور الحيض مع بعض الخصائص الثانوية.

أسباب التقلبات المزاجية للمراهقين

التقلبات المزاجية عند المراهقين لها أسباب متعددة منها ما هو أمر طبيعي في هذه المرحلة، ومنها ما يستوجب تدخل المعالج النفسي، وهي كما يذكرها موقع « ePain Assist»:
1- التغيرات الهرمونية
يمر المراهق بتغيرات هرمونية تصاحب مرحلة البلوغ، والتي تبدأ عادة بين عمر الـ10 أعوام إلى 14 عاما في الإناث ومن 12 عاما إلى 16 عامًا في الذكور.
أغلب هذه التغيرات تكون في الهرمونات الجنسية والتي تتزايد بسرعة عند الإناث والذكور؛ وهي واحدة من الأسباب الأساسية لتغير المزاج عند المراهقين.
وبسببها يحدث للمراهق اضطراب في المشاعر، ويشعر بالتشوش وعدم الراحة، وهذا يفسر لماذا يتصرف بطريقة غير عقلانية خصوصا مع الوالدين وأفراد العائلة.
التغيرات الهرمونية يتبعها تغيرات في شكل الجسم، مما يشكل ضغطا كبيرا وعدم شعور بالراحة، لأن المراهق يشعر أنه لا يبدو مثل أقرانه في الشكل الخارجي.
2- المخدرات والكحوليات
بسبب الصحبة السيئة، قد ينخرط المراهق في تجربة المخدرات أو المواد الكحولية.
فقد كشفت دراسة تعود للعام 2014 أن 60% من المراهقين الذين يعانون التقلبات المزاجية، قد تعاطوا المخدرات بانتظام برفقة أصدقائهم.
الكحول كان المادة الأخرى التي يتعاطاها هؤلاء المراهقين، وهو لا يؤثر على سلوكهم بالسلب، ولكن يهددهم بخطر الإدمان كذلك.
3- اضطرابات نفسية
إذا كان المراهق يعاني تقلبات مزاجية حادة لا يستطيع التعامل معها، فهو عادة ما سيكون مصابًا باضطرابات نفسية خطيرة، مثل الاكتئاب أو الاضطراب ثنائي القطب.
فعندما يصاب المراهق بالاضطراب ثنائي القطب فسيعاني من اضطرابات مزاجية حاجة وخارجة عن السيطرة، فتارة سيشعر بالانتهاج غير الطبيعي الذي يصعب معه التركيز على مهامه اليومية، وتارة أخرى يشعر بالحزن الشديد وهبوط الهمة، كما تراوده الأفكار الانتحارية.
وعندما يصاب المراهق بالاكتئاب فيشعر طوال الوقت بالحزن الشديد، ويميل إلى العزلة وسيفقد الرغبة أو الحماس لأي نوع من الأنشطة.
4- الضغط الأكاديمي الشديد
يعيش المراهق في عالم يعتمد على السرعة والمنافسة، ويضعه في ضغط مستمر بشأن تحصيله الدراسي أو حتى نجاحه في هوايته أو رياضته المفضلة.
هذا الضغط الشديد ينتهي لإصابته بالحزن الشديد أو التقلبات المزاجية أو الاكتئاب، عندما يشعر أنه فاقد السيطرة في هذا العالم المتسارع.

التغيرات الهرمونية والبيولوجية والجنسية

تعتبر التغيرات الهرمونية التي تبدأ في مرحلة الطفولة المتأخرة أو المراهقة المبكرة والتي تحدث عند وصول الطفل إلى سن 10 سنوات تقريباً هي الأساس البيولوجي الذي تقوم عليه باقي التغيرات الجسدية والنفسية التي يمر بها الانسان.
ففي هذه المرحلة بالذات يكمن تحول الإنسان من طفل إلى بالغ على المستوى البيولوجي وهذه الفترة هي التي تسمى مرحلة البلوغ الجنسي، ويصاحب هذه المرحلة مجموعة من الإفرازات من عدة غدد بدأت تأخذ مهمتها في جسم الانسان، ومن هذه الإفرازات:
– الهرمونات الضرورية لاكتمال التطور والنمو البدني والجنسي الطبيعي، ففي بداية البلوغ يقوم الدماغ بإفراز هرمون يسمى هرمون (gonadotropin-release (GnRH. ويطلق مصطلح  GnRH على الغدة النخامية ومثل هذه الهرمونات في سن المراهقة لها تأثيرات مختلفة على الذكور والإناث
فبالنسبة للإناث تعتبر هرمونات FSH و LH ضرورية لتحفيز المبيضين للبدء في إنتاج هرمون (الاستروجين) وهو واحد من الهرمونات الجنسية الأنثوية الأساسية، ونفس الهرمونات تحفز الخصيتين على البدء في إنتاج هرمون (التستوستيرون) الذي له آثار عديدة على خواص الجسم وهرمون الجنس الذكري، والحيوانات المنوية في الوقت نفسه.
– ومن التغيرات البيولوجية الواضحة التي ترافق مرحلة المراهقة وخاصة عند الذكور هو ارتفاع مستوى خشونة الصوت والذي يفسر ذلك هو الزيادة في نسبة هرمون التستوستيرون وما لهذه الزيادة من تأثير في زيادة طول الحبال الصوتية والتي تنعكس على شكل غلاظة وخشونة صوت المراهق الذكر.
– وينتج أيضاً عن الزيادة في نسبة إنتاج هرمون التستوستيرون زيادة لاحقة في شعر الجسم تختلف بمستوى كثافتها ومناطق نموها بين الجنسين.

معلومات هامة حول سن المراهقة بشكل عام

– سن المراهقة هو مرحلة عمرية انتقالية يمر بها كل من الفتيان والفتيات، وفي هذه المرحلة تحدث العديد من التغيرات منها، التغيرات النفسية، والتغيرات الجسمانية، والتغيرات الانفعالية، والتغيرات الاجتماعية، حيث تعتبر المعبر الذي يصل مرحلة الطفولة بمرحلة الشباب.
– تبدأ مرحلة المراهقة منذ انتهاء مرحلة الطفولة المتأخرة والتي تكون في سن الثالثة أو الثانية عشر، وتمتد إلى سن الثامنة عشر، وأحياناً سن الواحدة والعشرين.
– مرحلة المراهقة من أهم مراحل التغيير التي يمر بها الإنسان، وتحدد العديد من جوانب شخصيته.
–  يمر الأشخاص في مرحلة المراهقة بعوامل قد تعمل على اختلال توازنهم النفسي، فكل التغيرات الجسدية والهرمونية والنفسية تحدث سريعة ومفاجئة، فيصبح من الصعب على الكثير التعامل مع ذلك، لذلك يشعر بعض بعض المراهقين بعدم اتزان نفسي لا بد من التعامل معه بتفهم.
– مرحلة المراهقة من أخطر المراحل، فأحياناً عدم التعامل مع التغيرات يؤدي إلى حدوث إضطرابات في شخصية المراهق على جميع الأصعدة، وقد تؤثر هذه الإضطرابات على جميع مناحي حياته.
– يمكن أن نطلق عليها مرحلة الصراع، حيث يجد المراهق نفسه في صراع دائماً بين حاجاته الجسمانية والشخصية، وبين محاولته للاستقلال وإثبات الذات، وبين أفكار المجتمع وقيوده.
– يجب على جميع أفراد المجتمع معاملة المراهقين بكل حرص، ويجب عليهم تفهم طبيعة المرحلة التي يمرون بها حتى يساعدوهم على عبورها بسلام، فيخرج للمجتمع شباب أسوياء نفسياً وجسدياً واجتماعياً.



620 Views