تعريف الغضب في علم النفس

كتابة حسن الشهري - تاريخ الكتابة: 25 يناير, 2022 7:11
تعريف الغضب في علم النفس

تعريف الغضب في علم النفس كما سنقوم بالتحدث عن أسباب الغضب الداخلي، وكذلك سنقوم بطرح كيف تتعامل مع الغضب بذكاء، وكما سنذكر أيضًا عن امتصاص الغضب في علم النفس، وكل هذا من خلال مقالنا هذا تابعوا معنا.

تعريف الغضب في علم النفس

الغضبُ شعورٌ شائع ومدمر من الممكن أن يحول الحياة إلى جحيم حي من الصعب أن نتخيل شخصًا حكيما للغاية مثل دالاي لاما يفقد أعصابه بالتأمل الدقيق، نستطيع تعلم السيطرة على الغضب و الإهانة بل وحتى طرده بصورةٍ نهائيةٍ من حياتنا.
ناقش الفيلسوف أرسطو الغضبَ بدقةٍ كبيرة يقول في كتاب Nicomachean Ethics إنَّ الشخص ذا المزاج الجيد قد يصبح غاضبًا، ولكن فقط عندما يتطلب الأمر ذلك قد يصبح شخصٌ مثل هذا غاضبًا بصورة سريعة للغاية أو قد لا يصبح غاضبًا كفاية، ولكن مع هذا يُمدح لأنه يمتلك مزاجًا جيدًا. يستحق الشخص اللوم إذا ما انحرف بصورةٍ ملحوظةٍ عن المتوسط فيما يخص الغضب، يصبح وقتها شديد الغضب أو مفتقرًا للحيوية. «بالنسبة لكل شيء، من الصعب العثور على الوسط، فقد يصبح أي شخص غاضبًا وهذا أمرٌ سهل أو قد يعطي أو يصرف المال؛ ولكن القيام بهذا الأمر مع الشخص الصحيح للحد الصحيح في الوقت الصحيح مع الدافع الصحيح وبالطريقة الصحيحة، هو أمرٌ لا يملكه الجميع وليس سهلًا مطلقًا؛ ولهذا السبب أصبحت الطيبة صفةً نادرةً، نبيلةً وجديرةً بالثناء».
في كتاب Rhetoric، يعرِّف أرسطو الغضب على أنه دافعٌ يصاحبه الألم؛ لغرض انتقام واضح عن طريق إهانة الشخص لنفسه أو لأصدقائه ويقول إنّ ألم الغضب قد تصاحبه متعةٌ مصدرها توقعات الانتقام أنا لست متأكدًا للغاية حتى إذا ما احتوى الغضب على جزءٍ من المتعة، هذا نوعٌ ضئيل من المتعة يشابه المتعة التي أحصل عليها عندما أقول: «إذا قمتَ بتدمير يومي سأدمرُ يومَكَ» أو «انظر كم أنا كبيرٌ باعتقادي» يقول أرسطو قد يهين الشخص الآخرين لثلاثة أسباب: الاحتقار، الحقد، الوقاحة، وفي أي حالة من هذه الحالات، تكشف الإهانة مشاعر المهين المتمثلة بإنكار أي أهمية للشخص المهان، وقد يشعر أو لا يشعر الشخص المهان بالغضب ولكنه يكون ميّالًا إلى الغضبِ إذا ما كان في محنة.
على سبيل المثال؛ إذا كان في فقرٍ أو حب، أو إذا كان يشعر بعدم الأمان بخصوص موضوع الإهانة أو بنفسه بصورةٍ عامة من الناحية الأخرى، من غير المرجّح أن يشعر بالغضب إذا كانت الإهانة لا إرادية، غير مقصودة، أو إذا كان الغضب نفسه حدث بسبب غضب، أو إذا اعتذر المُهين أو تواضع أمامه وتصرف على أنه أدنى مرتبةً منه من غير المرجح أن يشعر الشخص المهان بالغضب إذا كان المهين قد قدّم إحسانًا أكثر من الذي قدّمه المهان، أو إذا كان يحترمه أو يهابه.
حالما يحدث الغضب، من الممكن أن ينتهي مع الشعور بأن الإهانة كانت مستحقّةً، أو مع مرور الوقت، أو مع معاناة المهين، أو عن طريق إعادة توجيهه إلى شخصٍ ثالث.
لذا؛ على الرغم من أنّ الناس كانوا أكثر غضبًا نحو أرغوفيليوس مقارنة بكاليسثينس، لكنَّهم عَفَوا عن أرغوفيليوس لأنهم كانوا قد حكموا على بكاليسثينس بالإعدام بالفعل.
على الرغم من أن أرسطو قد ظهر قبل أكثر من ألفي عام من ولادة التحليل النفسي، فإنه وضع أصابعه على دفاع الغرور الإزاحي، بتحوّل غضب الناس نحو كاليسثينس بدلًا من أرغوفيليوس هنالك معنًى في فكرة الغضب الصحيح أو الملائم لأرسطو قد يخدم الغضب عددًا من الوظائف الحيوية والمهمة، فقد ينهي الغضبُ الخطر الجسدي، العاطفي والاجتماعي، أو قد يفشل في هذا الأمر محركًا الموارد العقلية والجسدية إلى أفعال دفاعيةٍ أو تعويضية.
إذا ما مُورِس الغضب بتروٍّ، قد يؤدي إلى الوصول إلى درجةٍ اجتماعية مرموقة، المنافسة على المناصب، الحرص على الالتزام بالعقود والوعود، بل وحتى إثارة مشاعر إيجابية مثل الاحترام والتعاطف قد يملك الشخص الذي يستطيع ممارسة الغضبِ بتروٍّ شعورًا جيدًا نحو نفسه مسيطرًا عليها أكثر، ويصبح أكثر تفاؤلًا، وأكثر عرضةً إلى المجازفة التي تؤدي إلى نتائج إيجابية.
من الناحية الأخرى، قد يؤدي الغضب -وعلى وجه الخصوص غير المقيد- إلى انطباعٍ وقراراتٍ سيئة، تصرفاتٍ متهورة، وخسارة المكانة والنية الحسنة.
يقول هوراس: «إن الغضب جنونٌ وقتيّ: سيطر على عقلك، إذ إنه إن لم يمتثل، سيأمر».
لذلك، يجب أن يُميَّز نوع الغضب المسوغ، الاستراتيجي، والمتكيف عن النوع الثاني من الغضب (دعنا نطلق عليه الغضب العارم) غير الضروري، غير المعالج، المتهيج، وغير المسيطر عليه إن وظيفة الغضب العارم هي حماية الغرور المُهدد، مستبدلًا أو مغطيًا نوعًا من الألم بآخر لكن، حتى الغضب الصحيح أو المناسب ليس ذا فائدة، إذ إنه غضبٌ ضارٌ في النهاية؛ لأنه يتضمن خسارة البصيرة والمنظور.
يقوّي الغضب -وعلى الأخص الغضب العارم- (تحيّز المراسلة – correspondence bias)؛ والذي يعني الميل إلى عزو تصرفاتٍ معيّنةٍ إلى عواملٍ نزوعيةٍ (مرتبطةٍ بالشخصية) بدلًا من العوامل الموقفية على سبيل المثال، إذا نسيتُ تنظيف الصحون، سأملك انطباعًا أنّ ما حدث سببه أنني كنت مشغولًا وشعرت بالتعب على نحوٍ مفاجئٍ (عوامل موقفية)؛ ولكن إذا نسيَتْ إيما تنظيف الصحون، سأملك انطباعًا أن ما حدث سببه أنها كسولة أو غير مسؤولة أو حتى انتقامية (عوامل نزوعية) في الواقع، يقوي الغضب وهمَ أن الناس يمارسون درجةً عاليةً من الإرادة الحرة، في الوقت الذي يكون نشاط الفرد العقلي وتصرفاته محددة من قبل الأحداث السابقة والآثار التراكمية للأحداث السابقة على نمط تفكير وتصرف الفرد.
إيما هي إيما لأنها إيما، وعلى الأقل في المدى القريب، هناك أمور قليلة تستطيع القيام بها بخصوص هذا الأمر يعني هذا أن الشخص الوحيد الذي يستحق غضبنا بحق هو الشخص الذي يتصرف بحرية، إذ إنه يكرهنا بحرية وبالتالي يمكن أن يستحقه الغضب حلقة مفرغة تنتج من منظورٍ ضعيفٍ وتجعله أكثر ضعفًا.
لا يعني هذا أن الغضب غير مبررٍ أبدًا، إذ إن إظهار الغضب حتى إذا كان غير مستحقٍ، من الممكن أن يخدم غرضًا استراتيجيًّا نفعيًا، كما هو الحال عندما نتظاهر بالغضب أمام طفلٍ من أجل تشكيل شخصيته.
ولكن إذا كان كل ما نحتاجه هو عرضٌ محسوبٌ للغضب، فسيكونُ الغضبُ الحقيقي الذي يتضمن ألمًا حقيقيًا غير ضروريٍ أبدًا، وسيخدم وجودُه الخيانةَ قحسب، وهو نوع من قلة الفهم العالم كما هو وسيبقى كذلك، الغضبُ العارم نحو أي شيء لن يؤدي إلى جعل الأمور أفضل وبفهم هذا سنتمكن من إنهاء الغضبِ الحقيقي والمؤلم والمدمر في حياتنا ولكن هذا -وبكل تأكيد- يعني أننا قادرون على تقبل العالم كما هو.

أسباب الغضب الداخلي

يمكن أن يكون وراء نوبات الغضب الشديد أسباب داخلية، مثل أمراض ارتفاع ضغط الدم والسكري والجوع والألم وبعض التغيرات الهرمونية، وأيضا الوصول إلى سن اليأس بالنسبة للنساء، وعند انتهاء مفعول المسكنات أو المخدر وبعض الاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب والقلق، وكذلك إعجاب الشخص بنفسه يمكن أن يصيب بنوبات الغضب الشديد، وعدم إعجابه بأي شيء حوله، والمزاح المفرط مع الآخرين.
كذلك يؤدي الحرص المبالغ فيه إلى نوبات من الغضب، ويمكن أن يكون وراء نوبات الغضب الشديد أسباب خارجية، ومنها المشاكل بصفة عامة تثير قدرا من الغضب، ويختلف تعامل كل شخص معها مثل المشاكل الزوجية والعائلية، ومشاكل العمل والدراسة والمشاكل القانونية والمالية، ويمكن أن يكون وراء الغضب الإحباط من الظروف المحيطة وقلة التشجيع وعدم الاهتمام، وأيضا ضعف السيطرة على الانفعالات، وكذلك تصيب نوبات الغضب البعض بسبب أمور تافهة، مثل مكالمات هاتفية بالخطأ من الآخرين، أو عدم العثور على شيء يبحث عنه.
هناك العديد من المواقف التي يمكن أن تؤدي إلى انفعالات الغضب، فيمكن لشخص أن يتقبل موقفاً دون انفعال، وشخص آخر يغضب من نفس الموقف، وذلك حسب الثقافات التي تربى عليها، وأيضا يمكن أن يكون للوراثة دور في حدوث الغضب، فبعض العائلات تتميز بسرعة الغضب، كما أن المستوى التعليمي والثقافي والحضاري له أدوار في حدوث الغضب وهي التالي:
1- الأدرينالين والإبداع
أظهرت دراسة حديثة أن الغضب يكسب صاحبه عقلانية وتحليلية أكثر، وبحسب الدراسة التي استهدفت عدداً من طلاب الجامعات لتحديد كيفية تأثير الغضب في صنع القرار والتفكير، أثبتت أن العمل الذي ينتج عن الغضب من الممكن أن يأتي من معالجة العقل الواضحة، مشيرين إلى أن الغضب ينظم التفكير، حتى يمكن مواجهة نوع معين من التحدي بشكل أكثر فعالية
وأشارت دراسة أخرى إلى أن الغضب يوفر دفعة من الإبداع، ويعود ذلك إلى كمية الأدرينالين الذي يفرز بسبب الغضب، وتفسر الدراسة الأمر بالقول إن الوقود الغاضب مثل الإبداع يؤدي إلى حرق سريع، وبالتالي فالغضب يحفز وينشط الدماغ، إلا أن هذه الميزة الإبداعية الناتجة عن الغضب لا تدوم كثيراً، وفي دراسة ثالثة أكدت أن الشخص يكون أكثر سعادة عندما تنتابه المشاعر التي يريدها، حتى لو كانت مشاعر غير سارة، كالغضب والكراهية، ووجد القائمون على الدراسة أن السعادة ليست مجرد الشعور بالمتعة وتجنب الألم، وبينت النتائج أن نحو 10% من المبحوثين يريدون الشعور بمشاعر سلبية أكثر، كالكراهية والغضب.
2- القلب وارتفاع الضغط
يسبب الغضب بعض الأضرار الصحية على عدد كبير من أجهزة وأعضاء الجسم، وأول هذه الأعضاء تأثرا بالغضب القلب، حيث تزداد سرعة ضرباته لتتجاوز حدها الطبيعي، وهو ما يمكن أن يؤدي للإصابة بالنوبات القلبية، نتيجة زيادة إفراز بعض الهرمونات حيث يحدث ضرر كبير لعضلة القلب، لأن نسبة الهرمون الخاص بالاستجابة للضغط والتوتر ترتفع بدرجة كبيرة، والهرمون الخاص باستثارة الخلايا العصبية يزيد 4 أضعاف النسبة الطبيعية، وزيادة هذين الهرمونين على المدى البعيد تؤدي إلى ترسب الكوليسترول على جدران الشرايين، ويسبب الغضب أيضا زيادة نبضات الأوعية الدموية في الرأس، وهو ما يقود إلى الإصابة بالصداع الحاد، كما أن الغضب يؤدي إلى انقباض بعض العضلات في الرأس والرقبة، وهو ما يجعل الشخص الغاضب يشعر وكأن هناك حزاما مشدودا حول رأسه.
ومن الأضرار أيضا حدوث ارتفاع في ضغط الدم بسبب الغضب، نتيجة قيام القلب بضخ كميات أكبر من الدم عن المعتاد، وهو حمل زائد على الأوعية الدموية، وبالتالي يرفع احتمالية الإصابة بأمراض القلب، والتي تنتج عن ارتفاع ضغط الدم المستمر، كما أن المصابين بأمراض الجهاز التنفسي لا يستطيعون التنفس بشكل سهل عند نوبات الغضب الشديد، وهو ما ينعكس سلبا على حالتهم الصحية حيث تؤدي نوبات الغضب الشديدة إلى اضطرابات في بعض هرمونات الجسم، التي تسبب مشاكل خاصة بالنوم، وفي حالة عدم حصول الجسم على الراحة يكون عرضة للإصابة بالأمراض، وفي بعض الحالات القليلة من نوبات الغضب الشديد يمكن أن تحدث سكتة دماغية، وذلك عندما تتمزق الأوعية الدموية مما يعيق إمدادات الدم إلى جزء من الدماغ.
وتظهر التجاعيد المبكرة على الجلد بسبب الغضب الشديد الذي يقلل من هرمون الجلايكورتيكويدات، الذي يساهم في تكوين الكولاجين المهم للبشرة، كما أن الغضب يجعل الجسم يفرز هرمونات تزيد من إنتاج الدهون التي تسبب ظهور الحبوب، وتسهل تسلل المواد المسببة لحساسية الجلد.
3- تغير التنفس والارتعاش
تظهر مع نوبة الغضب الشديد أعراض مميزة، فيتغير التنفس ويبدأ الجسم بالارتعاش وتزداد ضربات القلب، ويحدث ارتفاع في ضغط الدم وتغيرات في هرمونات الجسم.
ويمكن أن يصمت الإنسان الغاضب أو تزداد سرعته في الكلام، ويصاحب كل ذلك توتر وشد في العضلات، كما يشعر بالقلق والاكتئاب، ويقل شعوره بالرضا عن نفسه أو إحساسه بالأمان، ويتحول سلوكه إلى العدوانية، ويكثر من الشكوى وإبداء آراء سلبية، ويمكن في كثير من الحالات أن يفقد القدرة على النوم.
ويوجد بعض الطباع لمن يغضبون، وتنقسم إلى 4 أقسام، وهي سريع الغضب وسريع الرضا حيث لا يتحكم في نفسه، ويتصف بالغضب السريع وغير المبرر ويتخلص منه في وقت قصير، النوع الثاني بطيء الغضب وبطيء الرضا، بمعنى شخص لا يغضب من أي شيء لكنه إذا غضب يقاطع الطرف الآخر فترة طويلة، والنوع الثالث بطيء الغضب سريع الرضا وهو أفضل الأنواع، حيث يتميز بالهدوء ويتعامل مع مشاكله بالحكمة، ويغضب في بعض الأحيان ولكنه يعود سريعا، والنوع الرابع سريع الغضب بطيء الرضا يغضب لأتفه الأمور، ولا يرضى بسهولة لذلك تجده غير محبوب.
4- تغيير الوضع
يمكن علاج الغضب ببعض السلوكيات والأوضاع، فحين استشعار بدايات نوبة الغضب الشديد، والتي تكون على هيئة تغيرات فسيولوجية مثل تسارع ضربات القلب، يمكن تغيير المكان أو الوضع الذي عليه الشخص الغاضب، فهذا السلوك مفيد للغاية في التهدئة.
كما تتعدد أساليب علاج الغضب فمنها السلوكي، الذي يستدعي قيام الشخص أثناء نوبة الغضب الشديد بالتغيير من سلوكه السلبي إلى سلوك آخر أكثر إيجابية، والأسلوب العرفي يطلب من خلاله أن يستبدل الشخص أفكاره اللاعقلانية بأخرى عقلانية وإيجابية.
وهناك العلاج الذي يحفز صاحبه على القيام بالأنشطة التي يحبها مثل الكتابة والرسم، كما يفيد العلاج بالعطور والزيوت العطرية في تهدئة حالات الانفعال والغضب والتوتر، ويشير الخبراء والأخصائيون إلى أن هناك عددا من النصائح تفيد في السيطرة على الغضب، فينصح بالنوم مبكرا والابتعاد عن السهر، ويجب الابتعاد عن التدخين وتجنب المشروبات التي تحتوي على الكافيين، وبالأخص ما يعرف بمشروبات الطاقة. كما يفضل ممارسة الرياضة التي تجعل الشخص في هدوء نفسي، حتى تسترخي الأعصاب، ويفيد التنفس بشكل عميق لمدة 5 دقائق في علاج هذه الحالة، ويجب تهيئة الجو المنزلي وتوفير حالة من الهدوء لتلافي أسباب غضب الزوج، وعلى الزوجة أن تدرك الأسلوب المناسب الذي يهدئ ثورات غضب الزوج، وعلى الزوج مراجعة نفسه في حالة الهدوء، وإدراك أن الغضب غير المبرر يؤدي إلى تضخيم حجم المشكلة ولا يحلها.
وينصح بتجنب الخوض في جدال عقيم عند حدوث مشكلة عارضة، وإدراك أن الغضب يمكن أن تكون له آثار سلبية على الأشخاص، مثل انخفاض الإنتاجية وزيادة التوتر، والابتعاد عن المكان الذي حدث فيه أحد المواقف التي أدت إلى نوبة الغضب عند فقد السيطرة، ويفيد الحديث مع شخص قريب للتنفيس عن المشاعر السلبية المتراكمة داخل النفس، وكذلك حل المشكلات العالقة يجنب نوبات الغضب الشديد، فإن تأجيل حل هذه المشاكل يؤدي للتعرض للغضب بسببها مرة أخرى، وتأجيل النقاش عند الشعور بالانفعالات الغاضبة لوقت لاحق.

كيف تتعامل مع الغضب بذكاء

الشخص العصبي هو شخص انفعالي لايستطيع السيطرة على نفسه ويفشل دائماً في ضبط مشاعره، هو شخص غير سيّء لكنّ مشكلته فقط بأنّ ردة فعله تجاه أي شيء تكون بالعصبية، قد يكون سبب ذلك العادة أو قد يكون بسبب سوء التربية أو بسبب ظروف آنية معينة ومنها التالي:
1- الشخص العصبي يتعامل مع أي شخص وتجاه أي موقف بعصبية، فلا تأخذ الموضوع بشكل شخصي فأنت لست الوحيد الذي يتعرّض لعصبيته الهستيرية، قد يكون هناك سبب ما جعله يشعر بهذه العصبية، لذلك أوجد له المبرّرات ولا تتّخذ موقف معادي منه وحاول أن تتفهّمه.
2- عندما يثور الشخص العصبي يفقد كل تركيزه فلا يستطيع أن يميّز بين قريب أو بعيد لذلك لاتستفذّه، كن هادئ ومتماسك حتى ولو وجّه لك بعض الكلمات المزعجة، ولا تقم بمهاجمته لأنّ الهجوم لن يوصلك إلى أي حلّ بل سيزيد الموقف ألماً وإحباطاً، تعامل معه بجديّة واحترام ولا تردّ له بالمثل لأنَ ذلك سيزيد من غضبه.
3- حاول أن تظهر للشخص العصبي بأنّك مهتم بكلامه وبأنّك تأخذه على محمل الجدّ، لاتقم بأي شيء يلهيك عنه وعندما يتحدّث استمع له جيدًا، أشدّ ما يمكن أن يثير غضب الشخص العصبي أن يشعر أنّك لاتسمعه ولاتعرف ماذا يقول.
4- أظهر للشخص العصبي تضامنك معه وبيّن له أنّه على حق، لكن حاول أن تهدئه في نفس الوقت كأن تقول له هدئ أعصابك لا داعي لكل هذا التوتر، حاول أن تخرجه من هذه الحالة كأن تطلب منه مساعدتك في انجاز عمل ما.
5- عندما يهدأ الشخص العصبي لاتذكّره بالموقف الذي جعله يغضب، كما يجب عدم فتح المواضيع الجدلية لأنّ الشخص العصبي عادة ما تنتهي نقاشاته وحواراته إلى الغضب الشديد، من المهم جداً التوقّف عن النقاش قبل أن تحتد العصبية عنده، كن ذكي في التّعامل معه.
فأن الشخص العصبي من أكثر الشخصيات تعقيداً حيث من الصعب التعامل معه، وعلى الرغم من صعوبته لكنّه غالباً مايكون ذو شخصية حنونة لذلك حاول أن تستوعبه فهو بحاجة إليك وكن له الحضن الآمن الذي يلجأ إليه.

امتصاص الغضب في علم النفس

من الممكن أن يحاول الأشخاص تجنب الغضب عن طريق تجنب المواقف أو الشخص الذي يغضب كثيرًا وبسرعة، ولكن نوبات الغضب المتكررة تعد اضطرابًا نفسيًا يجب معالجته عن طريق المختصين وليس الأشخاص العاديين، ومن الممكن أن تتم معالجتها من خلال زيارة المختص النفسي، والذي من الممكن أن يستخدم تقنيات الاسترخاء والعلاج السلوكي ومجموعات الدعم، حيث تجتمع مجموعة من الأشخاص في مكان محدد يتم الاتفاق عليه مسبقًا مع التنسيق مع الأخصائي، ويتم النقاش في المشكلة التي يعانون منها، ومن الممكن تعلم تمارين إدارة الغضب في المنزل، والتي تعتمد أيضًا بشكل أساسي على النظرية السلوكية.
من الممكن أن يساعد الأخصائي كذلك في تنظيم السلوك الإنساني لدى الإنسان، حيث يحاول ترتيب أفكاره ومعالجة الأفكار المزعجة والتي تعد لا منطقية بشكل أساسي من خلال النظرية المعرفية، ومن الممكن أن يعمل وجود بعض الاضطرابات لدى الشخص كعامل مساعد في حدوث نوبات الغضب مثل الاكتئاب وفرط الحركة، ومن الممكن في حال عدم توفر الأخصائي المناسب للعلاج في منطقة ما أن يتم أخذ بعض الدورات عن طريق الإنترنت عن بعد.



548 Views