دور المسجد في حياة الفرد والمجتمع، ودور المسجد في التعليم، ودور المسجد في تربية الطفل، وموانع المسجد، نتناول الحديث عنهم بشيء من التفصيل خلال المقال التالي.
محتويات المقال
دور المسجد في حياة الفرد والمجتمع
1. لم يقف دور المسجد عند أداء العبادات، بل كان للمسجد دور اجتماعي، وسياسي، وقضائي، كما أنه يعلم الأمة روح الجماعة والاتحاد، وأن يكونوا صفاً واحداً، كما أنه ملتقى لطرح مشاكل الأمة، وإيجاد حل لها، وغير ذلك من الأدوار الفعالة للمسجد يقول الله – تعالى -: ((في بُيوت أَذِنَ اللهُ أن تُرفَعَ ويُذكَرَ فيها اسمُه))(سورة النور: 36).
2. تربية المجتمع على أساس الوحدة وعدم التفريق بينهم: فالمسجد للجميع فلا يفرق بين أبيض وأسمر، وبين غني وفقير، وبين متعلم وغير متعلم، فالمسجد يجعل أفراد المجتمع كلهم سواسية لا يتعدى فرد على حق فرد آخر، وهذا ما يسمّى الآن بحقوق الإنسان.
3. تربية المجتمع على الشورى فالمسجد مكان للتشاور في الأمور الدينية وإعطاء الرأي الأصح، فذلك يجعل المجتمع متشاورًا ومتقاربًا في ما بين أفراده.
4. القضاء على الفقر: ففي المسجد سيتعرف الغني على الفقير ويقدم له المساعدة المادية، أو عن طريق صناديق الزكاة الموجود في المساجد الذي يذهب ماله لفقراء المجتمع نشر المعرفة والعلم بين أفراد المجتمع فالمسجد منبر لطرح المواضيع العلمية الحياتية بجانب المواضيع الدينية، فينتج مجتمع متعلم ومثقف.
دور المسجد في التعليم
1. أن الدروس في المساجد أدعى للإخلاص، والبركة متحققة فيها؛ لتضمنها معنى مجالس الذكر أكثر من غيرها، وتحضرها الملائكة، ويباهي الله بأهلها ملائكته؛ ولذا فإن المتلقي في المسجد يشعر بشيء من الطمأنينة والسكينة والهدوء والسمت أكثر من أي مكان آخر، وهذا ربما يفسر ما نجده من جودة العلم وحفظه وإتقانه عند كثير ممن يطلبون العلم في المسجد في أوقات قصيرة، بخلاف غيرهم، والتاريخ والواقع المعاصر يشهد بذلك.
2. أن الناس في المساجد يكونون أكثر التزاماً للأدب والإنصات واحترام المكان والحضور.
3. أن النبي صلى الله عليه وسلم قد نص على فضل التعلم والتعليم في المسجـد فقال: «وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقاً يَلْتَمِـسُ فِيـهِ عِلْماً، سَهَّـلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقاً إِلَى الْجَنَّةِ، وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ إِلا نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَحَفَّتْهُمُ الْمَلائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِي مَنْ عِنْدَهُ، وَمَنْ بَطَّأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ»
4. أن التعليم في المساجد أشمل، حيث يدخل المسجد من شاء من العلماء وطلبة العلم المؤهلين، ليعلموا الناس، كما أنه يدخله من شاء من المتعلمين أو المستمعين، فيستفيد في المسجد جمع غفير: العالم والمتعلم والمستمع، على حسب ما عنده من الاستعداد والوقت، بخلاف المدارس، فلا يدخلها إلا عدد محدود من المعلمين والمتعلمين، ولا يؤذن لمن يريد أن يتفقه في الدين بالتردد عليها، فالمساجد جامعات شعبية صالحة للمتعلمين على جميع المستويات.
دور المسجد في تربية الطفل
1. دور المسجد في التربية الإيمانية
هذا هو الدور الأكبر للمسجد، وميدان التطبيق العملي لدور الأب والأم في البناء الإيماني للولد؛ فالمسجد هو مكان أداء الصلوات التي هي أساس الدين وعموده، وفيه يتعلم الولد كيفية الإخلاص لله عز وجل، ومناجاته عز وجل، يتعلم كيفية التوحيد وتطبيقه العملي بالإخلاص والخشوع لله، ويتعلم في المسجد حفظ كتاب الله تبارك وتعالى، ومنذ قديم الأزل -وحتى وقتنا الحالي- يعد المسجد هو أفضل مكان لتلقي العلوم الدينية: بدءًا من حفظ القرآن، والسنة، وعلوم الشريعة، يرى الولد فيها الراشدين وهم يقومون بالصلاة والذكر والاعتكاف والدعاء؛ فيخشع قلبه، وتهتز جوارحه لهذه البقعة الطاهرة، ويرتبط قلبه بالمسجد كمكان لتطهير النفس، والقرب من الله.
2. دور المسجد في التربية النفسية
إن قلب الصبي الصغير جوهرة نقية صافية، وفطرته بيضاء: لا دخل فيها ولا لوث، نفسه على أصل خلقها تتوق للحق وللراحة الوجدانية، وأكثر الأماكن التي تحقق الراحة النفسية والصفاء الروحي مساجد الله؛ حيث الهدوء والسكينة والرحمة، وملائكة الله عز وجل التي تحف مجالس الذكر.
3. دور المسجد في التربية الاجتماعية
إن المسجد له خاصية فريدة تميزه عن سائر المؤسسات الاجتماعية في جانب التربية الاجتماعية؛ حيث إن له خاصية التجمع اليومي لشتى طبقات المسلمين خمس مرات في اليوم الواحد؛ فالمسجد حقًّا موسوعة اجتماعية من الطراز الأول؛ حيث يتعرف الطفل فيه على جيرانه، ونظرائه في السن من أهل الحي والمناطق المجاورة، ويتعود الطفل فيه على الاختلاط برفقة صالحة طيبة، حيث لا يحافظ على الصلاة إلا تقي صالح؛ فيجتمع للمسجد جانب التجمع والانتقاء في آن واحد، هذا لا يوجد في أية مؤسسة تربوية أخرى، ولقد كان المسجد على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم مكانًا لإيواء الفقراء والغرباء -وهم أهل الصفة- ومكانًا لعلاج جرحى الحروب، وتوزع فيه أموال الصدقات والزكاة.. فللمسجد دور فعال ومتواصل في تربية النشء على الاجتماع والتواد والتراحم والتلاحم في نسيج واحد.
موانع المسجد
1- يحرم دخول الجنب والحائض والنفساء إلى المسجد.
2- يكره الخروج منه بعد سماع الإقامة.
3- يكره زخرفة المساجد بالذهب ونقشها بالصور وقيل بالحرمة.
4- يكره كشف السرة والفخذ والركبة في المسجد.
5- أن يعمل مقاصير وغرف خاصة في داخل المسجد بل قد يكون ذلك منا فياً للوقفية فيحرم.
6- كشف العورة مع الأمن من الناظر المحترم وإلا حرم كشفها.
7- أن يكون المسجد طريقاً للناس فيدخلون من باب ويخرجون من باب.
8- يكره التنخم والبصاق فيها.
9- البيع والشراء والإجارة فإنه مكروه فعن أبي عبد الله عليه السلام: جنبوا مساجدكم الشراء والبيع والمجانين والصبيان والضالة والأحكام والحدود ورفع الصوت.
10- يكره من في فمه رائحة كريهة.
11- يكره تمكين الصبيان الذين لا يتحرزون عن النجاسة وكذلك المجانين من المسجد فعن النبي ( صلى الله عليه وأله ): جنبوا مساجدكم مجانينكم وصبيانكم ورفع أصواتكم إلا بذكر الله تعالى، وبيعكم وشراءكم وسلاحكم، وجمروها في كل سبعة أيام، وضعوا المطاهر على أبوابها.
12- يكره النوم فيه.
13- يكره تعريف الضالة في المسجد.
14- يكره رفع الصوت بغير الأذان والإقامة والوعظ وتعليم الأحكام .
15-إبراز السلاح فيها كالسيف وغيره من آلات الحرب إلا لهدف معين كالاستعداد لحرب العدو.
16- يكره إنشاد الشعر إلا شعر الموعظة.
17- اللغو والخوض بالباطل وذكر الدنيا فعن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) – وقد سأله أبو ذر عن كيفية عمارة المساجد: لا ترفع فيها الأصوات، ولا يخاض فيها بالباطل، ولا يشترى فيها ولا يباع واترك اللغو ما دمت فيها، فإن لم تفعل فلا تلومن يوم القيامة إلا نفسك.