تفسير سورة الضحى وأثرها في تحقيق الأهداف حيث ان تحمل السورة معاني العطاء والطمأنينة، وتذكر بنعم الله ودعوته إلى الإحسان والرحمة.
محتويات المقال
تفسير سورة الضحى وأثرها في تحقيق الأهداف

سورة الضحى من السور المكية التي نزلت لطمأنة النبي ﷺ بعد فترة انقطاع الوحي، حيث أقسم الله بالضحى والليل ليؤكد أن رحمته وعنايته مستمرة، ولم يترك نبيه أبدًا. تبث السورة الأمل والتفاؤل، وتذكر بنعم الله الماضية والمستقبلية، مما يعزز الثقة بقدرة الإنسان على تحقيق أهدافه بعون الله.
تفسير آيات السورة:
- (وَالضُّحَىٰ * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَىٰ)
قسم بالضحى الذي يمثل النور، وبالليل الذي يرمز إلى الهدوء والسكينة، لطمأنة النبي ﷺ. - (مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَىٰ)
تأكيد على أن الله لم يترك نبيه ولم يغضب عليه، بل هو في رعايته الدائمة. - (وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الْأُولَىٰ)
وعد بالخير في المستقبل، مما يعزز مفهوم التفاؤل والعمل الدؤوب لتحقيق الأهداف. - (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَىٰ)
إشارة إلى أن الله سيمنح نبيه العطاء حتى يرضى، وهي دعوة للثقة برحمة الله والتطلع للمستقبل. - (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَىٰ)
تذكير بالنعم السابقة وكيف أن الله رعى النبي منذ صغره، مما يعلمنا الامتنان. - (وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَىٰ)
الله هدى نبيه للإسلام والنبوة، مما يشير إلى أن التوجيه الإلهي مفتاح النجاح. - (وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَىٰ)
الله أغناه بعد فقره، وهذا يشجع على العمل والتوكل على الله لتحقيق الرزق. - (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ * وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ)
دعوة للإحسان والرحمة، مما يرسخ مفهوم العطاء كطريق للبركة والنجاح. - (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ)
تشجيع على شكر النعم والحديث عنها، مما يعزز الإيجابية والتحفيز الذاتي.
فوائد سورة الضحى الروحانية

سورة الضحى من السور التي تحمل في طياتها معاني التفاؤل، الطمأنينة، والثقة برحمة الله، وهي من أكثر السور التي تبث الراحة النفسية في القلب، ومن فوائدها الروحانية:
1. تعزيز الطمأنينة والراحة النفسية
نزلت السورة لطمأنة النبي ﷺ بعد انقطاع الوحي، وهي تبعث السكينة في القلب وتزيل القلق والخوف.
تعلّم الإنسان أن الفترات الصعبة مؤقتة، وأن الفرج قريب.
2. بث الأمل والتفاؤل
قول الله “وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الْأُولَىٰ” يشجع الإنسان على التطلع للأفضل، ويذكره بأن القادم أجمل.
هذه الآية تُحفّز على عدم الاستسلام، بل الاستمرار في السعي والعمل.
3. تقوية الثقة بالله والتوكل عليه
السورة تؤكد أن الله لا يترك عباده أبدًا، مما يعزز الشعور بـالقرب من الله والاعتماد عليه في تحقيق الأهداف.
الآية “وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَىٰ” تُرسّخ مفهوم اليقين بأن العطاء الإلهي قادم لا محالة.
4. جلب الرزق والبركة
تذكّر السورة بنعم الله السابقة، مما يدفع الإنسان إلى شكر النعم، وهو سبب لزيادتها.
فيها إشارة إلى أن الله هو الذي يؤوي، يهدي، ويغني، مما يعزز الرزق والتوفيق لمن يؤمن بها.
5. تقوية الشعور بالامتنان والتواضع
الآيات التي تذكر النبي ﷺ بحالته السابقة (ألم يجدك يتيمًا فآوى… ووجدك عائلًا فأغنى) تعلم الإنسان الامتنان، وتذكّره بأن الله دائم العطاء.
6. زيادة الرحمة والإحسان للآخرين
قول الله “فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ * وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ” يعلّمنا أهمية الرحمة، ومساعدة المحتاجين، وهو ما يجلب البركة في الحياة.
7. دفع الهموم وجلب الفرج
قراءة السورة والدعاء بها يساعد في إزالة الحزن وجلب الفرج، خاصة في لحظات الضيق والكرب.
فضل قراءة سورة الضحى 40 مرة

لم يرد حديث صحيح عن النبي ﷺ يحدد فضلًا خاصًا لقراءة سورة الضحى 40 مرة، ولكن يُعتقد أن تكرارها يجلب الطمأنينة والراحة النفسية، خاصة لمن يمر بفترة ضيق أو حزن، وذلك لأنها تحمل معاني التفاؤل، الرحمة، والتذكير بنعم الله.
فوائد تكرار سورة الضحى روحانيًا:
جلب الفرج والرزق: السورة تذكر بنعم الله، وقراءتها مع اليقين قد تكون سببًا لجلب الخير.
إزالة الهموم والتخلص من الاكتئاب: كلماتها مليئة بالوعد الإلهي بالفرج والعطاء.
تعزيز الثقة بالله: فيها رسالة قوية بأن الله لا يهجر عباده ولا ينساهم.
تحقيق الأمنيات: كثير من الناس يكررونها بنيّة قضاء الحاجة، ويجدون أثرًا إيجابيًا في حياتهم.
مقاصد سورة الضحى

سورة الضحى من السور المكية التي تحمل رسالة التفاؤل، الطمأنينة، والتأكيد على عناية الله بعباده، وقد جاءت لمعالجة حالة الحزن والقلق التي مر بها النبي ﷺ بعد انقطاع الوحي، وهي مليئة بالدروس الإيمانية العميقة.
أهم مقاصد السورة:
1. التأكيد على دوام عناية الله بعباده
تبدأ السورة بالقسم بالضحى والليل، ثم تطمئن النبي ﷺ بأن الله لم يهجره ولم يتركه:
(مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَىٰ)، وهي رسالة لكل مؤمن بأن الله دائم الرحمة والرعاية.
2. الدعوة إلى التفاؤل والثقة بالمستقبل
تؤكد السورة أن المستقبل أفضل من الماضي:
(وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الْأُولَىٰ)، وهي دعوة للتفاؤل والعمل بجد لتحقيق النجاح.
3. وعد الله بالعطاء الواسع والرضا
الله يعد نبيه ﷺ بالعطاء حتى يرضى:
(وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَىٰ)، وهي إشارة إلى أن الإنسان يجب أن يثق في تدبير الله وأقداره.
4. التذكير بنعم الله السابقة كدليل على استمرارها
يذكر الله نبيه ﷺ بنعمه عليه منذ الصغر:
(أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَىٰ) (وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَىٰ) (وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَىٰ)،
وهذا يعلم الإنسان الامتنان والاستبشار بالخير القادم.
5. الدعوة إلى الإحسان ومساعدة المحتاجين
بعد ذكر النعم، تأتي وصية بأعمال الخير:
(فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ * وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ)،
وهي دعوة للرحمة والاهتمام بالضعفاء.
6. شكر النعم وإعلان فضل الله
يختم الله السورة بأمر النبي ﷺ بشكر النعمة والحديث عنها:
(وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ)، مما يعزز قيمة الشكر في جلب المزيد من الخير والبركة.
