التسامح العرقي

كتابة منال العيسى - تاريخ الكتابة: 10 مايو, 2020 7:42 - آخر تحديث : 18 ديسمبر, 2022 7:28
التسامح العرقي

التسامح العرقي ماهو وماهو مفهومه اللغوي واهمية التسامح في حياتنا كل ذلك سنتعرف عليه في هذه السطور التالية.

تسامح

يعتبر التسامح والتساهل الفكري من المصطلحات التي تُستخدم في السياقات الاجتماعية والثقافية والدينية لوصف مواقف واتجاهات تتسم بالتسامح (أو الاحترام المتواضع) أو غير المبالغ فيه لممارسات وأفعال أو أفراد نبذتهم الغالبية العظمى من المجتمع. ومن الناحية العملية، يعبر لفظ “التسامح” عن دعم تلك الممارسات والأفعال التي تحظر التمييزالعرقي والديني. وعلى عكس التسامح، يمكن استخدام مصطلح “التعصب” للتعبير عن الممارسات والأفعال القائمة على التمييز العرقي والديني الذي يتم حظره. وعلى الرغم من ابتكار مصطلحي “التسامح” و”التساهل الفكري” للتعبير في المقام الأول عن التسامح الديني مع طوائف الأقليات الدينية عقب الإصلاح البروتستانتي، فقد شاع استخدامهما بشكل متزايد للإشارة إلى قطاع أكبر من الممارسات والجماعات التي تم التسامح معها أو الأحزاب السياسية أو الأفكار التي تم اعتناقها على نطاق واسع.

التسامح وأنواعه

التسامح أحد الأخلاق الإسلامية والإنسانية الرفيعة، وفيه معنى العفو والصفح والحلم، إلى جانب السهولة ولين الجانب، ونبذ الحقد والكراهية، فهو يتعلق بأحد أسس العلاقات الإيجابية بين الناس، وأحد مقومات السلم المجتمعي، وهو لا يتعلق بجانب دون جانب، ولا بالفرد وحده، بل يتعدى ذلك ليشمل الكثير من جوانب الحياة، ويشمل الفرد والجماعة على حد سواء، فللتسامح مجالاته المتعددة، ويترتب عليه آثاره الطيبة أيضاً.
الدين الإسلامي دين عالمي يركز على الأخلاق الفاضلة والمعاملة الحسنة بين البشر، إذ يعتبر أول دين يهتم ويوجه البشرية لتطبيق العدل وينهى عن الظلم والبغضاء والتعصب، ويدعو إلى احترام حرية الآخرين واحترام الرأي الآخر، ويرسم المنهج لتحقيق هذه الأخلاق والسلوكيات. في وقتنا الحالي أشد ما تحتاجه مجتمعاتنا وشعوبنا التعايش الإيجابي والتسامح بين جميع الأديان والثقافات والأعراق، ليسود التعاون والمحبة
وخير قدوة لنا في تطبيق التسامح الفعال والتعايش الإيجابي بين الناس رسولنا الكريم سيدنا محمد صلّى الله عليه وسلم، والصحابة رضوان الله عليهم الذين اقتدوا بسيد البشرية، ونحن نكمل المسيرة ونقتدي بهم ونسير على خطاهم مع مراعاة التطور والتغير والفرق الزمني بين الشعوب والحضارات.
أنواع التسامح ….التسامح الديني: يتمثل التسامح الديني في التعايش بين جميع متبعي الأديان السماوية، وممارسة الشعائر الدينية بحرية وبدون تعصب ديني
التسامح العرقي: يتمثل في تقبل الآخر بالرغم من وجود اختلاف في العرق أو اللون من شتى المنابت والأصول.
التسامح الفكري والثقافي: يتمثل في الابتعاد عن التعصب للأفكار، واحترام فكر ومنطق الآخرين، والتأدب في الحوار والتخاطب.
التسامح السياسي: يتمثل في ضمان الحريات السياسية الجماعية والفردية، تحقيقاً لمبدأ أو منهج الديمقراطيةا

تعريف التَّسامح

التسامح من أسمى الصفات التي أمرنا بها الله عزّ وجلّ ورسولنا الكريم، فالتسامح هو العفو عند المقدرة والتجاوز عن أخطاء الآخرين ووضع الأعذار لهم، والنظر إلى مزاياهم وحسناتهم بدلاً من التركيز على عيوبهم وأخطائهم، فالحياة قصيرة تمضي دون توقف فلا داعي لنحمل الكُره والحقد بداخلنا بل علينا أن نملأها حب وتسامح وأمل حتى نكون مطمئنين مرتاحو البال، وهو يقرب الناس لنا ويمنحنا حبهم.
يعتبر التسامح والتساهل الفكري من المصطلحات التي تُستخدم في السياقات الإجتماعية والثقافية والدينية لوصف مواقف وإتجاهات تتسم بالتسامح (أو الإحترام المتواضع) أو غير المبالغ فيه لممارسات وأفعال أو أفراد نبذتهم الغالبية العظمى من المجتمع.
ومن الناحية العملية، يعبر لفظ “التسامح” عن دعم تلك الممارسات والأفعال التي تحظر التمييز العرقي والديني.
وعلى الرغم من ابتكار مصطلحي “التسامح” و”التساهل الفكري” للتعبير في المقام الأول عن التسامح الديني مع طوائف الأقليات الدينية عقب الإصلاح البروتستانتي، فقد شاع استخدامهما بشكل متزايد للإشارة إلى قطاع أكبر من الممارسات والجماعات التي تم التسامح معها أو الأحزاب السياسية أو الأفكار التي تم اعتناقها على نطاق واسع.
ويعتبر مفهوم التسامح واحداً من المفاهيم المثيرة للجدل، من أسباب ذلك أنه لا يعمل على الارتقاء بمستوى المبادئ أو الأخلاقيات الفعلية على غرار ما يحدث في المفاهيم الأخرى (المتمثلة في الإحترام والحب والمعاملة بالمثل).
ويرى النقاد الليبراليون أنه من غير اللائق أن يتم اعتبار السلوكيات أو العادات التي نظهر التسامح معها شذوذ أو انحراف عن المعايير السائدة أو يكون لدى السلطات الحق في أن تفرض عقوبة على ذلك.
والأفضل من قديماً كانت مراسيم أشوكا التي أصدرها الإمبراطور أشوكا العظيم حاكم امبراطورية ماوريا، تدعو إلى التسامح العرقي والديني.
وجهة نظر هؤلاء النقاد هو التأكيد على بعض المفاهيم الأخرى مثل التحضر أو المدنية والتعددية او الاحترام.
يعتبر النقاد الآخرون أن التسامح في مفهومه المحدود يعد أكثر نفعاً، حيث إنه لا يحتاج إلى أي تعبير زائف يجيز التعصب ضد جماعات أو ممارسات وأفعال رفضها المجتمع في الأساس.
من الناحية العملية، كانت الحكومات تحدد أي الجماعات والممارسات سيكون موضع إضطهاد وأياً منها سوف تتسامح معه.
قديماً كانت مراسيم أشوكا التي أصدرها الإمبراطور أشوكا العظيم حاكم امبراطورية ماوريا، تدعو إلى التسامح العرقي والديني.
في عهد الإمبراطورية الرومانية التي توسعت رقعتها فيما بعد، أُثيرت تساؤلات حول الأسلوب الذي ستنتهجه مع بعض الممارسات أو المعتقدات المعارضة لها، هل ستتسامح معها أم تضطهدها بشدة، وإلى أي مدى.
في العصور الوسطى، كان حكام أوروبا المسيحية أو حكام الشرق الأوسط المسلم يقومون في بعض الأحيان بتوسيع حدود التسامح لكي تشمل طوائف الأقليات الدينية وفي أحيان أخرى لا يقومون بتوسيعها إذا كانت هي نفسها متعصبة.
من ناحية أخرى، عانى اليهود على وجه التحديد من وطأة الاضطهادات المعادية للسامية والتي سادت أوروبا خلال القرون الوسطى.

التسامح مفتاح السعادة

التسامح هو مفتاح الفعل والحرية. إن كنت تريد أموراً تسع الجميع فهي التسامح والحرية ومنطق الحوار. مهما تعلم الناس من فنون فلن يتعلموا شيئاً يشبه فن التسامح، إنّها القلوب النقية التي تسبح الله. التسامح هو الذي يعطي للصواب قوته وقدراته على الامتداد وتحقيق النصر. التسامح في دولة الإمارات مفهوم مختلف، إذ تحول فكره وقيمه ومبادئه إلى نهج حياة وسعادة وبرنامج عمل، الإمارات كانت وما زالت وستظل تضرب مثالاً للتسامح والقيم الإنسانية الحضارية الراقية، حيث تعدُّ حاضنة قيم التسامح والسلم والتعددية الثقافية، وكفلت قوانينها للجميع الاحترام والتقدير.
لقد أطلقت القيادة الرشيدة مبادرتها العالمية للتسامح إيماناً منها بأنه الطريق للأمن والاستقرار والبناء والتطور، وخصّصت الدولة وزيراً للتسامح وهو المنصب الذي استحدث في التشكيل الوزاري للحكومة في فبراير 2016، لترسيخ التسامح قيمة أساسية في المجتمع على الصعيدين المحلي والإقليمي، والاهتمام في غرس قيم معينة في المجتمع الإماراتي، وفي مقدمتها التسامح والتعايش والاعتدال.
التسامح أحد القواعد الأساسية التي قامت عليها دولة الإمارات، وترتكز قيمه على الدين الإسلامي، ودستور الدولة، وإرث المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والأخلاق الإماراتية. وتمثل الإمارات من خلال رؤيتها نموذجاً تقدمياً للمجتمعات المتحضرة التي يتساوى فيها الإنسان أمام القانون، بغض النظر عن دينه وعرقه. يعد التسامح من طرق الوصول إلى السعادة والحب، كما أنه يطهر الروح والقلب، ويزيد الشعور بالاستقرار النفسي والأمن، وتظهر أهميّة التسامح جليّة في العديد من جوانب الحياة المختلفة، حيث يزيد التكافل بين أفراد المجتمع، ويبعث على الشعور بالسعادة، مما يقلل نسبة العصبيّة والتوتر التي تؤدي إلى انتشار الجريمة والعنف في المجتمع، إضافة إلى أنّه يبني المجتمع، ويجعله يزدهر من خلال فتح آفاق السعادة والحبّ بين الأفراد، وتقوية العلاقات الاجتماعيّة، ويزيد تحضر المجتمع ويوحده.
للتسامح العديد من الأشكال المتمثلة في التسامح الديني، حيث يظهر ذلك التعايش مع الديانات الأخرى مع مراعاة ممارسة الشعائر الدينيّة والطقوس لكل ديانة بعيداً عن التعصّب، والتسامح في المعاملات، والتسامح الثقافي والتسامح العرقي، وأخيراً فإنّ البشريّة في يومنا هذا أحوج ما تكون إلى قيمة اجتماعيّة ودينيّة عظيمة بحجم التسامح.
التسامح يعني التّساهل مع الآخرين، والإحساس بهم وبكينونتهم، وعدم إقصائهم لمجرّد وجود اختلاف معهم، ومن هنا فإنّ مصطلح التّسامح لا يقف عند كونه مُصطلحاً يدعو إلى احترام الآخرين واحترام الاختلاف القائم، بل هو أسلوب حياة. إن التّسامح فكرة عامة يمكنها أن تشمل نواحي الحياة كافة، حيث تمثّل هذه الفكرة حجر الأساس لبناء المجتمعات الآمنة المطمئنة التي تسعى إلى خيرها، وبناء مستقبل مشرق، وتأسيس علاقات إنسانية مبنيّة على المحبة والألفة والتّعاون المشترك «سامح لتسعد».

فوائد التسامح

هناك العديد من الفوائد التي تعود على الأفراد عندما يتحلون بصفة التسامح والتي من أهمها ما يلي:
إن ثواب التسامح عظيم ويعادل إخراج الصدقات وذلك لقوله تعالى (وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ)
يتمتع هؤلاء الأشخاص بصحة نفسية جيد.
التسامح يجعلهم يفكرون بشكل إيجابي وذلك لتخلصهم من المشاعر السلبية أولاً بأول.
التسامح يجعل علاقاتهم أكثر صحية.
يعمل على تحسين صحة العقل والقلب حيث يساهم في تقليل عدد الخلايا العصبية التي تموت.
يعمل على خفض ضغط الدم.
يعمل على تقليل التوتر والضغط النفسي والعصبي.
يساعد الشخص في التخلص من العدائية والقلق.
يعمل على تقوية الجهاز المناعي للشخص.
التعزيز من إحترام الذات.

قيمة التَّسامح

يعتبر التسامح قيمة إسلامية نبيلة تتجلى في نسيان الماضي المؤلم بكامل إرادتنا وفي التخلي عن رغبتنا في إيذاء الاخرين. وهو رغبة قوية في أن نفتح أعيننا لرؤية مزايا الناس بدلا من أن نحكم عليهم ونحاكمهم أو ندين أحدا منهم.
كما هو معروف فالتسامح مفتاح السعادة، فهو يمنح الانسان الشعور بالراحة والرضا. ة فإن التسامح أيضا هو الشعور بالسلام الداخلي، فهو إذن ليس من أجل الآخرين فقط ولكن من أجل أنفسنا أيضاً.
في مجتمعنا مع الأسف يعتبر الانسان المتسامح ضعيف الشخصية لكن الحقيقة عكس ذلك تمامًا لأن الطيبة شيء وضعفالشخصية شيء أخر. ورغم أن التسامح من أسمى الصفات التي أمرنا بها الله عز وجل ورسولنا الكريم إلا أنه يصبح أحياناً منالأمور الصعبة في ظل تجاوز بعض الخطوط الحمراء التي تختلف حسب إختلاف المجتمعات والسياق.
فالتسامح يخمد نار الانتقام وينهي المعاناة الناجمة عن إصدار أحكام تجاه الأخرين. ولأنه قيمة عظيمة، يقول الأستاذ الاسماعيلي “ينبغي علينا جميعا أن نتحلى بمبدأ التسامح فهو يغير نظرتنا للحياة ويفتح أعيننا على مزايا الأشخاص المحيطين بنا بدلاً من البحث عن سلبياتهم من أجل انتقادهم”.



1205 Views