حق الجار في القرآن

كتابة هدى المالكي - تاريخ الكتابة: 9 ديسمبر, 2021 9:47
حق الجار في القرآن

حق الجار في القرآن، وحق الجار في السنة النبوية، ومن هو الجار، وواجبنا نحو الجار، وقصص عن حق الجار، نتناول الحديث عنهم بشيء من التفصيل خلال المقال التالي.

حق الجار في القرآن

أكدت الشريعة الإسلامية أن الجار له حقٌ عظيمٌ في الإسلام، وفصلت حقوقه في أمور كثيرة، أبرزها ما يأتي:
1. الإحسان إليه قَولًا وفعلًا.
2. حمايته وتأمينه.
3. ردُّ الغيبةِ عنه.
4. حفظ سره.
5. مشاركته أفراحه.
6. مواساته في مصائبه وأحزانه.
7. تلبية دعوته.
8. زيارته في الظروف الطبيعية.
9. عيادته في حالة المرض.
10. تفقّده وتلبية احتياجاته عندما يفقدها مع القُدرة على ذلك.
11. منع الأذى عنه بِجَميع صُوره.
12. مُساعدته في حل مشاكله.
13. إقراضه المال إن احتاج وكنت قادرًا عليه.
14. السعي في الإصلاح بين الجيران المُتخاصمين.
15. مشاركته العلم والاستفادة معه.
16. مُصاحبته إلى المسجد.
17. مُصاحبته إلى مَجالس العلم.
18. إحسان الظن به.
19. الصبر على أذى الجار.
20. مُبادرته بالسلام.

حق الجار في السنة النبوية

1. من أجل ذلك وضع النبي- صلى الله عليه وأله وسلم- آدابًا وحقوقًا للتعامل مع الجار حتى نوفى حق الجار، وعلمها لأصحابه الكرام فقال لهم: «أتدرون ما حق الجار: إن استعانك أعنته، وإن استنصرك نصرته، وإن استقرضك أقرضته، وإن أصابه خير هنأته، وإن أصابته مصيبة عزيته، ولا تستطل عليه بالبناء فتحجب عنه الريح إلا بإذنه، وإذا اشتريت فاكهةً فأهد له منها، فإن لم تفعل فأدخلها سراً، ولا يخرج بها ولدك ليغيظ ولده، ولا تؤذه بقتار قدرك (رائحة طعامك) إلا أن تغرف له منها».
2. أوصانا النبي- صلوات الله وسلامه عليه وعلى أله- في أكثر من حديث شريف بحسن الجوار والعشرة الطيبة، فقال: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره»، فربط النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- بين الإيمان بالله واليوم الآخر، وبين إكرام الجار يدل على أنه من لوازم الذى يؤمن بالله واليوم الآخر أن يكرم جاره، وأن يوده وأن يتفقد أحواله ويمد له يد العون، ويواسيه في مصائبه ويهنئه في أفراحه، فالذي لا يكرم جاره يكون في إيمانه نقص وخلل، في الحديث الشريف الذى رواه ابن ماجة: «أحسن إلى جارك تكن مسلماً».
3. من حرص النبي- صلى الله عليه أله وسلم- على حقوق الجيرة، فقد شدد على ضرورة تفقد أحوال الجيران ومد يد العون إليهم، فقال: «ليس بمؤمن من بات شبعان وجاره إلى جانبه جائع وهو يعلم».
4. سئل سيدنا رسول الله- صلى الله عليه وأله وسلم- عن امرأة كثيرة الصيام والصدقة غير أنها تؤذى جيرانها بلسانها فقال: «هي في النار». فقيل: إن فلانة، فذكروا قلة صلاتها وصيامها وصدقتها ولا تؤذى جيرانها بلسانها فقال: «هي في الجنة».

من هو الجار

هو ذلك الذي اختار حيَّك من بين الأحياء ليسكن فيه، واختار بيتك الموقر ليقرب منه، وفضَّلك على كثير من الناس ليسعد برؤيتك والسلامِ عليك بين الحين والآخر، واطمأنت نفسه إليك وإلى أهلك؛ ليشعر بالأمانِ على نفسه وأهله وأولاده وماله، وقد حدَّه أمير المؤمنين علي رضي الله عنه بقوله: ((من سمع النداء فهو جار))، وقيل: ((من صلى معك الصبح في المسجد فهو جار))، وقيل: ((من سمع الإقامة فهو جار)).
عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: ((حد الجوار أربعون دارًا من كل جانب))، وكل من سبق يطلق عليه: (جار) وله حق الجوار، ولعل الأرجح ـ والله أعلم: أن من تعارف الناس على تسميته بالجار يسمى كذلك، وله حق الجوار، كما أشار إلى ذلك الألوسي فقال: ((الظاهر أن مبنى الجوار على العرف)).

واجبنا نحو الجار

1. من أهم حقوق الجيران هو إكرام الجار وتفقد الجار وإطعامه إن جاع، أو أحتاج مساعدة، والمحافظة على عرض الجار، وعدم خيانته.
2. مشاركة الجار في مناسباته، فيواسيه في مصائبه، ويشاركه في أفراحه احسان الظن بالجار حل مشاكل الجار، وقضاء حوائجه.
3. كف الأذى عن الجار، وحب الخير للجار من أهم الحقوق والواجبات للجار.
4. رد السلام وإجابة الدعوة على الجار وهذه وإن كانت من الحقوق العامة للجار والمسلمين بعضهم على بعض، إلا أنها تتأكد في حق الجيران، لما لها من آثار طيبة في إشاعة روح الألفة والمودة.
5. كف الأذى عنه وهذا الحق من أعظم حقوق الجيران، والأذى وإن كان حرامًا بصفة عامة فإن حرمته تشتد إذا كان متوجهًا إلى الجار.
6. تحمل أذى الجار، تفقده وقضاء حوائجه، ستره وصيانة عرضه.
7. الإهداء إليه ومودته وإن من مجال الإحسان إلى الجار التودد إليه بالهدية والقول اللطيف، ولهذا أوصى رسول الله الصحابي الجليل أبا ذر فقال له: «يا أبا ذر! إذا طبخت مرقة فأكثر ماءها، وتعاهد جيرانك».

قصص عن حق الجار

1- أبو الأسود الدؤلي باع جاره
كان أبو الأسود الدؤلي واسع الحكمة والعلم وهو من نقط حروف اللغة العربية، وقيل أنَّ لأبي الأسود دار باعها ورحل عنها؛ فسأله سائلٌ: “بعت دارك؟” فأجاب: “بعت جاري ولم أبع داري”.
أي أنَّه باع منزله لأن له جار سيء ينغص عليه مسكنه، فالبيوت كما يقال بجيرانها، وقد أصبحت مقولة الدؤلي مثلاً يردده الناس في الظروف المماثلة فيقال: “بعت جاري ولم أبع داري”.
2- بجيرانها تغلو الديار وترخص
قائل هذه الأبيات مجهول بالنسبة لنا، لكن من الواضح أنَّه تعرض لأمر مماثل من أمر أبي الأسود الدؤلي، فهجر مسكنه وباع داره لأن جاره سيء المعاملة والمعشر، فقال: يلومنني أنْ بعتُ بالرخصِ منزلي ولم يعلموا جاراً هناك ينغِّصُ فقلتُ لهم بعض الملام فإنَّما بجيرانها تغلوا الديارُ وترخصُ.
3- ألف دينار للبيت وألف للجوار
وقيل أن رجلاً أراد أن يبيع بيته لضيق حاله وطلب ألف دينارٍ ثمناً له، فقال له أحدهم أن البيت لا يستحق هذا الثمن بل نصفه، فأجاب: “بلى البيت لا يستحق أكثر من خمسمائة دينار، لكني أبيعه بألف؛ خمسمائة دينار ثمن البيت وخمسمائة دينارٍ ثمن جوار أبي دلف، وقد ورد في التراث عدد من القصص على نفس المنوال.



917 Views